الأوضاع الصحّية للاجئين السوريّين: سِلّ وجَرب وليشمانيا وحصبة وريقان وسحايا وشلل

الأوضاع الصحية للاجئين السوريين في عكار كما في بقية المناطق اللبنانية من سيىء الى أسوأ، وفق كل المؤسسات والجمعيات والمنظمات الأممية والعربية والمحلية المهتمة بهذا الشان، ذلك ان ضعف الامكانات والانتشار العشوائي للاجئين الذين يعيش القسم الأكبر منهم وسط ظروف معيشية وصحية صعبة، يهددان بالانفجار مع بداية فصل الصيف حيث ارتفاع الحرارة والنقص الكبير في المياه النظيفة سواء للاستخدام المنزلي أو حتى للشرب.

ويؤكد متابعون أن ثمة ارتفاعاً في معدلات الوفيات التي تحصل في تجمعات اللاجئين السوريين وخصوصاً لدى العجزة والاطفال (حديثي الولادة) مع تسجيل تفشي العديد من الامراض والاوبئة في المخيمات العشوائية التي تفتقر الى مقومات الصحة والسلامة العامة. هذا الواقع ساهم الى حد بعيد في انتشار الأمراض في مخيمات اللجوء الموجودة بكثافة في خراج مختلف البلدات والقرى العكارية (السل والجرب والليشمانيا والحصبة والريقان والسحايا وظهور حالات شلل) والتي لا يمكن ضبطها داخل هذه المخيمات وقد بدأت تتعداها الى المجتمعات المحلية المضيفة. ويكفي القول انه في عكار اكثر من 10 آلاف تلميذ سوري في المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة.
وفي عرض لبحثه العلمي الذي قدمه في ندوة عقدت في “مستشفى سيدة السلام” في القبيات عن “تأثير النزوح السوري على اقسام التوليد وحديثي الولادة في محافظة عكار”، قال الدكتور غيث مخول: “كانت مستشفى سيدة السلام ومنذ بدء عمليات اللجوء في مواجهة التحدي الصحي الكبير باستقبال حالات صحية زادت من خطورتها حالات اجتماعية غاية في الصعوبة، وخصوصاً ان غالبية اللاجئين السوريين الى عكار فقراء جدا ويعيش معظمهم في ظروف صحية واجتماعية صعبة”.
واشار إلى أنه “للتعرف أكثر على الأوضاع الصحية للمرضى السوريين في قسمي التوليد والاطفال الحديثي الولادة، اجرينا دراسة مقارنة على جميع المرضى في كلا القسمين اعتبارا من تاريخ 1\1\2013 ولغاية 31\12\2013 .
وفي النتائج تم استخلاص:
في قسم التوليد: من اصل 2434 ولادة تمت في “مستشفى سيدة السلام” في القبيات عام 2013 هناك 65 في المئة من الأمهات سوريات. يتميزن بالآتي:
1 – معدل عمر الامهات السوريات أصغر من عمر الأمهات اللبنانيات، والاثنتان اصغر من المعدل على المستوى الوطني مع وجود حالات قصوى لامهات هن في الاساس قاصرات، بينهن 5 امهات عمرهن لم يتجاوز الـ13 سنة و33 اماً لم تتجاوز اعمارهن الـ15 سنة.
2 – مستوى تعليمي اقل بكثير من الامهات اللبنانيات، والاثنان اقل من المعدل الوطني (مستوى جامعي 3 في المئة عن السوريات في مقابل 14 في المئة عند اللبنانيات في مقابل 51 في المئة على المستوى الوطني).
3 – تشوهات خلقية اكثر عند الاطفال المولودين من امهات سوريات، والمجموعتان اكثر من المعدل الوطني”.
وقالت الدكتورة أميرة الصغير المشرفة على عمل المركزين الصحيين القطريين في وادي خالد (عكار) وزحلة (البقاع) اللذين يعملان في اطار عمل الفريق القطري وبتوجيهات مباشرة من أمير قطر: “ان انشاء هذين المركزين اتى استجابة للواقع الصعب الذي يعانيه اللاجئون السوريون منذ بدء ازمة النزوح الى لبنان”. واكدت “ان الواقع الصحي للاجئين صعب للغاية مما يفرض تضافر الجهود لمواجهة هذا التحدي، مبرزة “اهمية الحملات الوقائية التي ينظمها المركزان والتي يجب ان تعمم بشكل سريع على مختلف مخيمات اللجوء في لبنان لتأمين الرعاية الصحية وللحد من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، وهذه الحملات تفيد بطريقة غير مباشرة المجتمع اللبناني بوقايته ضدّ العدوى”، مشيرة الى ان “المركزين الصحيين يؤمنان على مدار الساعة خدمات مجانية تتضمن معاينة طبية وتوزيع أدوية وفحص دم وتلاقيح للأطفال، وتوزيع حليب وحفاضات للأطفال، وتوزيع مواد للتعقيم والحماية من الأمراض المعدية، وحلقات وندوات توعية ومشورة للنساء ونشاطات تثقيفية وترفيهية للأطفال”.
واوضحت أن “اكثر من عشرة الاف لاجئ سوري يستفيدون شهرياً من كلا المركزين”.
وقال خالد المرعبي المشرف على عمل المركز الصحي التابع لجمعية انماء الشمال في حلبا بالتعاون مع وزارة الصحة والهيئة الطبية الدولية، ان “ارتفاعاً مطرداً للحالات الصحية والامراض المعدية المتفشية يسجل في مخيمات اللجوء السوري في عكار، لا سيما مرض الجرب، حيث ان هناك حالات مرضية متقدمة وصعبة”.

السابق
الإنتخابات السورية تسقط الحياد وتثير ردود فعل سياسية
التالي
تزوجت ضد إرادتهم.. فرُجِمت حتى الموت وهي حامل!