السوبيا.. شراب الصائمين الأول في مكة

يطل رمضان كل عام، وتطل معه أطعمته الخاصة ومشروباته التي لا تستغني عنها مائدة رمضانية. وفي المملكة العربية السعودية، وفي منطقة مكة المكرمة تحديداً، عرف الناس بشغفهم في الشهر الفضيل بمشروب “السوبيا” العريق.
وبدءا من صلاة العصر من كل يوم، ينطلق السكان في مكة ليصطفوا في طوابير طويلة جداً، لأخذ حصتهم من السوبيا، التي تخصصت في صناعتها عائلات معروفة توارثت سرها.
ويصنع شراب السوبيا من الشعير أو الخبز المجفف الناشف، أو الشوفان، أو الزبيب، تضاف إليها بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب الهال والقرفة، وتخلط جميعها بمقادير متناسبة، ليضاف إليها الثلج أخيراً. ويعرض مشروب السوبيا بألوان متعددة، هي الأبيض أي لون الشعير، والأحمر حين تضاف إليه نكهة الفراولة، والبني حين يضاف التمر الهندي، كما ينصح بتناوله خلال يومين أو ثلاثة، لأنه يفقد قيمته الغذائية بعد ذلك.
ولأن صناعة السوبيا ليست بالسهلة، بالنظر إلى حاجتها إلى الخبرة، فإنه من النادر صناعته منزلياً، كما يندر من يتقن هذه الصناعة مثل العائلات الشهيرة التي توارثتها.
ولصعوبة الوقوف وطول الطوابير للصائمين، يلجأ بعض الفتيان إلى “تجارة بيضاء”، حيث يحضرون مبكرا لشراء أكياس السوبيا، بريالات معدودة، ليعيدوا بيعها بضعف سعرها لمن لا يريدون الوقوف في الطوابير.
ويتفاخر أهل مكة أثناء الإفطار بنوعية السوبيا التي أحضروها، خاصة عندما يستقبلون ضيوفاً في المناسبة.

السابق
’المجتمع المدني’: لا شيء مجاناً؟
التالي
تفاصيل خطط أميركية لمواجهة ’دولة داعش’

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب