موسم الحج والعمرة مهدد بسبب’الكورونا’

فيروس “كورونا” الشرق الأوسط هو فيروس تاجي تم اكتشافه عام 2012، ومصدره حسب الدراسات “الحيوان”، انما المعلومات حوله لا تزال قليلة نسبيا اذ انه يعتبر من الفيروسات الجديدة.

عوارض هذا الفيروس تشمل الحمّى اي الحرارة، صعوبة في التنفس، اضافة للالتهاب التنفسي الحاد، كما يمكن في بعض الحالات ان يؤدي إلى الفشل الكلوي والوفاة، وهو ما حصل في عدد من دول العالم بحيث وصل عدد الاصابات بهذا الفيروس الى 489 اصابة من بينها 126 حالة وفاة، بينما النسبة الاعلى من الاصابات سجلت في المملكة العربية السعودية التي وصل عدد المصابين فيها الى 406 من بينها 101 وفاة.
أما في لبنان فسجلت الاسبوع الماضي الاصابة الاولى بفيروس “الكورونا”، ما جعل الخوف ينتشر في صفوف المواطنين، الامر الذي حدا بوزارة الصحة للتدخل وتطمين الرأي العام واتخاذ اجراءات بسيطة لمواجهة خطر الفيروس، سواء في المطار عبر تشغيل الكاميرات الحرارية التي “يشك” الوزير وائل ابو فاعور بمدى فعاليتها، او في المستشسفيات المكان الابرز لانتقال الامراض ان لم تتخذ اجراءات الوقاية اللازمة.
وما يثير القلق في الشارع اللبناني هو اقتراب موسم العمرة والحج، ففي هذه المناسبات ينتقل آلاف اللبنانيين الى السعودية لأداء مناسك دينية وبالتالي هل ستتخذ منظمة الصحة العالمية قرارا بحظر السفر الى السعودية؟ وهل ينتظر لبنان توصيات هذه المنظمة لاتخاذ القرار المناسب، خصوصا بعدما علمت “النشرة” ان انتشار الفيروس قد يجبر الدولة على اتخاذ تدابير قاسية بحق موسم الحج والعمرة الذي يبدأ قريبا في السعودية؟

حتى اللحظة فإن اي اجراءات استثنائية لم يتم اتخاذها في مطار بيروت الدولي كما تؤكد مصادر من المطار لـ”النشرة”. وتضيف: “نعمل على توزيع مناشير تثقيفية للمسافرين كي ينتبهوا اذا ما ظهرت عليهم عوارض المرض، كما عملنا على تشغيل كاميرات المراقبة الحرارية لمراقبة حرارة اجساد القادمين من دول الخليج”، لافتة الى ان المسؤولين في المطار على استعداد لمواكبة اي اجراءات جديدة توصي بها الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة.
تراقب منظمة الصحة العالمية تطور فيروس “الكورونا” عن كثب وهي حتى اللحظة لا توصي بأي تدابير استثنائية لمواجهته. ويؤكد ممثل المنظمة في لبنان الدكتور حسن البشرى في حديث لـ”النشرة” ان قرار منع السفر من والى المملكة العربية السعودية لم يتخذ حتى الساعة، مشيرا الى ان هكذا قرار يتم اتخاذه من قبل شخصية واحدة وهي مديرة منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان.
ويقول البشرى: “مررنا بأوضاع اصعب من الاوضاع التي نمر بها اليوم وصادفنا أوبئة اخطر من “الكورونا” مثل “H1N1″ و”H5N1″، وبالتالي فإن الوقت لا يزال امامنا من اجل مواجهة الفيروس الجديد”.
ان انتقال الفيروس الى بلدان جديدة كلبنان ومصر والامارات العربية المتحدة جعل لجنة الطوارىء الخاصة بفيروس “الكورونا” تدعو لاجتماع اليوم في جنيف لبحث التطورات التي طرأت على انتشاره. وفي هذا الاطار تشير المسؤولة الاعلامية للمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة رنا صيداني، الى ان اللجنة اجتمعت 4 مرات منذ اكتشاف الفيروس عام 2012 وهي ستعقد اليوم اجتماعها الخامس. وتضيف: “اللجنة مؤلفة من خبراء واختصاصيين من دول عالمية بالاضافة لممثلين عن الدول التي انتشر فيها “الكورونا”، وهي ستبحث بالمستجدات وستقرر على ضوئها رفع توصيات للمنظمة حول ما اذا كان الفيروس قد وصل لمرحلة طارئة تثير قلقاً دولياً.
وعلمت “النشرة” ان ثغرات لا تزال موجودة في الابحاث التي تُجرى على الفيروس المذكور، بحيث انه اصبح معلوما ان “الجمال” تحمل المرض دون ان يُعرف ان كانوا هم مصدره ام مجرد مستودع له، كما لم يُعرف ايضا كيفية انتقال العدوى من “الجمال” الى الانسان او بتعبير أكثر دقّة، ما هو السلوك البشري الذي ادى لانتقال العدوى، وهنا تُطرح اسئلة عديدة فهل تنتقل العدوى بلمس “الجمل” ام بشرب لبنه، ام بأكل لحمه؟
طبيعي جدا في عالم مليء بالتلوث والسموم ان يتم اكتشاف فيروسات جديدة وامراض غريبة، الا انه من غير الطبيعي على الاطلاق ان يتم التعامل مع هذه الفيروسات على انها خطر عابر وهي قد تتحوّل الى وباء ينتشر عالميا، ومن هنا تأتي اهمية الاجراءات التي تقوم بها الدولة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية.

السابق
سمعنا الجنرال.. وبانتظار السياسي
التالي
العلمنة الكاذبة والاصولية المعطوبة: تجميل الاستبداد* (2/2)