ليلة صاخبة من ’ليال بلا نوم’

كان النقاش صاخباً بين حضور عرض فيلم "ليال بلا نوم" في مركز سعيد فخري الثقافي بالزرارية. فانقسم الحضور في نقاشهم حول أسعد شفتري واعلانه فعل الندامة عما اقترفه من جرائم خلال الحرب الأهلية. قسم ثمن خطوته وتمنى لو أن آخرين من أطراف الحرب الأهلية أعلنت ما أعلنه، وقسم آخر لم يقتنع أن ما قام به حقيقي وأن دافع شفتري للاعتذار لأنه لم يجد له مكاناً ما في السلطة..

كان النقاش صاخباً بين حضور عرض فيلم “ليال بلا نوم” في مركز سعيد فخري الثقافي بالزرارية. أجمع الحضور على تثمين موقف وسلوك مريم الصعيدي الساعية إلى معرفة مصير ابنها المفقود في 18 حزيران 1982 في كلية العلوم حين اقتحمتها قوة من القوات اللبنانية لتفسح المجال للدخول الاسرائيلي. فيما انقسم الحضور في نقاشهم حول أسعد شفتري واعلانه فعل الندامة عما اقترفه من جرائم خلال الحرب الأهلية. قسم ثمن خطوته وتمنى لو أن آخرين من أطراف الحرب الأهلية أعلنت ما أعلنه، وقسم آخر لم يقتنع أن ما قام به حقيقي وأن دافع شفتري للاعتذار لأنه لم يجد له مكاناً ما في السلطة.

ويتحدث فيلم “ليال بلا نوم” عن شخصيتين تأثرتا بالحرب، امرأة فقدت ابنها تقضي وقتها في التفتيش عنه، ورجل يفتش عن طريق للخلاص مما ارتكبه من أحقاد ضد بشر آخرين.

مديرة مركز سعيد فخري الثقافي زينات الأسعد، رأت أن السبب الرئيس لعرض الفيلم “لإتاحة الفرصة للشباب والشابات لرؤية ما تفرزه الحرب الأهلية، التي في نظري لا تقدم حلاً بقدر ما تزيد من مآسي الحياة عند المواطنين”. وأضافت :”إنه فيلم قاسٍ، وقسوته تدفعنا إلى استمرار تذكر ما حصل كي لا نكرر التجربة مرة أخرى”.

من جهة أخرى، انطلقت مخرجة الفيلم اليان الراهب من اسئلة خطرت ببالها بعد الحرب الأهلية، كيف دخل الإنسان إلى الحرب؟ وكيف خرج منها عام 1990؟ حُلت الميليشيا التي صار أعضاؤها مدنيين ولم يحاسب أحد. صار هناك تماس جديد بين المدنيين والعسكريين وبينهما صمت مطبق وكأن الحرب لم تقع. فيما وصفها آخرون وكأنها حرب الآخرين في لبنان، وهذا ما شعرت أنه خطأ مشين.

وحول معرفتها بشفتري، أوضحت الراهب :”لقد سمعت باعتذاره عام 2000، التقيت به لأول مرة عام 2005، وتعرفت عليه أكثر بعد حرب عام 2008. رأيت فيه شاباً حمل السلاح، شارك في الحرب، خرج منها ودخل في مرحلة الهلوسة. سألت نفسي ماذا أصابه. ورأيت أنه حان الوقت لنتحدث عن الحرب.

وحول المشهد الدراماتيكي الذي شهد مواجهة بين الصعيدي وشفتري في الهنغار، أكدت الراهب أنه مشهد عفوي، “كنا نصور مع أسعد، وأتت مريم مبكرة، وتدخلت في المشهد، الذي برز وكأنه مواجهة بين الطرفين وكأن مريم تنظر إلى شفتري بصفته مسؤولاً مباشراً عن فقدان ابنها.

ولفت الانتباه المشاهد التي تصور مدام عسيلي ومشروعها حديقة التسامح. أشارت الراهب إلى أن عسيلي مقتنعة بما تفعله لكنها لا تعرف أن هناك فجوة كبيرة بين ثقافة الغرب وواقعنا اللبناني،  وحديثها عن المصالحة في جنوب أفريقيا لا ينطبق على لبنان، هناك ارادة سياسية وعندنا غياب لمثل هذه الارادة.

ويعرض الفيلم في أماكن مختلفة من لبنان ويستهدف فئات اجتماعية مختلفة بعد نجاحه التجاري.

السابق
السيناريو يتكرر: بري يُرجئ جلسة انتخاب الرئيس
التالي
’كوكاكولا’ تتخلى عن مكون ضار