«النجف ورمضان» في أمسية ثقافيّة للسيد هاني فحص

أحيا المركز الثقافي العراقي في بيروت أمسية ً رمضانية أدبيّة ليل أمس دعي إليها العلامة الأديب السيد هاني فحص الذي أغنى المكتبة اللبنانية كما نظيرتها العراقية بمؤلفاته السياسية والإجتماعية ذات الطابع الوجداني المستلة من بيئتي جبل عامل والنجف الأشرف خصوصاً ، من حيث وُلِدَ ونما السيد إلى حيث شبَّ ونضج عقله واختمر في الحوزات العراقية .

وقد حضر الأمسية مدير المكز الدكتور علي العبادي ونقيب الصخافه العراقي السابق الاستاذ مخمد اللامي والنائب اللبناني السابق ورئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي حبيب صادق, ورئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري ،اضافة الى نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي من لبنانيين وعراقيين.

قدّم اللقاء الشاعر العراقي ناصر الحجاج ،و تكلّم عن شخص السيد هاني وأول لقاء له معه ليكتشف أنه التقى بذلك السيد الجميل بما يحمل من ثقافة ودماثة وسعة خلق . ثمّ كانت كلمة للصحافي الأستاذ علي الأمين الذي عرض لما يمثله السيد هاني فحص من سماحة دينية وثقافة معتدلة في عصر التطرف فيه أصبح شجاعة، وموقف الإعتدال اصبح الأصعب والأدنى إلى مرضاة ِ الله .

ثمّ تحدّث ضيف الندوة السيد هاني فحص فقال انه سوف يتكلم عن النجف والحرية فيها وهو الذي انتقل اليها كطالب حوزويّ من جبل عامل جنوب لبنان ، فالنجف وادعة وسمحة لا يُعاقَب فيها احد على رأيه فيها عاداتها الراسخة التي هي من لبّ وأصل التّشيّع ، في شهر رمضان يقول السيد هاني يبدأ العمل الجماعي فالإفطارات دورية تنتقل من الكلّ وإلى الكلّ وفي العيد تعوّد النجفيّون على اختلاف مراجعهم فيه فيهزجون بعفوية مثلاً الشاهرودي بكرا معيّد والخوئي ما شاف العيد . فطبيعة الحال أن يرجع الإمام الخوئي ويُفتي مؤيداً نظيره الشاهرودي.

وقد عرض الضيف السيد لتفاصيل هذه الحياة النّجفيّة متقلباً بين فقر ٍ ويسر فيها وهو طالبٌ حوزويّ ترقّى في مراتب علمه حتى صار ما هو عليه الآن ، فكانت الجلسات الأدبية والفقهية التي تعمرُ بها كاسات الشاي ولفافات التّبغ من أنواع عديدة تراعي العسر واليسر المادي للمدعو والدّاعي ، حتى أى منّ نوعاً من الدخان الذي يلفّ يدوياً اسمه المزبّل وهو إسمٌ على مسمّى من حيث الرداءة كان المدخنون يتداولونه كلّما ضاقت ذات اليد بهم .

ثمّ تكلّم السيد أيضاً عن طقوس عاشوراء في النجف وعن أكلة “القيمه ” المهروسة بالحمص واللحم والتي تتطلب عملا جماعيا يقوم به النجفيون بحماسة خدمة ً لبركة المناسبة وعن روح الإمام الحسين(ع) ابن بنت رسول الله المذبوح في كربلاء.

وتكلم السيد هاني ايضاً عن زملائه السيدين محمد حسن الأمين وكاظم ابراهيم والسيد أحمد شوقي الأمين وغيرهم ، بما فيها من سيرة تجمع بين طرائف أدبيّة شارك فيها أساتذتهم العلماء الأفاضل الذين تمتعوا أيضاً إلى جانب علمهم الغزير بلمحات ٍ ذكية مشوبة بظرف وخفة ظلّ نادرين .

وفي نهاية اللقاء العراقي – اللبناني تلا سماحة السيد بعض القصائد التي أحبها واختارها بعناية، وأحب أن يسمعها للحاضرين ومنها قصائد لاستاذه المرحوم شاعر العراق الكبير السيد مصطفى جمال الدين فاختار منها الوطنية والغزلية والدينية والوجدانية ، وكانت تلك القصائد خاتمة اللقاء التي أطربت الحضور وجلّهم ادباء واعلاميين ورجال دين من متذوقي الأدب والشعر .

السابق
الانقاذ البحري يبحث عن غريق
التالي
قيادي بـ 14 اذار لـ الراي: مسألة الرئاسة تحتاج لتفاهم بين ايران والسعودية