وئام وهاب والاستحقاق الرئاسي

ما لفتني اليوم في الاعلام هو كلام السفير البريطاني في لبنان ,وبراي الشخصي هناك دقة في هذا الكلام ,من ناحية ان لا ينتظر اللبنانيون اي شيء من الخارج بل عليهم هم القيام بالمبادرة فعلياً . وحقيقة الامر ان الخارج غير مهتم للبنان وللانتخابات الرئاسية فيه.

 

وحتى الاميركيين هم اليوم خارج الموضوع بالكامل ,وواضح ان هناك تكليف للفرنسيين وايضا الفرنسيين ليس الموضوع اللبناني هو من الاولويات عندهم رغم وجود ضغط جدي فاتيكاني على الفرنسيين وعلى الاميركيين. وللتذكير فقط فانه في اخر لقاء حصل بين الرئيس الاميركي باراك اوباما مع البابا فرنسيس وهذه معلومات اكيدة .فقد طلب البابا من الرئيس الاميركي عدة امور وفي طليعتها الحفاظ على هذا المركز المسيحي الوحيد في المشرق وتامين انتخابات رئاسية. والرئيس الاميركي وعده خيرا للبابا .

 

ولكن الظاهر اليوم ان الاميركيين منسحبين من كثير من القضايا في الساحة الدولية ومنها الساحة العربية ,وتذهب الامور لعند السعوديين وحسب ما وصلتني من معلومات من خلال الرحلة التي قام بها الرئيس تمام سلام الى المملكة العربية السعودية فقد حصل لقاء بينه وبين الملك عبد الله قدر بحوالي التسعين ثانية فقط وتحديدا التقاه في المطار وقد تم التعرف اليه على انه ابن الرئيس صائب سلام واكثر من ذلك لم يجلس هو وأياه من اجل تبادل الحديث بل كان اللقاء على الواقف . وما اقصده في هذا الموضوع ان الملك ربما هو ليس في اجواء الملف اللبناني المتعلق تحديدا بالملف الرئاسي اللبناني ,وايضا ربما للملكة العربية السعودية في المنطقة اولويات اهم من الملف اللبناني ,وقد تم لقاء بين الرئيس تمام سلام والامير مقرن والامير سلمان ايضا والمعلومات التي وصلتني عن اللقائين انه جرى الحديث معم بالتمديد وكان هناك ضغط بموضوع التمديد,والسفير ايضا تحدث مع الشباب في بهذا الملف . بمعنى فلندع الامور كما هي لانه ليس من احد ما في الخارج متفرغ لملف انتخابات الرئاسة في لبنان , وفعلياً فان لدى السعودي ملفات اهم من الملف اللبناني بنظره ,وايضا الايراني والذي هو جزء اساسي من هذا الموضوع فان الايراني لديه ملفات كثيرة في المنطقة اهم من الملف اللبناني . وايضا السوري لديه ملفات اخرى غير الملف اللبناني والذي هو بقرار من الايراني ولان هذا المحور والذي يعتبر السوري جزء منه وبقرار من هذا المحور السوري سيكون له راي في موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية بموقعه من لبنان ولخبرته التاريخية بهذا الموضوع ايضا ولعدة اسباب اخرى لديه قرار في هذا الموضوع . وردا على سؤال من امكانية ولادة رئيس بصناعة لبنانية في ظل المعطيات التي ذكرتها ام انه كله كلام بكلام ؟ اذا تحدثنا بهذا الكلام وبهذه الطريقة فعندها نكون عما نضحك على بعضنا البعض والحقيقة انه ليس هناك من شخص واحد يعمل من تلقاء نفسه ,وليس هناك من شخص في لبنان مستقل ,وهناك اشخاص لديهم هامش من العمل وهناك اشخاص ليس لديهم هامش, ولكن لا احد منا مستقل ولماذا نكذب على بعضنا البعض في هذا الموضوع ؟