سليمان وحدها غصّة عدم تسليم الأمانة إلى خلف تنغّص فرحته

يوم الأحد المقبل في الخامس والعشرين من أيار، يعود رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى منزله في عمشيت رئيساً سابقاً للجمهورية. إنها فرحته كما يقول المقربون منه.”فرحة الانسان المرتاح الضمير، فهو خدم الجمهورية رئيساً لست سنوات، وقبلها قائداً للجيش لتسع سنوات. وفي الموقعين بذل جهده للحفاظ على امانة الدستور والأمن. وحدها غصة عدم تسليم الأمانة الى رئيس جديد تنغًص عليه هذه الفرحة”.

في عمشيت، سيستقبل الرئيس ميشال سليمان أهله وأصدقاءه وكل من واكبه في مسيرته الإنسانية والرسمية. وهنا قد يتكلًم.
ولايته تنتهي منتصف ليل السبت – الأحد في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الجاري، وقبل انتهائها، سيقتصر كلامه على خطاب رسمي يلقيه ظهر السبت في القصر الجمهوري في حفلة وداع تقام في قاعة 25 أيار ويحضرها ما يقارب الـ 450 مدعواً من سفراء ووزراء ونواب حاليين وسابقين ومسؤولين قضائيين وإداريين وأمنيين، وشخصيات من المجتمع المدني. وسيتشارك مع الحاضرين في كوكتيل ويصافحهم، ثم يتوجه الى مكتبه للمرة الأخيرة، لجمع ما تبقى له فيه من أوراق. إنها النظرة الأخيرة على مكتب رئاسي حضن معظم لقاءاته الرسمية، وحفل بمحطات لا تحصى. ففي عهده تألفت أربع حكومات: حكومة الرئيس فؤاد السنيورة (18 تموز 2008)، حكومة الرئيس سعد الحريري (10 تشرين الثاني2009)، وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي (15 حزيران 2011)، حكومة الرئيس تمام سلام (15 شباط 2014).
وهو الرئيس الذي أضاف الى موقع الرئاسة ومهماتها طاولة حوار عقدت 18 إجتماعاً برئاسته وانتجت “إعلان بعبدا” في 11 حزيران 2012 الذي رفعت عنه لوحة على أحد جدران البهو الداخلي للقصر.
وعلى الجدار المقابل، رفعت صور رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على سدة الرئاسة منذ الاستقلال، وهو آخرهم، الرقم الثاني عشر، فيما صورة الرئيس الرقم 13 تبقى مبهمة. والواضح انه الثالث بين أربعة رؤساء في الجمهورية الثانية، الذي لن يسلٰم خلفاً كما لم يتسلٰم من سلف، منذ ست سنوات، باعتبار ان الرئيس اميل لحود وحده بعد الطائف تسلٰم الرئاسة من سلفه الرئيس الراحل الياس الهراوي. في حين ان الرئيس الشهيد رينه معوض لم يتسلم من سلف، واستشهد،فلم يتسلم الهراوي ايضاً من سلف.
ولذلك، بين الأولى والثانية بعد ظهر السبت، يخرج الرئيس سليمان من مدخل القصر الجمهوري كما دخله في 26 أيار 2008 بتشريفات يقيمها له لواء حرس الجمهوري، بحيث يسير على السجاد الأحمر ويستقل سيارته متوجهاً الى منزله في اليرزة. وإلى هذا المنزل الجديد المكوًن من طبقتين في احد المباني السكنية، سبقته زوجته السيدة وفاء سليمان، للإقامة منذ أكثر من أسبوع، واليه نقلت كل الأغراض والمقتنيات الشخصية.
في الأيام الأخيرة من أسبوع الوداع، ما زال الرئيس يزاول نشاطه في مكتبه. أما فريق عمله فقسم، منه يغادر معه، اي المستشارون الذين وقٰع معهم عقود خبرة واستشارة، تنتهي في الحادي والثلاثين من أيار. أما القسم الآخر فيستمر في عمله كالمعتاد، وهم الموظفون الملحقون بالمديرية العامة لرئاسة الجمهورية ، في انتظار تسلّم رئيس جديد سدة الرئاسة.
وقبل ظهر الجمعة، تقام حفلة وداع لكل موظفي القصر والمستشارين ولواء الحرس الجمهوري بقيادة العميد وديع الغفري، يلقي فيه كلمة كل من الرئيس سليمان والمدير العام للرئاسة انطوان شقير.
وفي ليلته الأخيرة في القصر الجمهوري، يترأس الرئيس سليمان، مساء يوم الجمعة، آخر جلسة للحكومة في القصر، ويقيم عشاء وداعياً في قاعة 25 أيار.
صحيح أن دوائر القصر مستعدة في أي لحظة للتعديل في البرنامج الوداعي للرئيس، إذا ما طرأت مفاجأة إيجابية بانتخاب رئيس جديد قبل 25 ايار، إلا أن كل التحضيرات تنطلق من شبح الفراغ، الذي يقترب أكثر فأكثر من الجناح الرئاسي. وبعد ظهر السبت المقبل، تطفأ نافورة المياه، المرتبطة تقليداً بوجود رئيس الجمهورية في مكتبه ومزاولته نشاطه الرسمي، ويقفل الباب الرئيسي للجناح الرئاسي على قاعاته الرسمية: قاعة السفراء، قاعة الاستقلال، قاعة التحرير. وتتولى الكتيبة الثانية في لواء الحرس حماية المقر الرئاسي، فيما يكلف اللواء مهمات تتوسع دائرتها الى محيط بعبدا واليرزة، في انتظار إعادة فتح أبواب القصر مع رئيس مقبل وعهد جديد.

السابق
إصابة 8 عسكريين بعد تعرض دورية فجراً لإطلاق نار وقذائف بالتبانة
التالي
البلد: المشاورات في ذروتها والحريري ليس حائلاً امام عون