الانباء: الموقع الرئاسي برئاسة سليمان ريثما يتم التوافق على خليفة

الرئيس ميشال سليمان

يستمر الرهان، بل الآمال، بمفاجأة رئاسية كما علمت «الأنباء» نقلا عن الأوساط المتابعة تخرج من خلف الكواليس السياسية، الى العيان بعد استكمال التأشيرات الدولية والإقليمية اللازمة.
ويبدو ان هذه التأشيرات مازالت تحت الطبع في المطابخ الديبلوماسية بدليل الحراك الداخلي للسفراء: السعودي والإيراني والأوروبيين. فضلا عن السفير الأميركي الذي انتقل امس الاول الى السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري، وطبعا محور كل هذا الاستحقاق الرئاسي، مع ان ايا من السفراء لا يخرج عن اللازمة الروتينية، القائلة بأن الاستحقاق الرئاسي شأن اللبنانيين وحدهم، وان بلدانهم تقف الى جانب لبنان والاستقرار فيه مع التأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف والتضامن، بحسب قول السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي بعد لقائه الرئيس نبيه بري يوم السبت.
واللافت ان كلام أبادي جاء بعد تصريحات اللواء يحيى كريم صفوي مساعد قائد الحرس الثوري الذي أعلن امتداد الوجود الإيراني الى حدود إسرائيل في جنوب لبنان! أما السفارة الأميركية في بيروت فقد اختصرت مهمة سفيرها الموجود حاليا في الرياض بلقاء الرئيس سعد الحريري ومسؤولين سعوديين والبحث معهم في الدعم الدولي للبنان.
وكان اللافت ايضا اتصال السفير السعودي علي عواض عسيري بالمرشح د.سمير جعجع، ضمن جولة اتصالاته على المسؤولين وحثهم على تمرير الاستحقاق الرئاسي بموعده.
القلق على الرئاسة دفع قوى وسطية الى تكليف بعض الدستوريين بالبحث عن مخرج دستوري يتيح استمرار الرئيس ميشال سليمان في الموقع الرئاسي بعد 25 مايو، وريثما يتم اقتناع الفرقاء المحليين بضرورة التوافق على رئيس للمرحلة اللبنانية المقبلة.
والراهن ان هذه الصيغة، يجري العمل عليها تحت عنوان «ضمان استمرارية الموقع الدستوري» بمعنى لا تمديد ولا تجديد، بل محاولة سياسية دستورية للحؤول دون ان يصبح الفراغ في رئاسة الجمهورية عرفا، ويغدو الميثاق الوطني الذي يرعى الشراكة الوطنية بين الطوائف اللبنانية، خارج الواقع المعاش، الأمر الذي ينطوي على إهانة للموقع الرئاسي وبالتالي للطائفة التي تشغله.
والحقيقة ان هذه الصيغة، هي المفاجأة التي تحدثت عنها «الأنباء» والتي يفترض ان تتبلور قبل 25 الجاري، ويجري العمل عليها من باب «الضرورات تبيح المحظورات».
بعض المصادر تقول ان الرئيس ميشال سليمان لا ينفك يرفض فكرة التمديد، والجواب ان المطروح ليس التمديد، بل عمل إنقاذي حيث ما من قبطان يترك سفينته وهي تصارع الأمواج لمجرد ان انتهت خدمته الرسمية.
أما عن فريق 8 آذار، وبالتحديد حزب الله، الذي يرى في الرئيس سليمان خصما له، وما هو بذلك إلا لمصلحة لبنان الوطن والدولة، والحزب بوجهه اللبناني حزب منه، يمكن إقناعه بهذا المخرج المؤقت، ووسائل الإقناع كثيرة مع تواصل الاتصالات الأميركية الايرانية، وعلى غرار ما حصل يوم تشكيل الحكومة السلامية، خصوصا أن الحزب ليس مطمئنا لأي من المرشحين للرئاسة المعلنين أو المضمرين، ولا واثقا من أن بوسعه تأمين الفوز لأي مرشح محسوبا عليه أو يمكن أن يحسب عليه، لذلك سيكون الأفضل المحافظة على الستاتيكو اللبناني الراهن، ريثما تتبلور الصورة الجديدة للمنطقة، ولسورية بالتحديد.
علما أن قوى 14 آذار تعتبر حزب الله من يغطي الانتداب الايراني على لبنان.
لكن يبدو أن بعض القيادات المارونية في 14 آذار بدأت تتحرك على أساس إفساح المجال لها لخوض الغمار الرئاسي، بعد فشل جلستين لمجلس النواب بانتخاب رئيس والثلاثة بعد غد الأربعاء على الطريق.
وعلمت الأنباء أن الرئيس أمين الجميل، رئيس حزب الكتائب، دعا إليه منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار د.فارس سعيد أمس الأول وعرض معه الوضع، من زاوية أنه سلف الدكتور جعجع موقف تأييده للرئاسة حتى اليوم، وعلى أمانة 14 آذار أن تساعد في إقناع جعجع بإخلاء الساحة له.
ويبدو أن جعجع الذي حظي بدعم إجماعي من فريق 14 آذار ليس متشبثا في موقفه رغم قناعته بأنه صاحب البرنامج الوحيد القادر على الوصول إلى الجمهورية القوية، ويقول أحد نواب كتلته د.فادي كرم إنه رأى جعجع «جاهزا لأي خطوة جزئية لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية».

 

السابق
الراي: استبعاد أيّ من مرشحي ’الفئة الأولى’ للرئاسة
التالي
الخارجية المصرية اعلنت السماح للمقيمين خارج مصر التصويت للانتخابات الرئاسية