والامر الاخر في الموضوع ان الية الطائف لا تسمح لك. قبل الطائف للتذكير كان رئيس البلاد باستطاعته ان يحل مجلس النواب ويحل مجلس الوزراء ويأتي بحكومة بديلة ويأتي بالوزير الذي يريده, اما اليوم فقد تغيير الامر وما اقصده ان صلاحيات الرئيس في السابق كانت مختلفة عما هي عليه اليوم , واليوم فخامة الرئيس غير قادر عن الاتيان برئيس مخابرات او قائد للجيش وليس باستطاعته ان ياتي بمدير عام للامن العام . على الجميع في الوطن ان يفهم امر واضح وهو ان قوى الثامن من اذار اذا كانت الجلسة تناسبهم جلسة انتخاب الرئيس تحضرها واذا كانت لا تناسبها لا تحضر وهو امر وواضح عندنا . وسبق لفرقاء اخرين انهم امتنعوا عن النزول الى مجلس النواب من اجل اقرار قانون اللقاء الارثوذكسي لانه لم يكن يناسبهم القانون والجميع يذكر هذا الامر . نحن كفريق سياسي في البلد هو فريق الثامن من اذار ذهبنا الى المجلس النيابي في اول الجلسات التي عقدت لانتخاب رئيس للبلاد وكان هناك حوالي الثلاثة مرشحين وواحد منهم حصل على 60 صوت اي العماد عون بمعنى نفترض ان العماد عون حصل على هذا الكم من الاصوات مع الاوراق ومع التعليمة الخ وايضا هنري حلو حصل على 16 صوتا وسمير جعجع حصل على 45 صوتا, وبالمحصلة النهائية النتيجة ستبقى على ما هي عليه وبالتالي اذا لم يحصل اتفاق فلن تحصل جلسات ! بكل بساطة .وما تراه قوى الثامن من اذار اليوم ان هناك فرصة جدية من اجل وصول العماد عون الى سدة الرئاسة الاولى . قوى الثامن من اذار لم تعطل النصاب ونحن مرشحنا لن ينسحب من الانتخابات الرئاسية ومتى رغب مرشح الفريق الاخر بالانسحاب فعليه ان يبلغنا هذا الامر وغدا تحصل جلسة بكل تاكيد. ونحن بالنسبة لنا نعتبر ان هناك فرصة جدية لوصول العماد عون الى سدة الرئاسة واليوم حتى الساعة الرابعة بعد الظهر السيد حسن كان يعتبر ان فرص وصول العماد عون الى سدة الرئاسة هي فرص جدية جدا ونحن مستمرين على هذا النحو . العماد عون لحد اليوم لم يترشح وهذا الكلام صحيح ولكن انا ذهبت لعند العماد عون الى الرابية الاسبوع الماضي وحسبنا الاصوات انا واياه وخرجنا بنتيجة انه لدى قوى الثامن من اذار فرصة للحصول على 65 صوتا من الاصوات وحسبناهم اسم واسم ,لكن العماد عون قال لي عندها انه هناك شيء ما ناقص. فقلت له ما هو قال لي اذا لم احصل على صوت الرئيس سعد الحريري واصوات السنة فان الموضوع لا يزال ناقصا ولن اقبل بان اكون رئيسا للجمهورية في هذه الحالة .اذا لم احصل على هذه الاصوات التي ذكرتها .وبراي الشخصي هذه كّبر في كلام العماد عون عندما يتحدث بهذه الطريقة . الجميع يملك تحالفات في لبنان مع الخارج ويسير وفق هذه التحالفات وحسب رايهم وهل الرئيس الحريري يسير من دون ان يسمع راي المملكة بموضوع معين في لبنان ؟! اذا جاوبنا انا واياك عكس ذلك نكون في هذه الحالة عما نمزح مع بعضنا البعض. وايضا هناك امر مهم وهو انه لا يوجد احد من قوى الرابع عشر من اذار تفاوض على اسم الدكتور جعجع بشكل جدي !والجميع اعتبر ان هذا الترشيح هو لحرق ترشيح اخر حتى الرئيس سعد الحريري ومن التقاه في باريس جرى الحديث باسماء اخرى.

