إحراق سيارات مجددا في الجنوب

احراق سيارات
يبدو أن مسلسل إحراق السيارات سيستمر في الجنوب بأنتظار حل سياسي يُنهي أسبابه المتشعبة. لكنّ المسلسل يصبّ في خانة واحدة: السؤال عن دور حركة أمل المستقبلي، خصوصا في ظلّ حرب بدأت تدور لوراثة التنظيم، بين أجنحة قوية ومتعدّدة الارتباطات ومتنوّعة الأفكار، أبرزها فريق "لبناني" يرى ضرورة العودة إلى "لبنانية" بدأت الطائفة الشيعية تفتقدها مع تطوّر الدور الإيراني، نفوذا وقرارا، في قيادة "الثنائية الشيعية"، حركة أمل وحزب الله.

مرة جديدة تشهد قرى الجنوب عمليات احراق سيارات، فقد  أقدم مجهولون يوم الخميس في 12 حزيران على إحراق سيارة من نوع فان في بلدة جويا شرق صور تعود للمواطن عدنان المصري، وقد حضرت فرق الدفاع المدني وعملت على إخماد الحريق . يُذكر أن أكثر من عشر سيارات تم إحراقها في وقت سابق من هذا الشهر في جويا وعدد من القرى الواقعة في محيطها.

وكان موقع “جنوبية” نشر أكثر من مقال عن مسلسل إحراق السيارات في الجنوب في ظل صمت حركة أمل وحزب الله ووضعهما ما يجري في إطار الزعرانات لا أكثر. إلا أنه وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”جنوبية” فإنّ حربا بدأت على وراثة أمل تنظيميا وأنّ هناك صراع داخل “حركة أمل” بين جناحين، أحدهما يتبع لمسؤول منطقة الجنوب الأقرب الى الرئيس نبيه بري، النائب هاني قبيسي الملقب بـ”أبو حسن”، والطرف الثاني هو مقرّبون من رئيس بلدية بلدة جنوبية معروف بإنتمائه السياسي. وبعد أوّل “حملة” إحراق سيارات بأيّام  تم إحراق سيارة مرسيدس عند مدخل صور الشرقي، وعثرت القوى الأمنية على إصبع ديناميت قرب فيلا حسين شديد في بلدة عين قانا بإقليم التفّاح .

وفي معلومات لـ”جنوبية” فإنّ هناك نهضة “أملية ” بدأت تترجم نفسها في الشارع وفي المؤسسات أيضا، انتفاضة تزامنت مع إحراق سيارات في الجنوب والعثور على عبوة ناسفة بين قريتي الجميجمة ومجدل سلم، قرب مركز أساسي لحركة أمل. وما فصل رئيس البلدية  المقرب من أمل  إلا جزء من هذا “الحراك التنظيمي” .ّ ففصله هو جزء من تنظيف التنظيم، الذي تقوم به الأحزاب كلّها بشكل مستمرّ. وذلك لأنّه أخطأ كثيرا. فالتنظيم يتحمّل خطأ واثنين وعاما واثنين وتتخذ تدابير كثيرة قبل الفصل… ويكون الفصل آخر الدواء.

 مصادر حركة “أمل” تؤكّد أن لا علاقة لتنظيم الحركة بما يجري. لكنّ معلومات لـ”جنوبية” أكّدت أنّ الذين أُحرِقت سيّاراتهم هم من العاملين لدى رئيس البلدية، أي “رجاله” بمعنى أدقّ، هو الذي يملك مؤسسات كثيرة. وربما يكون ذلك لأنّ قرار الفصل قد يكون لم يشفِ غليل البعض. لكن هل هو قرار من “أمل” بمعاقبة رئيس البلدية ورجاله؟ تجيب مصادر “أمل”: “بالتأكيد كلا، هو بات خارج الحركة”.

إذا، يبدو أن مسلسل إحراق السيارات سيستمر في الجنوب بإنتظار حل سياسي يُنهي أسبابه المتشعبة لكنها تصب كلها في خانة واحدة : دور حركة أمل المستقبلي؟

السابق
«سيسي ميتر» يراقب أداء الرئيس المصري الجديد!
التالي
شذى حسون تطلق صرخة لحماية العراق