ملف رئاسة الجمهورية (8): سليمان فرنجية وثأر الرئاسة

سليمان فرنجية
الوفاء لسوريا ولبشار هو أمر يجاهر به سليمان طوني فرنجيّة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأنه جزء من تراث حلف عائلي مقدّس تعمّد بالدم بين عائلته وال الأسد، ولم يثنه عن هذا الحلف انسحاب القوات السوريّة من لبنان قبل تسع سنوات ولا ما حدث ويحدث في بلاد الشام حاليا من ثورة على حليفه الرئيس الأسد، لتتحوّل بعدها تلك الثورة الى حرب أهليّة عامة.

من آل الجميّل الى آل فرنجيّة القصّة واحدة والمأساة واحدة، عائلات امتهنت الحكم واستهوتها السلطة حتى ادمنتها ودفعت في سبيلها دماء غالية من خيرة أبنائها فما زادتها الفجائع سوى تشبّثا باغواء تلك السلطة وتعلّقا بسحر قوّتها، فإغراء الزعامة في لبنان لا يمكن مقاومته لأنه يعطي الزعيم كل شيء ويوليه دون قيد أو شرط على جماعته فيمثلها شرعيا باسم الطائفة ، سابغا عليها قوّة قانونيّة مستقاة من الدستور، ومؤيّدا بالبركة من حبرها الديني، لتصبح بذلك سلطة الزعيم مطلقة على طائفته فهو مرجعيتها الآمر الناهي أو احد مراجعها الكبار في منطقة محددة كما هو حال سليمان فرنجيّة زعيم زغرتا المارونيّة

من أشهر الصور الصحفيّة للحرب الأهليّة وأشدّها قسوة وفظاعة تلك التي ظهرت في الصحف اللبنانيّة صباح اليوم التالي لمجزرة إهدن صيف عام 1978 ، وقد شوهد فيها ثلاث جثث مدماة للنائب طوني فرنجيّة وزوجته وطفلته، وكانت الأخبار قد نقلت انه لم ينج من العائلة سوى الطفل الأكبر سليمان الذي كان في دار جده الرئيس سليمان في زغرتا ليلة تنفيذ المجزرة، وكان الجد المثكول قد عاد الى داره تلك قادما من قصر بعبدا قبل سنتين منهيا سنوات حكم ست تقلّد فيها منصب رئاسة الجمهوريّة، شاء سوء حظه في نهايتها ان تندلع الحرب الأهليّة اللبنانيّة في عهده “حرب السنتين” ولم تتوقّف الا بتدخّل السوريين ودخول قواتهم الى لبنان تحت اسم ‘قوات الردع العربيّة’.

لم تنته الحروب الأهليّة مع دخول القوات السوريّة الى لبنان وتبيّن ان “حرب السنتين 1975- 1976 ” كانت الفصل الأول من تلك الحروب، وبدأ افتتاح الفصل الثاني منها بالهجوم على اهدن الذي أمر به القائد العسكري لحزب الكتائب بشير الجميّل بعد انشقاق آل فرنجيّة عن الجبهة اللبنانية وانضمامهم قي تحالف مع سوريا. وقد أوكل بشير تنفيذ الهجوم لأحد قادته الميدانيين سمير جعجع، وعلى الرغم من اصابة الأخير في بداية الهجوم ونقله من ساحة المعركة، الا ان الهجوم استمر من دونه وحدثت المجزرة.
.
الوفاء لسوريا ولبشار هو أمر يجاهر به سليمان طوني فرنجيّة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأنه جزء من تراث حلف عائلي مقدّس تعمّد بالدم بين عائلته وال الأسد، ولم يثنه عن هذا الحلف انسحاب القوات السوريّة من لبنان قبل تسع سنوات ولا ما حدث ويحدث في بلاد الشام حاليا من ثورة على حليفه الرئيس الأسد، لتتحوّل بعدها تلك الثورة الى حرب أهليّة عامة.

طاحونة الحرب الأهليّة اللبنانيّة نالت من الرئيس بشير الجميل قبل ان يحكم في أيلول 1982، فنال الحفيد سليمان ثأره الشخصي دون أن ينال ثأره السياسي فإعادة الاعتبار لن تكون الا بالحق في عودة الزعامة الزغرتاويّة القويّة الى تبوّء اعلى منصب ماروني وأغلاه وهو رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة.

فهل تحدث الأعجوبة ويعيد سليمان الحفيد عجلة التاريخ الى الوراء ليتقلّد منصب رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة الذي تقلّده جدّه سليمان فرنجيّة قبل 44 عاما، مستفيدا من الأعجوبة التي حدثت مع حليفه الرئيس السوري لأنه ما زال في السلطة رغم جميع التوقعات التي تنبأت بزول حكمه بعد الثورة عليه في بلاده؟

السيرة الذاتيه

– من مواليد زغرتا في 18 تشرين الأول 1964.
– والده النائب والوزير الراحل طوني فرنجيه، والدته فيرا قرداحي.
– متزوج من ريما قرقفي، وهو والد لشابين طوني (27 عاماً) وباسل (22 عاماً)، وفتاة فيرا (7 أعوام).
– جده الرئيس سليمان فرنجيه.
– عيّن وزير دولة في حكومة الرئيس عمر كرامي في 24 كانون الأول 1990 في عهد الرئيس الياس الهراوي، ثم نائباً بالتعيين في حزيران 1991.
– عيّن وزير دولة لشؤون الإسكان والشؤون البلدية في حكومة الرئيس رشيد الصلح في أيار 1992 أيام الرئيس الياس الهراوي،ووزيراً للصحة في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إميل لحود 1998 ، ووزيراً للصحة في حكومة الرئيس رفيق الحريري أيام الرئيس لحود عام 2000 ، ووزيراً للداخلية في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس لحود عام 2004.
– انتخب نائباً عن محافظة الشمال في انتخابات 1992 ، و1996. ثم في عام 2009

السابق
روسيا اليوم: الجيش السوري يستعيد سيطرته على مرسة حطين بحمص
التالي
سوريا: الانتخابات الرئاسية في 3 حزيران