مخيم برج البراجنة 2: كيف صار أهله سنّة… بمواجهة الشيعة؟

انصار الله
إذا سألت شابا عشرينيا اليوم، ولد في العام 1994 أو بعد هذا التاريخ، ستجد أنّه في حرب تموز كان عمره 12 عاما فقط، لكنّه في ظلّ الحروب السنية – الشيعية، منذ أحداث 7 أيّار 2008 الى بدء الثورة السورية 2011 فإنّ وعيه يتأسّس على "شيعية" حزب الله وليس على عدائه لإسرائيل. وبالتالي فإنّ هناك جيلا فلسطينيا كاملا لا يعرف من الصراع مع اسرائيل الا حكاياته، ومن حقّ العودة الا كليشيهاته... لكنّه يعرف أنّ حزب الله الشيعيّ يحتلّ سوريا ويريد احتلال العراق!

إذا سألت شابا عشرينيا اليوم، ولد في العام 1994 أو بعد هذا التاريخ، ستجد أنّه في حرب تموز كان عمره 12 عاما فقط، لكنّه في ظلّ الحروب السنية – الشيعية، منذ أحداث 7 أيّار 2008 الى بدء الثورة السورية 2011 فإنّ وعيه يتأسّس على “شيعية” حزب الله وليس على عدائه لإسرائيل. وبالتالي فإنّ هناك جيلا فلسطينيا كاملا لا يعرف من الصراع مع اسرائيل الا حكاياته، ومن حقّ العودة الا كليشيهاته… لكنّه يعرف أنّ حزب الله الشيعيّ يحتلّ سوريا ويريد احتلال العراق!

بالطبع كان للحرب السورية أثرها الكبير على مخيمات لبنان، ومنها مخيم برج البراجنة الذي له خصوصية بسبب موقعه الجغرافي. فأهالي المخيم الذين كانوا يؤيدون حزب الله والمقاومة بشكل أعمى وخصوصا بعد حرب تموز 2006، باتوا يسألون اليوم: لماذا وقف حزب الله (المقاوم) إلى جانب نظام بشار الاسد، النظام الذي نكّل بالفلسطينيين والذي حاصر المخيمات في الحرب الاهلية. نقطة التحول الكبيرة كانت رفع حزب الله علم الحسين على أحد مساجد بلدة القصير الحدودية، يومها بدأ أهالي المخيم يتحدثون عن “مخطّط شيعي” في المنطقة. وبدأت علاقتهم بحزب الله تتحوّل من علاقة بين “مقاومين” يجمعهم العداء لإسرائيل، إلى علاقة بين “سنّة” و”شيعة”.
إلا أنّ المخيم، حتّى هذه اللحظة، مازال يبدو بعيدا عن خريطة الاحزاب الاسلامية المتطرفة. وذلك لاسباب عديدة أبرزها. أنّ حزب الله يمنع منعا باتا وجود مثل هذه التنظيمات. وما الحاجز الأقسى من حواجز الجيش وقوى الأمن اللبنانية، على باب مخيم البرج، حيث يمكن أن ينتظر العابر ساعتين قبل دخول الضاحية، إلا دليل على “استنفار” حزب الله بشكل أكبر قرب المخيّم.
يروي أحد سكان المخيم، ويرفض نشر اسمه مثل كلّ من التقيناهم، أنّه قبل أشهر كان هناك خطبة في الجامع التابع للمخيم. وكان الشيخ يلقي خطبة سياسية. فوصل أمر من حزب الله ومنعه من اكمال خطبته. على اعتبار أنّ ما يقوله لا يوافق عليه الحزب. وهذا جزء من المضايقات اليومية التي بات أهالي المخيّم يتعرّضون لها. خصوصا في تنقلاتهم إلى خارج المخيم وإلى الضاحية. تلك المنطقة التي كانوا أنشأوا علاقات تجار وصداقة وعمل… كلّ هذا بات أشبه بالمستحيل حين صار كلّ فلسطيني مصدر “شكّ إرهابيّ”.
من هذا المنطلق يستغرب أهالي المخيم الكلام الذي أُشيع عن نفق سيستعمله المتطرفون للوصول الى مستشفى الرسول الاعظم وتفجيرها. فحزب الله يعلم بكلّ ما يجري في المخيم. وهو كان قد اشترى جميع قطع الاسلحة التي كانت بحوزة أبناء المخيم، ممن باعوه إيّاها بسبب حاجتهم الى الاموال.
يقول طبيب الاسنان والناشط الفلسطيني إنّ أبناء المخيم يعانون اليوم من ازدواجية في الهوية: هم ضدّ النظام السوري، ومع حزب الله. هم يتعاطفون مع داعش بصفته التنظيم السني الذي يواجد المدّ الشيعي، لكنهم لا ينضمون الى صفوفه. فقضيتهم اليوم هي أن يعيشوا بكرامة. أما حقّ العودة، الحلم الفلسطيني منذ 1948، فبات اليوم أبعد من أي وقت مضى.
فإذا سألت شابا عشرينيا اليوم، ولد في العام 1994 أو بعد هذا التاريخ، ستجد أنّه في حرب تموز كان عمره 12 عاما فقط، لكنّه في ظلّ الحروب السنية – الشيعية، منذ أحداث 7 أيّار في 2008 (عمره 14 عاما) الى بدء الثورة السورية في 2011 (عمره 17 عاما)، فإنّ وعيه يتأسّس على شيعية حزب الله وليس على عدائه لإسرائيل. وبالتالي فإنّ هناك جيلا فلسطينيا كاملا لا يعرف من الصراع مع اسرائيل الا حكاياته، ومن حقّ العودة الا كليشيهاته… لكنّه يعرف أنّ حزب الله الشيعيّ يحتلّ سوريا ويريد احتلال العراق. وصورة صدّام حسين التي كان يفترض أنّها استقبلتنا ونحن ندخل المخيم، خير إجابة على معنى احتلال العراق… بعد سوريا.

السابق
OTV تطرد غسان جواد كرمى لعيون السعودية
التالي
مذكرة توقيف جديدة بحق بهيج أبو حمزة