الانتخابات السورية تُمدّد للأسد وللحرب

أدلى الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري امس باصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة نتيجتها سلفا لمصلحة الرئيس بشار الاسد، فيما العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في مناطق عدة. واذا كانت المعارضة وصمت الانتخابات بانها “انتخابات الدم” فإن مسؤولين في دول غربية داعمة لها كرروا التنديد بـ”المهزلة” و”المسرحية” التي تجسدها الانتخابات الهادفة الى اعطاء شرعية للرئيس السوري الذي تطالب المعارضة بتنحيه عن السلطة والذي قامت حركة الاحتجاج عليه منتصف آذار 2011، قبل ان تتحول نزاعاً عسكرياً أوقع حتى الآن اكثر من 162 الف قتيل.

وتعدّ الانتخابات، نظرياً “الانتخابات التعددية الأولى” في البلاد منذ نحو نصف قرن، لكن قانونها منع عمليا اي معارض مقيم في الخارج من الترشح. واجريت الانتخابات في اشراف النظام الذي تطالب المعارضة برحيله، مما جعلها أشبه بعملية “تجديد المبايعة” للاسد، وهو التعبير الذي يتبناه كثير من الناخبين. ونقل التلفزيون السوري صوراً للرئيس بشار الاسد وزوجته أسماء وهما يدليان بصوتيهما في مركز اقتراع بحي المالكي الراقي في وسط دمشق. وادلى المرشحان الآخران ماهر الحجار وحسان النوري بصوتيهما في مركزين بالعاصمة كما ظهر في مشاهد بثها التلفزيون الرسمي. وكان الغائب الابرز نائب الرئيس فاروق الشرع الذي تعود اطلالته العلنية الأخيرة الى كانون الاول 2012.
وافاد صحافيون ومصورون من “وكالة الصحافة الفرنسية” في دمشق وحمص ان الناخبين توافدوا بكثافة، بينما بث التلفزيون السوري لقطات لمراكز الاقتراع في مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة والسويداء وادلب ودير الزور وطرطوس، أكد فيها الناخبون ولاءهم للاسد وحماسهم للمشاركة في “العرس الوطني”.
لكن مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، نقل عن مندوبيه في مناطق مختلفة ان عناصر من اجهزة الامن “يجبرون المواطنين على اقفال محالهم التجارية وتعليق صور لبشار الاسد عليها”، وان الناخبين “مضطرون الى الادلاء بأصواتهم تحت طائلة التعرض للاعتقال او تحت وطأة الخوف من النظام”. وأوضح ان أكثر المناطق الكردية التي يحاول سكانها البقاء بمنأى عن النزاع والتمتع بنوع من الادارة الذاتية، قاطعت الانتخابات، باستثناء بعض مناطق وجود النظام في مدينتي القامشلي والحسكة بشمال شرق البلاد.
وكانت صناديق الاقتراع فتحت ابوابها في السابعة صباحا (04:00 بتوقيت غرينيتش)، وكان مقرراً ان تقفل في السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينيتش). الا ان اللجنة القضائية العليا للانتخابات مددت المهلة حتى منتصف الليل (21:00 بتوقيت غرينيتش)، نظراً الى ما وصفته بـ”الاقبال الشديد”.

المعارضة

وعلى خط المعارضة، وصف رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا في مقال نشر له في صحيفة “الواشنطن بوست” الاميركية، الانتخابات بانها “مزورة ونتيجتها محددة سلفا”. وكتب: “سيعلن الديكتاتور بشار الاسد للعالم هذا الاسبوع اعادة انتخابه رئيساً لسوريا… الديكتاتور لا ينتخب، يجري انتخابات بالقوة والتخويف، وهذان هما الدافعان الوحيدان اللذان يرغمان السوريين على المشاركة في هذه المسرحية”. ورأى انه “ستكون لخطة الاسد تداعيات مهمة”، وان الانتخابات ستقدم له “واجهة شرعية سيحاول هو واربابه في موسكو وطهران استغلالها على الساحة العالمية”، وان الطريقة الوحيدة للتوصل الى حل سياسي هي تغيير ميزان القوى العسكري على الارض ومد المعارضة بالسلاح.
ونددت لجان التنسيق المحلية المعارضة الناشطة على الارض في بيان بـ”من يؤيد هذا التصويت وسيشارك فيه طوعاً”، معتبرة انه “شريك للعصابة في ارتكاب الفظاعات”. وناشدت السوريين مقاطعة الانتخابات “الهزلية”، رافضة كل ما يصدر عنها من نتائج.

 

السابق
بالفيديو.. طلب يدها امام الجميع خلال نهائي الحكمة والرياضي
التالي
الجمهورية السورية الثانية: ماذا سيغيّر الأسد؟