فضيحة المونديال في لبنان

المونديال

كان ينقص الدولة اللبنانية اختبار نقل مباريات المونديال، فجاءت النتائج زيادة على زائد الفشل الذي تتخبط فيه صورتها. ليس من المبالغة في شيء القول ان اللبنانيين هذه المرة كانوا اشد المحبطين من صورة دولة سعت حتى الساعات الاخيرة الى تأمين النقل المجاني لوقائع المونديال واللعبة الاكثر شعبية واثارة لحماسة اللبنانيين وعواطفهم وتعلقهم بهذه المحطة التاريخية كل اربع سنوات فإذا بالفشل ايضا حليفها الوحيد.

لا يهم الناس ان يعرفوا ملابسات الـ(نعم) والـ(لا) التي شغلتهم حتى لحظة انطلاق افتتاح المونديال في البرازيل ولكن ما حصل لا يقل عن فضيحة لم تجد طريقها بعد للتوضيحات المقنعة والحقيقية. أيا تكن حقيقة هذا الالتباس، فإن اللبنانيين في غالبيتهم الساحقة حرموا متابعة المونديال بعدما خدروا على وقع التصريحات المتناقضة للمسؤولين والوزراء والإداريين المعنيين وذهبت فرحة الناس بجريرة تحميل قطر المسؤولية هذه المرة او تحميل الدولة اللبنانية هذه المسؤولية. وما زاد الطين بلة، انه ما كاد حفل الافتتاح يبدأ وفيما كان اللبنانيون يعوضون حرمانهم من النقل المباشر باكتشاف قناة فرنسية كانت تتولى النقل حتى انقضت شبكة مصالح مرتبطة بشركة حصرية وقطع إرسال القناة منذ ليل الخميس، ولا يزال مقطوعا اليوم في ما ينذر بمنع اللبنانيين من التقاط اي إرسال يتجرأ على خرق الاثير اللبناني ليقدم لبعض الفئات اللبنانية التي يمكنها التقاطه متعة مفقودة. والدولة اللبنانية التي فشلت في إيجاد بديل من مفاوضاتها مع قطر ولم تعثر على ما يستر فشلها انبرت الى الأسوأ فمنحت الغطاء الأمني لقطع الإرسال عن قناة اجنبية. فأي نجاح اعظم من هذا؟ وأين كانت هذه العضلات التي يبدو انها لا تقوى الا في المواقع الغلط؟

السابق
بوصعب: التلامذة مرتاحون والأمور هادئة
التالي
النصائح من أجل النوم الصحي