خطة إسرائيلية لتمهيد الطريق أمام البرغوثي وفياض للقيادة الفلسطينية

تستعد مجموعة من الجنرالات السابقين في الجيش الاسرائيلي والسياسيين المتقاعدين لطرح مشروع جديد على الولايات المتحدة الأميركية لانقاذ العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية في أعقاب فشل المفاوضات، وذلك باعتماد سياسة “الإجراءات الآحادية الجانب من الطرفين”، ولكن باشراف أميركي مباشر وبالتنسيق بين الطرفين.

وتقضي هذه الخطة بأن تتولى واشنطن مهمة تطبيق مبدأ الدولتين للشعبين، على أساس “مبادرة كلينتون” و”مبادرة السلام العربية” بعد “تعديلهما بما يلائم الظروف الناشئة”. فتنسحب إسرائيل من جهتها من غالبية الضفة الغربية (حوالي 90% من أراضيها)، مقابل تقدم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية دولة في الأمم المتحدة، والبدء بمفاوضات “سرية هادئة حول مستقبل القدس الشرقية والأماكن المقدسة وقضية اللاجئين.

ويحتوي هذا المشروع على خطة سياسية لضمان أن تكون “فلسطين دولة ديموقراطية تنتهج سياسة داخلية تتركز على التطوير الاقتصادي”. وبضمنها التمهيد لنشوء “قيادة فلسطينية جديدة” قادرة مهنياً وشعبياً على قيادة هذه الدولة. ويسمي أصحاب الاقتراح كلاً من مروان البرغوثي، أحد زعماء حركة “فتح”، وسلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، لهذه القيادة.

وعلم ان أحد السياسيين الذين يقفون وراء هذا المشروع هو يوسي بيلين، نائب وزير الخارجية الأسبق الذي قاد وفد المفاوضات الاسرائيلي إلى أوسلو قبل وبعد اغتيال اسحق رابين. ومع أنه لم ينف ولم يؤكد النبأ، فقد أكد تأييده لفحوى الاقتراح. وقال إن “الوضع الحالي بعد فشل المفاوضات خطر للغاية على الجانبين، وينبغي ان لا يترك اليمين الاسرائيلي يحتفل بهذا الفشل”، وأضاف: “اليمين الاسرائيلي مثل المتطرفين الفلسطينيين يسعدون بالتدهور الحاصل لأن كلا منهما يحاول بناء مشاريعه على دمار الطرف الآخر، وهذا هدف غبي لن يتحقق باي حال من الأحوال. وبما أن الطرفين لا يثقان ببعضهما البعض، فلم يبق سوى ان يفرض عليهما الحل من جهة ثالثة. والولايات المتحدة هي الجهة المناسبة”.

وكان الصحفي الاسرائيلي، آري شبيط، قد تحدث الى عدد من القيادات في الأوساط الحكومية والسياسية والعسكرية والشعبية في تل أبيب، فوجد لديها موافقة واسعة على هذا المشروع. وقال إنه في الأوضاع الحالية، لا يجوز ترك فراغ في الشارع. والولايات امتحدة، التي تدرك خطورة التدهور مثلما تدرك أهمية الفرصة السانحة، تستطيع التوصل الى صياغات مناسبة يتحملها القادة الحاليون للسياسة الفلسطينية والاسرائيلية. واضاف: “عليّ ان اشير الى ان المفاوضات التي جرت حتى الآن لم تكن مجرد اضاعة وقت. بل إن نتنياهو وابو مازن قدم كل منهما تنازلات مفاجئة، لا يجوز التفريط بها. نتنياهو، الذي يقود حزبا يمينياً متطرفاً لم يؤمن يوماً بالدولتين، أعلن تأييده للدولتين. وخلال المفاوضات وافق على ازالة بعض المستوطنات وعلى تحويل قسم من القدس الشرقية الى عاصمة للدولة الفلسطينية وعلى استيعاب عدد قليل من اللاجئين الفلسطينيين داخل تخوم اسرائيل. وابو مازن من جهته وافق على تبادل أراض وعلى اسقاط مطلب العودة الى تخوم اسرائيل لمن هجرها من الفلسطينيين. ووافق على تواجد قوات اسرائيلية بشكل موقت في غور الأردن. وهذه تنازلات مصيرية من الطرفين تستحق ان نعمل كل مات في وسعنا للحفاظ عليها والزام القائدين بها”.

وفيما يتعلق بالبرغوثي وفياض، قال شبيط: “البرغوثي ليس رجل ارهاب كما نصوره نحن في اسرائيل، انما هو قائد معروف يؤيد مشروع الدولتين ويحظى بثقة أوساط واسعة في الشعب الفلسطيني وبين صفوف القادة من جميع الأطراف بما في ذلك قادة حماس. وأما فياض فهو رئيس حكومة ناجح، له مكانة رفيعة لدى رجال الاقتصاد في اسرائيل والعالم، ولديه مشروع بناء وتعمير لفلسطين على أسس من العلمية والمهنية وقد بدأ تطبيق هذا المشروع والمواطنون الفلسطينيون يشهدون له على ذلك. لهذا فمن الأسهل لهما ان ينتخبا لقيادة الفلسطينيين بعد ابو مازن. وهما كفيلان باقناع الاسرائيليين بالثقة بهما”.

وأكد بيلين من جهته ان هذه الخطة تزعج نتنياهو جدا، ولكن إذا تبناها الأميركيون، فإنها ستنفذ ولن يستطيع انزعاج اليمين اجهاضها.

السابق
مصالحة بين عائلتي المقداد وناصر الدين في الرويس
التالي
بيونغ يانغ تصف رئيسة كوريا الجنوبية بـ«العاهرة» وأوباما بـ«القواد»