“الشرق المجنون” يخيف إسرائيل

حزب_الله_اسرائيل

زلزال “داعش” الذي يضرب العراق واجزاء من سوريا ويقرع أبواب الأردن ويزعزع الأمن الهش في لبنان بلغت تداعياته إسرائيل التي لم يعد في وسعها تجاهل التغييرات الدراماتيكية التي تطرأ على الدول المحيطة بها. فإسرائيل في النهاية موجودة في قلب هذا “الشرق المجنون” الذي بدأ يرتسم من حولها والذي لا بد أن ينعكس سلباً عليها عاجلاً أم آجلاً.

يجمع عدد من المفكرين الاستراتيجيين في إسرائيل على ضرورة اعادة النظر في العقيدة الامنية الإسرائيلية في ظل التغييرات الاساسية التي طرأت والتي من أهمها: سقوط الدولة القومية العربية الحديثة وانهيار الجيوش العربية النظامية؛ تبدد خطر الحرب التقليدية وزوال الجبهة الشرقية ( المؤلفة من العراق وسوريا)؛ صعود قوى مسلحة لغير دول ذات طابع إسلاموي متشدد، انهيار النظام الإقليمي القديم وتحول بعض الانظمة العربية دولاً فاشلة، أو تشظيها الى دويلات على أساس اثني أو طائفي. في ظل هذا كله لم تعد العقيدة التقليدية للأمن القائمة على مفهوم الردع والانذار الاستراتيجي والحسم، ملائمة لمواجهة المخاطر الجديدة.
وكانت إسرائيل قد اعتبرت حتى الآن ان الفوضى العارمة التي أثارها الربيع العربي وبصورة خاصة الحرب الاهلية السورية وتورط “حزب الله” في القتال في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد يصبان في مصلحتها، فدماء أعدائها تسفك، وسوريا تتفكك، وهي تعيش بمنأى عن مشكلة اللاجئين السوريين الذين اغرقوا الأردن ولبنان وتركيا، ولا انتحاريين في شوارعها. وأهم حدث أمني زعزع روتين حياة الإسرائيليين هو خطف ثلاثة مستوطنين منذ اسبوعين وعدم العثور عليهم حتى الآن.
لكن تمدد “داعش” في العراق واقترابه من حدود الأردن أيقظا مخاوف إسرائيل من احتمال زعزعة الامن هناك وانتقال خلايا جهادية الى داخل المملكة، وتوسع دائرة نفوذ هذا التنظيم الإسلامي الراديكالي الى الضفة الغربية وقطاع غزة، ناهيك بوجود مجموعاته المسلحة بالقرب من حدودها في هضبة الجولان. وبذلك تصير إسرائيل محاطة بقوى مسلحة إسلامية متطرفة لغير دول على حدودها مع لبنان وسوريا والضفة وغزة وشبه جزيرة سيناء.
في ظل هذا الوضع الشديد التعقيد تجد إسرائيل نفسها أمام ورطة حقيقة وفي حاجة الى استراتيجيات جديدة. يحصل هذا في ظل انقسام واضح حيال ما يجري. فاليمين الإسرائيلي يرى في تطورات الوضع العراقي فرصة لوأد عملية السلام مع الفلسطينيين ووقف الكلام عن انسحابات من غور الأردن أو من الضفة، أما اليسار فيرى ان الوضع الخطير يحتم على إسرائيل البحث عن تحالفات جديدة مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة لمواجهة خطر الإسلام الراديكالي.

السابق
الفايسبوك والاكتئاب
التالي
تفجير ذخائر في محيط بلدة مركبا