لماذا يخاف حزب الله من سمير جعجع؟

نصرالله و جعجع
مقارنة سريعة وموضوعية بين ما قدّمه سمير جعجع في مشروعه الانتخابي لترشحه الى رئاسة الجمهورية، وبين ما تضمنته ورقة التفاهم الموقع عليها من حزب الله والتيار الوطني الحر، تجعلنا نكاد لا نجد اي فارق كبير. إذا يخاف منه حزب الله لأنّه جديّ جدا في السعي إلى تنفيذ بنود برنامجه.

مقارنة سريعة وموضوعية بين ما قدّمه سمير جعجع في مشروعه الانتخابي لترشحه الى رئاسة الجمهورية، وبين ما تضمنته ورقة التفاهم الموقع عليها من حزب الله والتيار الوطني الحر، تجعلنا نكاد لا نجد اي فارق كبير، ان من حيث ما يتعلق بالبنود الاصلاحية والادارية ودور الدولة المذكور في تلك الورقة وبين ما طرحه جعجع من تثبيت لمنطق الدولة واعلاء شأنها، او ما قد ورد في احد بنود ورقة التفاهم عن اصلاح يطال الاجهزة الامنية والتركيز على وظيفتها في حفظ استقرار البلاد وحمايتها.

طرح جعجع تعزيز دور للدولة واجهزتها الامنية في فرض الامن والاستقرار والطمأنينة لأنّ الاجهزة الرسمية هي عصب الامن والاستقرار في لبنان ، وحتى في ما يتعلق بالنقطة الاكثر حساسية عند حزب الله فإن ما قد جاء في ورقة التفاهم، وتحديدا في المادة أ من الفقرة 7: “أيّ سلاح خارج المؤسسات الرسمية انما هو شأن غير صحي يتطلب وضع خطة امنية تقوم على مركزية القرار الأمني”. وهو يعادل تماما ما ذكر في البرنامج الانتخابي لجعجع، عن حصرية السلاح بيد الدولة وتحت امرتها.

هذا فضلا عن التشابه الكبير ليس فقط مع مندرجات ورقة التفاهم بل بما سمعناه مرارا وتكرارا على السنة قادة ومسؤولي حزب الله لجهة السعي من اجل قيام دولة قوية وعادلة تستطيع ان تحمي حدود الوطن. ما يسمح عندئذ لحزب الله بالتخلي عن الدور “الدفاعي” الذي قام به فقط لظروف فرضتها ضعف الدولة وعدم قيامها بواجباتها.

ولطالما صرّح الامين العام لحزب الله بهذا المعنى امام اللبنانيين مضيفا عليه أنّ “الحزب اصلا ينتظر هذه اللحظة (قيام الدولة) بفارغ الصبر من اجل انزال هذا الثقل المرهق من على كاهله، والتفرغ للشؤون الحياتية والسياسية العامة، كما قال مرارا.

وعليه فإذا كان سمير جعجع المرشح او حتى الرئيس الملتزم ببنود برنامجه الانتخابي هذا لم يأتِ بأيّ جديد خاص يذكر، هذا ان لم نقل بتطابق ما جاء في برنامجه مع ما تتضمنّه ورقة التفاهم والخطاب السياسي المعلن عند حزب الله… فهنا لا بدّ من طرح سؤال بديهي وهو: “لماذا إذن يخاف حزب الله من سمير جعجع ويعتبر وصوله الى بعبدا بمثابة الكارثة السياسية والامنية؟

أخشى الا تكون الاجابة على هذا السؤال الا واحدة لا غير وهي: سمير جعجع جديّ جدا في السعي إلى تنفيذ بنود برنامجه.

السابق
إلغاء مؤتمر ’مجلس 14 آذار’
التالي
لرئيس نموذجي في لبنان