النهار: حقل ألغام يُحاصر المجلس اليوم

لعلها من المرات النادرة يشهد لبنان استعدادات وتعبئة بل استنفارات في مختلف قطاعاته النقابية والاقتصادية والتعليمية الى جانب حركة نيابية ووزارية وسياسية وحزبية بلغت ذروتها امس عشية جلسة يفترض ان تكون فاصلة اليوم لمجلس النواب في المسار الطويل والمعقد لملف سلسلة الرتب والرواتب. هذا الواقع ان كان دلل على مستوى التعقيدات التي سيواجهها المجلس في اقدامه اليوم على الخطوة الحاسمة المنتظرة في اخراج المأزق الكبير من خرم التوازنات المالية والمطلبية المتعاظمة، فإنه عكس ايضا حدة الوضع الذي سيجد المجلس نفسه فيه محاصرا بما يشبه حقل ألغام حقيقياً. ذلك ان الاتجاه الذي رست عليه مناقشات اللجان النيابية المشتركة قبل ان تحيل كرة النار على الهيئة العامة اليوم بات ينذر بدوره بمزيد من التداعيات التي لم تنتظر انعقاد الجلسة وكان ابرز وجوهها التصادم الحاد بين انتفاضة المدارس الكاثوليكية رفضا للسلسلة وعودة هيئة التنسيق النقابية الى الشارع اليوم تمسكا بها وتحذيرا من ترشيقها وتقسيطها ورفضا ايضا لكثير من بنودها الضريبية الجديدة.

وعلمت “النهار” ان المشاورات بين عدد من الكتل النيابية افضت الى ان البحث في الجلسة النيابية العامة اليوم سيكون مفتوحا انطلاقا من ان عددا من بنود السلسلة لا يزال معلقاً، وتالياً ليس ثمة من قرار نهائي خصوصا ان التعامل يتم مع فريق واحد هو القطاع العام فيما الانعكاسات تطاول كل القطاعات والفئات. ووصفت جهات نيابية الموقف بأنه “دقيق وصعب والبحث فيه طويل”، ولم تستبعد تمديد الجلسة يوما ثانيا غدا في حال الاصطدام بطريق مسدود علما ان السعي جار للتوفيق بين التوازنات الصعبة لتمويل السلسلة وتقسيطها على ثلاث سنوات واقرار موجباتها وفق رزمة ضريبية واسعة. لكن المشاورات الكثيفة التي اجريت امس ان على مستوى كل كتلة نيابية اساسية على حدة أم بين مختلف الكتل لم تفض الى تصور جامع من شأنه ان يدفع الى توقع نتائج ايجابية اليوم.
وقد دعت هيئة التنسيق النقابية مساء امس الى وقف العمل اليوم في مؤسسات القطاع العام والثانويات والمدارس كما دعت الى المشاركة في اعتصام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في ساحة رياض الصلح بالتزامن مع جلسة مجلس النواب، علما ان المدارس الخاصة لن تقفل ولن تشارك في الاضراب، بينما تشارك نقابة المعلمين في اعتصام رمزي مع هيئة التنسيق النقابية.
اما الرؤساء العامون والرئيسات العامات للمدارس الكاثوليكية، فنفذوا امس اعتصاما في وسط بيروت انطلقوا بعده الى مجلس النواب حيث سلموا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر مذكرة تتضمن اقتراحاتهم لتمويل السلسلة وانعكاساتها محذرين من اقفال عدد كبير من المدارس.

الجميّل – السنيورة
على الصعيد السياسي – الرئاسي، برزت فاتحة مشاورات بين اركان 14 آذار بدأت امس لدى استقبال رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه السيد نادر الحريري مستشار الرئيس سعد الحريري. وعلمت “النهار” ان البحث تناول نتيجة المحادثات التي أجراها الرئيس الحريري اخيراً في الرياض مع الرئيس السنيورة. وتم التركيز على اهمية الحفاظ على وحدة قوى 14 آذار حيال الاستحقاق الرئاسي نظراً الى تعدد المرشحين سواء ما أعلن من ترشيحات او ما هو على طريق الاعلان قريبا. لذلك، شدد المجتمعون على ضرورة عدم تضييع 14 آذار الفرصة لتخسر الاستحقاق، وعليه من الاهمية ان يكون مرشحها قادرا على الفوز بكل اصوات 14 آذار اضافة الى اصوات من كتل اخرى لأن 14 آذار لا تستطيع بأصواتها ايصال مرشحها الى قصر بعبدا. وانتهى اللقاء الى الاتفاق على استمرار التشاور.
ومساء اجتمع الرئيس السنيورة مع النواب المستقلين في 14 آذار وأطلعهم على أجواء محادثات الرياض. وقام السيد نادر الحريري بزيارة رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط في دارته بكليمنصو للغاية نفسها.

السابق
أوكرانيا تستقبل الرئيس السويسري بعلم الدانمارك
التالي
اقفال المدارس الرسمية في عكار