أبو عساف أو نبيه بري؟

أبو عساف أو نبيه بري
بعد فشل محاولات اغتيال الرئيس نبيه بري شخصيا هل عمد المجرمون الى استهداف مناطق نفوذه من أجل جرّه مكرها الى الدخول في أتون الفتنة التي عمل الرئيس بري ويعمل جاهدا للنأي بنفسه وبحركة أمل عنها.

بعد فشل محاولات اغتيال الرئيس نبيه بري شخصيا هل عمد المجرمون الى استهداف مناطق نفوذه من أجل جرّه مكرها الى الدخول في أتون الفتنة التي عمل الرئيس بري ويعمل جاهدا للنأي بنفسه وبحركة أمل عنها.

 

أن يفجر ارهابي نفسه داخل مناطق نفوذ حزب الله، فهذا لعمري يُعتبر ضمن السياق الطبيعي للحرب التي زج حزب الله نفسه وبيئته بها، وبالتالي فلا مجال حينها الا استنكار ذهاب الضحايا الابرياء وتضرر مدنيين لا ناقة لهم بالحرب ولا جمل، وتنتهي حينئذ القصة عند هذا الحد. ندفن الشهداء ونلملم الاشلاء ونرفع الانقاض ونستمع الى سيل التصاريح للمسؤولين المتحمسين لرفض الارهاب من جهة مقابل تصاريح تحمّل حزب الله المسؤولية عن كل قطرة دم تسقط. هذا الى حين الانفجار التالي ليُعاد المشهد نفسه من جديد، وتعاد المعاناة مرة اخرى.

اما عندما يكون العمل الارهابي خارج ساحة الحرب المفترضة (مناطق نفوذ الحزب) فهذا يستدعي اخراجه من السياق المعهود وبالتالي يجوز بل يفترض حيئذ التفتيش و”البحبشة” عن الاسباب والخلفيات وحتى الجهة المنفذة، فمن قال ان للانفجار الارهابي وكيلا حصريا واحدا؟ او مشغلا واحدا؟ أو أن له الاهداف نفسها دائما؟ فتفجيرا مسجدي التقوى والسلام كانا هما ايضا تفجيرين ارهابيين ولكن بسياق مختلف تماما ولو كان يتقاطع بالنهاية على النقطة نفسها.

وعليه فلا بد ها هنا ايضا لفهم تفجير “ابو عساف” من استعمال ادوات اخرى لعلها تشبه تلك المستعملة في تفجيري طرابلس.
بالنسبة الى الجغرافيا، فمن الواضح أن مكان التفجير هو منطقة “الشياح” بما تمثل هذه المنطقة من قلعة لحركة أمل وبالتالي فهي الركن المتين التي عليها يستند الرئيس بري في بيروت.

أما من حيث التوقيت فإن هذا التفجير الارهابي جاء بعد ثلاثة ايام فقط على إلغاء حركة أمل مؤتمر المخاتير الذي كان سيعقد في الاونيسكو بحضور الرئيس بري شخصيا، بناء على معلومات أمنية باستهدافه. وما كان سرب قبل ذلك عن مجموعات كانت ترصد مقر عين التينة، كل هذا وغيره يجعلنا نطرح السؤال المشروع وهو: بعد فشل محاولات اغتيال الرئيس بري شخصيا هل عمد المجرمون الى استهداف مناطق نفوذه من أجل جرّه مكرها للدخول في أتون الفتنة التي عمل الرئيس بري ويعمل جاهدا للنأي بنفسه وبحركته عنها ؟

وبالتالي فإن تفجير الطيونة يسمح لنا من جديد الا نؤخذ كل مرة بالقراءة نفسها، بل أن نعتمد قراءة مختلفة لكل تفجير، وأن نسأل هذه المرة عن الهدف الحقيقي لتفجير الطيونة: “أبو عساف” أم نبيه بري؟

السابق
مسعى فرنسي لخَرق رئاسي
التالي
انتخاب رئيس يحتاج إلى رزمة تفاهمات متكاملة