حمزة الحاج حسن… وداعاً

لا نقول الى اللقاء، بل وداعاً، لأننا لا نلتقي معك بالرأي المؤيد للقتال في سوريا من اجل أي قضية، ولا نحبذ الاستشهاد من اجل “قضية” خارج الحدود اللبنانية، لكنك ظاهرا لم تنتقل الى هناك للقتال بل للقيام بواجب اعلامي نظل نعتبره واجباً مقدساً، ولو كان ينحو في بعض جوانبه الى العسكرة عبر مرافقة المقاتلين وجنود الجيش النظامي السوري.

بعيدا من كل هذا، ومن القتال الدائر في سوريا، والذي ندفع اثمانه الباهظة في جوانب عدة، وانت جزء غال من هذا الثمن، بقيت يا حمزة، كما عهدناك، الاعلامي النشيط المندفع لكل عمل تقوم به، والانسان الوديع، صاحب الابتسامة الخجولة الهانئة. ورغم التزامك السياسي، بقيت محاوراً جيداً، مصغياً الى الآخرين، قابلا أفكارهم، ومحاورا اياهم بالحسنى. تشهد عليك مقاعد “مركز النهار للتدريب والبحوث” عندما كنت تشارك في دورات التدريب، لا تمنعك عنها كبرياء زائفة تصيب اعلاميين من إطلالتهم الأولى عبر الشاشة، ولا اختلاف في وجهات النظر السياسية كما يتحجج البعض الآخر، ولا تباعد في الرؤية الى مجالات عدة في المجتمع والحياة.

سقطت بالأمس مع زميليك حليم علوه ومحمد منتش في معلولا، والشهادة في معلولا ترتقي بكما الى أعلى، الى جوار السماء، بل ربما الى قلب الله، فهناك ارض قداسة، وقد دنسها ارهابيون اساؤوا الى الحجر والبشر. وهناك سقطت ايضا ضحية هذا الارهاب الذي لا يحترم شارة صحافة واعلام، ولا شعار صليب احمر او دفاع مدني، بل لا يقيم وزنا للانسان. انها آلة الحرب الطاحنة تجعلنا نفتقدك اليوم، كما نتذكر المصور سمير كساب الذي ما زلنا وأهله في انتظار عودته سالماً، كما الكشف عن مصير المطرانين المخطوفين، والمئات بل الآلاف من المخفيين في سجون النظام والمعارضة معا.

حمزة الحاج حسن، لا نكتفي بالقول إننا عرفناك من قرب، لكننا ايضا احببناك وسنفتقدك واطلالتك وابتسامتك ومهنيتك، وسندعو لك بالراحة الابدية المعزية لنا عند كل فراق، وفي كل لحظة وداع مؤلمة.

السابق
الحياة : 14 آذار تتشاور للاتفاق على مرشحها للرئاسة
التالي
اعدام 112 الف دجاجة في اليابان