ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين: لا لتحويل لبنان إلى ‘إيران لاند’

ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين، وقوامه مجموعة من الشخصيات والناشطين السياسيين في الوسط الشيعي في كافة المناطق اللبنانية، يدعو اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً الى التعبير عن رفضهم للتصريحات الايرانية الأخيرة وأن يتحول جنوب لبنان الى “إيران لاند” وأن تتحول الطائفة الشيعية الى “طائفة متعاملة” في خدمة التوسعية الايرانية.

عقد ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين خلوته الثانية، وإذ تابع البحث في وثيقته السياسية وهيكليته التنظيمية اللتين يُعِدّ للإعلان عنهما خلال الأسابيع المقبلة، فلقد توقف في ختام الخلوة عند بعض المستجدات، لا سيما التصريحات الإيرانية ذات الصلة بلبنان وسوريا، والاستحقاق الرئاسي، والاختناق الاقتصادي الاجتماعي الذي يتخبط فيه لبنان.

· في محل لبنان من الإعراب الإيراني
يعتبر ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين أن التصريح الذي أدلى به المستشار العسكري للمرشد الإيراني وجاء فيه أن خَطَّ الدفاع الأوَّلَ عن إيران لم يَعُدْ في شلمجة وإنَّما في جنوب لبنان لا يترك للاجتهاد مَحَلاً في الطبيعة التّوَسُّعية للسياسة الإيرانية، فضلاً عما يمثله من إهانة صريحة للبنانيين كافة. فهذا التصور الإيراني للبنان، لا سيما جنوبه، بوصفه «خط دفاع» إنما هو إعادة إنتاج، على نحو إقليمي مُكَبّر، لمنطق «اتفاق القاهرة» الذي لم يعاني منه أحد من اللبنانيين كما عانى أهل الجنوب. من هنا فإن ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين إذ يُهيبُ بكل اللبنانيين واللبنانيات أن يتضامنوا في رفض هذه الإهانة وهذا الانتهاك الصارخ لسيادتهم، فهو يتوجه، في المحل الأول، إلى اللبنانيين الشيعة، داعياً إياهم إلى المبادرة، كلّ بِحَسْبه، إلى التَّعبير، أفراداً وجماعات، عن براءتهم من هذا الكلام جملة وتفصيلاً، وإلى التَّعبير عن تنزيههم أن يتحوَّل جنوب لبنان إلى «إيران لاند»، وأن تتحول الطائفة الشيعية إلى «طائفة متعاملة» في خدمة التوسعيَّة الإيرانية.
فإن يكن لبنان مسؤولية مشتركة بين اللبنانيين، فإن الاشتراك في المسؤولية لا يُعفي بعضاً من اللبنانيين من تحمل مسؤولية إضافية عندما تُرتكب الإساءةُ إلى لبنان باسمهم، أو يتم التوسل بهم لارتكابها وهذا ما هو عليه حال اللبنانيين الشيعة اليوم.

· في الاستحقاق الرئاسي
رئاسياً، توقف ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين، دونما دهشة أو عجب، عند ارتفاع منسوب الانفصام السياسي بين طبيعة المخاطر المحدقة بلبنان، وبين طبيعة المواقف، وحتى السجالات، التي يستثيرها هذا الاستحقاق؛ أما غِيابُ الدّهْشة والعجب من ارتفاع هذا المنسوب فمرده إلى استسلام الكثيرين، تحت عنوان «الواقعية السياسية»، إلى الأمر الواقع الذي تفرضه الهيمنة الإيرانية ووكلائها المحليين. من هنا، ومع تأكيد البديهي من أن تعطيل النّصاب اليوم هو شقيق الروح مما كان ذات يوم من إغلاق أبواب البرلمان، وبصرف النظر مؤقتاً عن النقاش الضروري يوماً ما حول ما تبقى من «قيمة سيادية» لرئاسة الجمهورية، فإن الائتلاف لا يملك إلا أن يتوجّه إلى المسترئسين الموارنة، الصريحين منهم والمستترين، متمنياً عليهم، في سباقهم إلى السدة الأولى، احترام هذه السَّدة بحيث لا يؤدي تسابقهم عليها إلى مزيد من الإزراء بمقامها.

· في الشأن الاقتصادي ــ الاجتماعي
في الشأن الاقتصادي ــ الاجتماعي الذي يتعارف اللبنانيون على الإحالة إليه، اليوم، تحت عنوان «السلسلة»، ومع تأييد ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين المطالب المحقّة والمستحقّة، فهو يرى أنّ الاستمرار في التعاطي مع هذا الشأن تحت عناوينه الرقميّةِ والمطلبية البحت هو وجهٌ آخر من وجوه التغاضي عما حَفَلَتْ به العقود الماضية من تواطؤات سياسية اقتصادية مالية عقارية، رعاها الاحتلال البعثي للبنان أحياناً، وتفرد في هندستها اللبنانيون أنفسهم أحياناً أخرى. وباعتبار أن هذه التواطؤات التي تُجَوّف الدولة مفهوماً ومؤسسات هي في أصل الفساد المنظم والهدر بالتراضي، فإنَّ المطالبة بـالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لا تستقيم دون المطالبة بمحاكمة تلك التّواطؤات تحت طائلة أن تتحول «السلسلة» من حق مواطني مشروع إلى باطل حزبي لم يُنزل به الله مِن سلطان.

السابق
ايران: المفاوضات حول الملف النووي تتقدم لكنها صعبة
التالي
مجلس الوزراء يقر تخفيض اسعار المكالمات الخلوية