أمراض الحساسية في لبنان.. قد تكون قاتلة

الحساسية المفرطة عند الأطفال

في لبنان زيادة كبيرة ومتواصلة في امراض الحساسية، وفق الجمعية العلمية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة، من هنا كانت الحاجة الى اطلاق حملة للتثقيف والوقاية، للتركيز ايضا على اهمية التشخيص المبكر والعلاج السليم، خصوصا في موضوع الحساسية المفرطة.

اوضح رئيس الجمعية العلمية اللبنانية لامراض الحساسية والمناعة الدكتور الياس خيرالله ان حملة الوقاية التي اطلقتها الجمعية ركزت هذه السنة على مشكلة الحساسية الفائقة في اعراضها ومسبباتها وعلاجها “التأق” ANAPHYLAXIS.

وقال ان عوارض الحساسية تختلف باختلاف الحساسية نفسها، من شخص الى اخر. فقد تظهر الاعراض في المجاري الهوائية التنفسية، في الجيوب والممرات الانفية، في الجلد أو في الجهاز الهضمي. تشكل ردة فعل الحساسية، في معظم الحالات، مصدر ازعاج وضيق وتكون طفيفة. اما ردات الفعل في حالة الحساسية المفرطة فتكون اكثر خطورة، لانها تؤثر على اعضاء وأجهزة عديدة في الجسم وقد تسبب الوفاة، وتعرف هذه الظاهرة بالـ”تأق” او الحساسية المفرطة.

والتأق هو ردة فعل تحسسية قوية، تظهر اعراضها، اما في طريق البلع أو التماس مع سطح الجلد أو الحقن أو عبر الاستنشاق في بعض الاحيان، وقد تكون مميتة. وغالباً ما يحدث هذا التفاعل خلال ثوان أو دقائق من التعرض لمادة يتحسس منها الانسان، مثل سم لدغة النحل أو تناول الفول السوداني. ويطلق الجهاز المناعي خلال الـ”تأق” كمية كبيرة من الوسائط الكيمائية (مثل الهيستامين وغيره) في الجسم، ويسبب الصدمة التي تتمظهر بانخفاض مفاجىء في التوتر الشرياني وتضيق المجاري الهوائية، ما يعوق التنفس الطبيعي. وتشير الدراسات الى أن شخصاً واحداً من كل 6 اشخاص في العالم معرض للاصابة بالتأق، ومن مجموع المصابين، يلقى 1% حتفهم نتيجة مضاعفات المرض.

ومن ابرز الأعراض: تضيق المجاري التنفسية وتورم الوجه، اللسان أو الحلق مما يؤدي الى الاختناق ما لم يتم العلاج بالسرعة الفائقة، تسارع وضعف بالنبض القلبي وضعفه مع هبوط في الضغط الدموي، شحوب في الوجه، طفح جلدي مع توهج واحمرار وحكة، ألم في البطن، غثيان وإقياء أو إسهال، زيادة إدرار البول، دوار واغماء حتى الموت، ما لم يتم العلاج في شكل فوري.

ومن ابرز المواد المسببة للتحسس: بعض الاطعمة منها البندق، الجوز، القمح، فول الصويا، الاسماك، فاكهة البحر، السمسم، البيض والحليب، وغيرها. والاضافات الكيمائية الحافظة للمواد الغذائية مثل السولفيت وجلوتامات مونوصوديوم، وعملية نقل الدم وانتاجه، وبعض اللقاحات، السم من الحشرات، مثل لسعات النحل او الدبابير وبعض أنواع النمل. بعض الادوية، خصوصا البنسيلين والاسبيرين وغيرهما من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كما المضادات الحيوية، بعض المواد المستخدمة في الصور الشعاعية. المطاط الطبيعي “اللاتكس” (مادة لبنية تفرز على لحاء بعض الاشجار)، المرخيات العضلية المستخدمة في التخدير العام، وسبب فيزيائي مثل الحرارة او البرودة والجهد الرياضي، التوتر العصبي.

ويزداد خطر الاصابة بالحساسية اسباب عدة ابرزها عامل الوراثة، ولدى الاطفال، وفي كثير من الحالات، تختفي لتعود لاحقا. ولدى مرضى الربو او المصابين بالحساسية، تظهر حساسيات اخرى. وفي حالات التهابات الجلد (الاكزيما)، الجيوب الانفية، الاذن والرئتين: خطر الاصابة بهذه الامراض يزداد لدى الاشخاص الذين يعانون من حمى الكلا (القش) وحساسية الحيوانات او العفن.

وقال ان التشخيص المسبب لردود الفعل للحساسية المفرطة يتم بواسطة اختبارات جلدية أو فحص دم في حال رافقها المضاد المناسب. وفي حالة ردود الفعل التأقانية (الشبيهة بالتأقي) يتم تحديد التشخيص من خلال اختبار تحد، يتم خلاله تعريض المريض للمسبب المشبوه، في شكل تدريجي وبطيء، لمعرفة ما اذا كانت هناك ردود فعل للحساسية المفرطة.

يقوم الفريق الطبي خلال الصدمة التأقية بتأدية عمليات الإنعاش القلبي الرئوي عند توقف التنفس أو توقف عمل القلب. ويمكن استعمال الأدوية التالية: الإيبنفرين Epinephrine لتقليل استجابة الجسم المناعية، الأوكسجين للتعويض عن ضيق التنفس، مضادات الهيستامين والكورتيزون عبر الوريد لتخفيف الالتهاب الحاصل في جدران القصبات وتحسين التنفس، منبهات ومستقبلات بيتا لتحسين الأعراض التنفسية.
ويحمل العديد من الذين يشكون من التأق حقن الطوارىء من “الإيبنفرين” معهم. وهي مزوّدة بإبرة مخفية تعطي جرعة وحيدة من الدواء عندما يتم حقنها في الفخذ. (التأكد من تغيير الحقنة قبل انتهاء صلاحيتها، وإلا لن تكون فاعلة).

والعلاج الواجب اتباعه هو الامتناع التام عن مسببات الحساسية اذا تم التعرف عليها. وتوفير علبة طوارىء تحوي قلم حقنة الابينفرين مع الكورتيزون ومضاد الهيستامين، للاشخاص المعرضين، وحمل بطاقة تعريف. ويتم في بعض الحالات ابطال الحساسة لبعض المواد، كسم لسعة النحل، عبر تعريض الجسم الى جرعات صغيرة متكررة منها بمراقبة الطبيب فقط، وزيادة الجرعات تدريجاً الى ان يستطيع الجسم تقبل هذه المادة من دون حدوث تحسس منها.

السابق
الشيخ الكوميدي بلال موّاس: طموحي احتراف Stand Up
التالي
رحال: مبادرة عون كالمثل القائل «الجنون فنون»