الجيش السوري يطلق معركة في حمص القديمة

واصلت القوات السورية تحرّكها السريع لمنع إعادة تجمع المسلحين في منطقة القلمون، حيث وسّعت سيطرتها على بلدتين جديدتين، فيما شنّت هجوماً واسعاً على أحياء يسيطر المسلحون عليها في حمص القديمة، في ما يبدو أنه محاولة لاستكمال تأمين الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص والساحل السوري.

في المقابل، فتح المسلحون جبهة جديدة في حي ميسلون ومحيط ثكنة هنانو في حلب، ووسعوا سيطرتهم على حي الراموسة، قاطعين بذلك الطريق المؤدي إلى حلب ـ خناصر وطريق المطار. وأمطر المسلحون مناطق في دمشق وريفها بقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وإصابة 65، غالبيتهم من الأطفال.
وشنّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هجوما على السلطات السورية، مطالبا بتسليم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال الفيصل إن «السعودية ترى في إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات (الرئاسية) تصعيداً من قبل نظام دمشق، وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف 1 الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية». (تفاصيل صفحة 12)
وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة، لوكالة «فرانس برس»، إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم، التي تعد جزءاً من الجيش السوري الحر، حصلت للمرة الاولى على 20 صاروخ تاو مضاد للدبابات من جهة غربية». وأضاف ان «المعارضة تلقت وعداً بامدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت بطريقة فعّالة»، مشيراً الى أنه تمَّ «استخدام الصواريخ حتى الان في مناطق ادلب وحلب واللاذقية».
واظهر شريط فيديو، وزعته «شبكة مسارات» الاعلامية المعارضة، مسلحين يخرجون العديد من الصواريخ ويعبئونها ويطلقونها في مواقع غير محددة في المناطق الريفية السورية. وقال مسؤول في المعارضة المسلحة إن «معظم الاهداف كانت من الدبابات»، مضيفا «تم استخدام هذه الصواريخ 20 مرة بفعالية 100 في المئة حيث اصابت أهدافها».
وأطلقت القوات السورية، أمس، عملية في حمص القديمة، وذلك بعد هدنة استمرت أسابيع بموجب اتفاق بين السلطات والمسلحين، بإشراف الأمم المتحدة، تم خلالها إجلاء أكثر من 1400 مدني وإدخال مواد غذائية ومساعدات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني، حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة»، مشيرا إلى أنها «تتقدم باتجاه (أحياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح» المحيطة بحمص القديمة. وتشكل هذه الأحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز الأربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات السورية منذ حوالي السنتين.
ودارت اشتباكات عنيفة في جبهات حمص القديمة، بالتزامن مع قصف متواصل من القوات السورية، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط عدة قذائف صاروخية على مناطق في حي الميدان والسكن الجامعي. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن القوات السورية «تمكنت من السيطرة على كتل من الأبنية» لجهة جورة الشياح، لكنه اعتبر انه «لا قيمة عسكرية بعد لهذا التقدم».
ونفت مصادر ميدانية معارضة أي سيطرة للجيش في المنطقة، لكنها أقرت في الوقت ذاته «بصعوبة المعركة، مع تراجع أعداد المقاتلين وضعف قوتهم العسكرية، بالإضافة إلى النيران الكثيفة التي تتعرض لها المناطق المحاصرة». وتوقعت «نهاية المواجهة خلال أيام في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، حيث تقدر أعداد المسلحين بنحو 1300، ينتمون إلى جبهة النصرة وعدد من ألوية الجيش الحر».
على جبهة أخرى، واصلت القوات السورية تقدمها في القلمون بعد سيطرتها، أمس الأول، على بلدة معلولا والصرخة والجبة. وقال مصدر عسكري إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة عسال الورد» الملاصقة لمعلولا. وبذلك تكون كامل منطقة القلمون في قبضة الدولة، باستثناء بعض المواقع في سهول رنكوس، فيما يشتد القصف والعمليات العسكرية في الزبداني. وذكرت قناة «الميادين» أن الجيش السوري سيطر على بلدة حوش عرب من دون قتال.
وفي دمشق، قتل طفل وأصيب أكثر من 60، غالبيتهم من الأطفال، في سقوط قذائف في جرمانا وباب توما والدويلعة. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «استشهد مواطنان وأصيب خمسة في سقوط أربع قذائف هاون على حي الدخانية بريف دمشق»، في وقت تواصلت فيه المعارك بين القوات السورية والمسلحين على محوري جوبر والمليحة بالغوطة الشرقية.
وفي حلب سيطر المسلحون على معظم حي الراموسة، قاطعين بذلك الطريق المؤدي إلى حلب – خناصر وطريق المطار، وسط اشتباكات ضارية، تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش.
وتستمر المواجهات في حي ميسلون ومحيط ثكنة هنانو، حيث فتح المسلحون جبهة خامسة، في حين تعرضت مناطق في المدينة الصناعية في الشيخ نجار لغارات جوية، وكذلك في بلدة تادف وأحياء بني زيد والشيخ مقصود والليرمون. وقالت مصادر ميدانية إن «القتال وصل إلى وسط جمعية الزهراء حيث يقع مقر الاستخبارات الجوية».
وفي السويداء، ذكرت «تنسيقيات» المعارضة أن صاروخا من نوع «غراد» سقط في منطقة شعبة التجنيد وسط المدينة، وهو ما بدا بمثابة تنفيذ لتهديدات «جبهة النصرة» وعدد من الألوية في حوران باستهداف المقار العسكرية والمربعات الأمنية، وذلك «رداً على قصف قرى درعا».
إلى ذلك، ما زال الصراع بين الفصائل «الجهادية» وحلفاء كل منها من العشائر، على آبار النفط والثروات الضخمة، سيد الموقف في دير الزور. وبينما حقق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تقدماً من خلال سيطرته على بلدة الصور، فشل هجوم قامت به «جبهة النصرة» على بلدة غباغب في البادية السورية، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في بلدة كباجب على طريق دير الزور- تدمر.

السابق
إعفاء الأمير بندر من رئاسة الاستخبارات
التالي
تحالف «عوني – مستقبلي» قذف بالسلسلة 15 يوما