 

الرئيس سعد الحريري وبحسب المعلومات التي وصلتني تحدث بملف الاستحقاق الرئاسي باسماء منها الشيخ بطرس حرب والنائب روبير غانم وتحدث مع لبنانيين في هذين الاسميين وابلغ الفرنسيين باسم روبير غانم بالاخر. وما ذكرته هو معلومات واذا بحثت عنها انت كصحافي يمكن ان تجدها وتحت الهواء اخبرك ولكن هناك المجالس بالامانات وليس لي الحق ان اقول فلان قال لي وفلان شاهد الرئيس الحريري وقال له الخ . اذا نظرنا الى وضع الرئيس امين الجميل وترشحه للرئاسة الاولى اليست ظروفه افضل من سمير جعجع ؟حسب نظرته هو شخصيا للموضوع وحسب نظرتنا نحن وانت والراي العام اللبناني. واليوم ما اقصده ان هناك اسماء كثيرة في قوى الرابع عشر من اذار ترى ان فرصهم للوصول الى سدة الرئاسة اكثر من سمير جعجع وعلى سبيل المثال روبير غانم يري ان السعودي يتحدث عنه والرئيس سعد الحريري يتحدث عنه ايضا ويمكن هناك اشخاص شاخص من الثامن من اذار يستهويهم اسم المرشح روبير غانم وخطوطه لم تغلق مع احد لا مع سوريا ولا مع سوريا وايضا مع حزب الله وحتى مع الفرنسيين وربما يكون هذا هو الرئيس المطلوب للبلاد في هذه المرحلة . وايضا الشيخ بطرس يعتبر ان حظوظه ايضا جيدة اضافة الى الرئيس امين الجميل ونحن لا زلنا نتحدث عن فريق الرابع عشر من اذار ولم نتحدث عن الوسطيين ومن اجل ذلك فان قوى الثامن من اذار ذاهبة الى المعركة الرئاسية بتماسك اكثر من قوى الرابع عشر من اذار . المعركة الرئاسية بين عون وجعجع لن نتهي وحدها بل يجب ان يتدخل أحد لفض هذه الاشكالية، فمثلاً ان يقول سعد الحريري انه سيسير بعون الى رئاسة الجمهورية كما كان يقال انه سيهرّب بعض الاصوات لصالح عون، او ان يتوافق الفرنسي مع الايراني والسوري والاميركي والسعودي بطريقة مباشرة او غير مباشرة على شخص معين سنتنهي المعركة الرئاسية. من الواضح ان الاستحقاق الرئاسي بحاجة الى تدخل اقليمي كون ان اللبنانيين اعطوا الفرصة لينتخبواالا ان ما تبين انهم لا يستطيعون القيام بشيء بالرغم من ان التعاون في الحكومة انتج امور جيدة في الموضوع الامني والتعيينات، فوزير الداخلية نهاد المشنوق اعطى نموذج ممتاز باعتقال عمر بكري فستق وهذا دليل على ان هناك طريقة لاسترداد بعض الشارع السني الذي خرج عن الدولة بالرغم من ان السنة لم يخرجوا يوماً عن الدولة، ومحاولات اخراج السنة عن الدولة انتهت. لمست من العماد عون عن امكانية التفاهم مع الكتائب وتحديداً مع الرئيس الجميل بينما كيف يمكنه التفاهم مع القوات اللبنانية خصوصاً بعد تجربة الارثوذكسي. فليقل الحريري للعماد عون انه لا بمكنه ان يتخلى عن حلفائه المسيحيين. وعن ان الحريري قال لعون بطريقة معينة ابحث الموضوع مع بقية الاطراف المسيحيين: هو لم يقل هذا الكلام، بل هناك قناة اتصال بين عون والحريري وهي الاستاذ نادر الحريري وهذه القناة مخولة لنقل هذا الكلام الا ان نادر الحريري لم ينقل هذا الكلام بعد لعون، فعون تحدث مع الحريري بالعمق ولا احد يعرف بدقة عن ماذا تحدثا، ولو لم حديثهما بالعمق لما كان الحريري مربكاً بل لكان اعطى جواب. فعون يقول انه ينتظر رأي الرئيس سعد الحريري فليعطي رأيه الا انني ارى ان الحريري لن يعطي رأيه الآن. اخاف ان يطول الموضوع الرئاسي لقد توقعت ان الحد الاقصى لانتخاب الرئيس هو ايلول المقبل ففي هذا الجو اتمنى ان لا يطول اكثر الا اذا وقع فجأة التفاهم، ولكن الا تشعر بأن اتفاق الطائف لم يعد قادراً على الاستمرار في لبنان، واننا بحاجة كما قال البطريرك الراعي الى عقد اجتماعي جديد؟ عن ترشيح جنبلاط لهنري الحلو: لدى وليد جنبلاط الكثير من الهواجس التي اشاركهه بها ماهمها الفراغ الفوضى التسيب الامني والمالي الازمة الاقتصادية، كل هذه الامور يفكر بها، فلذلك هو يريد رئيس وسطي من منطلقه هو على حق. التفاهم الاميركي الايراني هو الوحيد الذي يمكنه ايصالنا الى رئيس الجمهورية. الاوفر حظا بين النائب روبير غانم،الوزير بطرس حرب والرئيس امين الجميل الاوفر حظا بينهم هو الرئيس الجميل . في الوسطيين العماد قهوجي والدكتور رياض سلامة والسفير جورج خوري هي الاسماء التي يتم تداولها في الكواليس .

