البريفيه تنطلق غداً بمشاركة الأساتذة والمراكز جاهزة

تنطلق الامتحانات الرسمية في مرحلتها الأولى غداً في شهادة البريفيه في أجواء طبيعية، بعد الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بعد منتصف ليل أول من أمس بين وزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية، وقضى بتأجيل موعد الامتحانات 24 ساعة ليتسنى للمعلمين تسلم تكليفات المراقبة، في مقابل العمل على اقرار سلسلة الرتب والرواتب قبل التصحيح واصدار النتائج.

تواصلت التحضيرات أمس في مراكز الامتحانات والوزارة، والتي تصبح جاهزة اليوم لإجراء الامتحانات الرسمية وفق المدير العام للتربية فادي يرق، حيث توضع الأسئلة بدءاً من مساء اليوم لتكون جاهزة ومدقّقاً فيها صباح غد.
وفي وقت يستنفر وزير التربية والتعليم العالي كل مديريات الوزارة لإجراء الامتحانات، قال لـ”النهار” إن الامتحانات ستكون في أجواء طبيعية الجمعة، داعياً التلامذة الى أن يكونوا جاهزين لإجرائها. أضاف انه يتفهم المعاناة والظروف التي مروا بها خلال الفترة الأخيرة، لكن عليهم أن يستعدوا للإمتحانات التي لن تكون صعبة، وهي ستأخذ في الاعتبار ظروفهم، بحيث لا تكون الاسئلة صعبة بل معتدلة، مع الحفاظ على المستوى الأكاديمي للشهادة وبما يحفظ النظام التعليمي في لبنان.
وأوضح الوزير بو صعب أن كل الاهتمام يجب أن ينصب على انجاز الامتحانات الرسمية، والحديث مبكر بالنسبة الى التصحيح، ولا أحد يتحدث اليوم عن هذا الأمر، وينبغي تجاوز ما حصل خلال الايام الماضية.
وكان بو صعب اسف في مؤتمر صحافي بعد الاتفاق مع هيئة التنسيق منتصف ليل أول من أمس “لما آلت اليه مشكلة سلسلة الرتب والرواتب”. وقال: “بعد محاولات عديدة لانقاذ الامتحانات الرسمية وبعد التواصل مع كل المعنيين، ومن بينهم هيئة التنسيق والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون اتخذنا قرارات صعبة لم تأت في مصلحة التلامذة ولا التربية في لبنان”. وناشد التلامذة “الا يفكروا بالمشكلات التي عانوها والاهم التحضير للامتحانات. وقد طلبت من المدير العام العمل على مراعاة الظروف والحفاظ على مستوى الشهادة الرسمية”.
وختم بو صعب: “انها بداية الطريق وسأظل انبه الجميع للخطوة التالية فان لم تقر سلسلة الرتب والرواتب سنواجه مشكلة تصحيح المسابقات”.
اما رئيس رابطة أساتذة الثانوي حنا غريب فقال: “ان صمود الاساتذة ووقوفهم خلف الهيئة فَرَضا تأجيل الامتحانات الرسمية”. أضاف: “نريد اكل العنب وليس قتل الناطور والاتفاق الذي حصل مع الوزير، وكي لا يتكرر الخلاف، وهو على اجراء الامتحانات الرسمية، ولكن معركة التصحيح واسس التصحيح وصدور النتائج لن تكون قبل اقرار سلسلة الرتب والرواتب التي تحفظ حقوق المعلمين والموظفين.
وتفقد بو صعب أمس مركز وضع أسئلة الإمتحانات الرسمية في الطابق الأول في مبنى الوزارة يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ورئيسة دائرة الإمتحانات جمال بغدادي والطاقم الإداري والتربوي للإمتحانات. وجال على المكاتب الإدارية وغرف نوم اللجان الفاحصة، وغرف عمل اللجان وبنك الأسئلة المحمي والمعزول عن كل أنواع الإتصال والشبكات.

كما تفقد غرفة طباعة الأسئلة، وطابعة البرايل بالحرف النافر للتلامذة من ضعاف البصر، كما عاين طريقة ختم مغلفات الأسئلة بالشمع الأحمر، وغرفة أجهزة التشويش على كل أنواع الإتصالات والرسائل النصية والإنترنت التي يشرف عليها الجيش اللبناني وتهدف إلى عزل منطقة اللجان الفاحصة عن كل أنواع التواصل، كما راقب طريقة قفل الأبواب الحديدية وسلامة الشبابيك والحراسة التي تشرف عليها قوى الأمن الداخلي والجيش.
وتوقف عند السجلات اليدوية التي تسجل تاريخ الإمتحانات منذ عشرينات القرن الماضي وأعرب عن الإهتمام بهذا الكنز الذي يؤرخ لتاريخ لبنان التربوي وللشخصيات التي عايشت تلك الحقبة وأسست لنشوء لبنان. وأكد أن كل الإستعدادات اللوجستية والإدارية والتربوية جاهزة، وعبر عن ارتياحه لمشاركة الأساتذة وهيئة التنسيق النقابية بإجراء الإمتحانات الرسمية. مشدداً على ضمان نزاهتها ودقتها وشفافيتها وأهميتها في إعداد أجيال لبنان.

من جهته، قال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، أن “ثمة عوامل عدة دفعتنا في اتجاه العدول عن قرار المقاطعة وهي، أولاً أن هيئة التنسيق ظهرت انها تملك قرار الامتحانات، وثبت ان وزارة التربية لا تستطيع اجراء الامتحانات بخطة غير مسبوقة كما قال وزير التربية من دون وجود الاساتذة. وثانياً، اتجاه وزير التربية الى اصدار افادات والغاء الشهادة، فقد كتب بيانا في هذا الشأن، وانطلاقا من حرصنا على دراسة عام كامل، ومنعا لضرب التربية في لبنان، واعلاننا ان كل مسؤول تربوي يعطي افادة يكون غير مسؤول، اضطررنا الى التراجع لاننا الاحرص على التلامذة. ثالثاً، سنذهب الى مراقبة مشروطة بعدم تصحيح الامتحانات بموافقة من الوزير، وتاليا لا تصحيح ولا نتائج الا باقرار السلسلة في جلسة 19 الجاري.

وكانت عقدت اللجان الفاحصة اجتماعا في مقر رابطة أساتذة التعليم الثانوي تدارست خلاله الامتحانات الرسمية في ضوء القرار الذي اتخذته هيئة التنسيق بإجراء الامتحانات والقيام بأعمال المراقبة ووضع الأسئلة، مع الاستمرار بمقاطعة أسس التصحيح والتصحيح.
وبعدما عرض حنا غريب تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع وزير التربية، عبر المجتمعون عن دعمهم لهذه الخطوة معتبرين أنها تصب في خانة مصلحة التلامذة مما يحضّرهم لخوض امتحاناتهم في جو من الراحة النفسية تحت مراقبة جهاز مسؤول مؤهل ومسابقات تحت إشراف اللجان الفاحصة الخبيرة.

 

السابق
إيران مستعدة لتمديد المفاوضات النووية وتعتبر الموقف الفرنسي عالي السقف
التالي
المونديال ينطلق اليوم.. فما هو مصيره في لبنان؟