تأزم دولي واقليمي يؤخر عوامل الحل الرئاسي

الفراغ الرئاسي

اذا كان المشهد اللبناني يمضي على ايقاع التطورات الاقليمية والمفاوضات الدولية على اكثر من ملف وقضية، فان الرهانات على امكان اخراج البلاد من مستوعب الازمات المتراكمة الذي يغرقها سياسيا وامنيا وينهكها اجتماعيا، تبدو في غير مكانها وزمانها، اقله في المدى المنظور، وسط انسداد تام في افق المعالجة الداخلية من شأنه ان يترك الاوضاع مشرعة على كل الاحتمالات استكمل بانسداد خارجي في ضوء الخلافات المحتدمة والتجاذب الدولي لا سيما في المفاوضات الجارية حول ملف ايران النووي التي عبر عنها مقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في صحيفة “واشنطن بوست” باشارته الى “فجوات كبيرة بين ما يقوله المفاوضون الايرانيون وما يجب عليهم القيام به لتحقيق اتفاق شامل، معربا عن عدم شعوره بالتفاؤل ازاء النتائج المحتملة للمفاوضات بسبب مواقف وراء الابواب المغلقة، ومؤكدا ان واشنطن الملتزمة بالحل التفاوضي لن توافق على اطالة المهلة لمجرد اطالة امد المفاوضات”.

في المقابل، اكد وزير الخارجية الايراني احمد جواد ظريف ان ليس لدى بلاده ما تخفيه في برنامجها النووي وانها لن تساوم على تقدمها التكنولوجي مشددا على ان العقوبات المفروضة عليها لم تمنعها من مواصلة برنامج نووي مدني، وحذر الدول الكبرى من “التوهم” بامكانية تخلي ايران عن هذا البرنامج.

وتزامن الموقفان الاميركي والايراني مع بدء الشوط الاخير من المفاوضات النووية في فيينا التي قد تمتد حتى 20 الجاري موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نهائي، اما يتوج بانجاز دولي غير مسبوق ينقل المنطقة الى مرحلة جديدة من الهدوء والا نحو المواجهة مجددا مع ما تولد من اضطرابات.

واللافت بحسب المراقبين ان الموقفين الاميركي والايراني اطلقا بعد تبادل رسائل ميدانية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية عبر صندوق بريد الحدود العراقية، ما يشكل مؤشرا الى عودة التأزم في العلاقات على رغم كل المواقف الدافعة نحو احياء قنوات التفاوض بين البلدين.

السابق
واشنطن بوست: مفاوضات ايرانية – اميركية في 20 الجاري وكيري غير متفائل
التالي
تفاهم الافرقاء يمنع اشعال الفتنة و«التفجيرات» موضعية