 

جان عبيد نقاط ضعفه اقل بكثير من غيره وهو من بين الاسماء الاكثر ورودا لرئاسة الجمهورية . لم الذهاب الى مجلس النواب من دون نتيجة؟ التوافق هو الحل في حال حصول احدث امنية في البلد، برأي جان قهوجي هو رئيس الجمهورية،لا يمكننا غض النظر بان قهوجي هو مرشح جدي . رياض سلامة هو عنوان للاستقرار في البلد، 70% من التحويلات الى لبنان هي من الخليج . برأيي هذه الحكومة اداؤها جيد وهي لأول مرة اتبعت طريق الكفاءة في موضوع التعيينات . في موضوع الحدود اللبنانية في الفترة الأخيرة من استطاع ان يحمي البلد لو لم تتصرف المقاومة بهذه الطريقة والانجازات التي تحققت على الحدود ؟ حزب الله ذهب الى سوريا بعد سنة ونصف من بداية المعركة . في طرابلس ولعت في اول اسبوع من المشكلة السورية لأن المطلوب كان ان يكون هناك الهاء في طرابلس بين التبانة وجبل محسن حتى يتم فتح الديفراسوار الكبير وتمر الاسلحة والمقاتلين الى سوريا. لبنان اول بلد بدأ بتصدير المقاتلين الى سوريا . حزب الله مجبر ان يحمي شعبه وقاعدته ويحمي اللبنانيين .

 

هل انتظر ميشال سليمان ان يحميني ؟ الجيش اللبناني غير قادر على المعالجة كما عالجها حزب الله . المشكلة كانت من خارج الحدود . نحن حدودنا هنا وقد يكون عليها خطر في الخليج . كانت تأتي بواخر الى الشمال وتذهب الاسلحة الى سوريا . كانت عصابات منظمة واحزاب من خلفها . هناك بيئة سياسية حاضنة سمحت بمرور السلاح وادخلت لبنان في المشكلة . هذه الحكومة افضل من الحكومة السابقة . وردا على سؤال طالما الأمر كذلك لماذا قاتلتم من اجل تلك الحكومة رد وهاب : انت تعرف ماذا كان رأيي . كان رأيي انها كانت غلطة ذهاب سعد الحريري . في الوضع السوري : معركة اسقاط بشار الاسد ضربت ، وهو على طريق ربح كل الحرب. وختم :يجب ازالت نتائج وتداعيات 7 ايار وهذا النظام في لبنان بحاجة الى اعادة صياغة ونحن بحاجة الى عقد اجتماعي جديد كما قال البطريرك.

السابق
«المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي» و «دياكونيا» مع مشاركة المرأة في صنع القرار
التالي
الاعتدال ’الروحاني’ وصل الى الجيش