عون لا يقل سوءا عن غيره لكنه قد يكون جزءاً من النجاح

أشارت صحيفة “الرياض” السعودية إلى أن “لبنان مركز اللعبة السياسية ومشكلته أن مسيحييه تعودوا أبوة فرنسا، وقد دخلت على الخط أميركا، وسنتّه ضائعون بين مراكز قوى مختلفة، وشيعته يديرهم الولي الفقيه في إيران، وهذا الطبق السياسي متنوع الأذواق والألوان يشكو منذ أزمنة طويلة أزمة دولة تجمع من لا يجتمعون على رأي أو شخص أو نظام وليس أمراً سهلاً أن يستبدل ميشال سليمان الذي حاول أن يرفع الثوب اللبناني بأسلوب المهادنة والبحث عن توافق بين الفرقاء، وقد شكلت أزمة سوريا المشكل الأساسي، فهو عسكري لبس ثوب الرجل المدني ولذلك صدم بواقع لا يقبل انضباط أصحاب الثكنة، ولا يساس باللين، ولذلك هنا من رشح البديل الآخر ميشال عون، وهذه المرة بتوافق فرنسي- أميركي وربما بعض الأطراف اللبنانية الذين عارضوا تحالفه مع حزب الله، وقد تكون من رؤية من رشحوه أنه البديل الموضوعي القادر على التوصل لحلول مع إيران وسوريا وممثلهما حزب الله، غير أن بعض الأطراف من المناوئين لترشيحه من مسيحيين ومسلمين سنّة يقبلونه فقط في حال أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين بدلاً من تحالفه مع حزب الله”.

ولفتت إلى أن “وصفة العلاج للمرض اللبناني لا تتوفر في أي معمل أو صيدلية لأن مشكلته متراكمة وهم من اخترعوا “اتفقوا على ألا يتفقوا” وعون سجله لا يقل سوءاً عن غيره لكنه قد يكون بعض الحل وجزءاً من النجاح، ويبقى الرجل الذي قد يحتوي بعض الاحتقان الطاغي في كل الطوائف”.

واعتبرت أن “جوار لبنان لسوريا أحد أسباب عدم استقراره فكل من البلدين زعزع أمن الآخر حين كان لبنان مطبخ المؤامرات والانقلابات، بنفس الوقت هناك احتقان سوري من وضعه، إذ لازال الحس العام يراه دمّلاً كبيراً في خاصرتها، بنفس الوقت يجد اللبناني أن مبدأ الفرع والأصل لا يجيز لسوريا أن يبقى الظل لسياساتها وإملاءاتها عليه”.

ورأت أن “وضع الرئاسة اللبنانية خيار تدخل فيه أطراف متعددة قوى كبرى وإقليمية وعربية وعلاقته بسوريا لا تكون طبيعية وكذلك إسرائيل التي تعتبره الخط الساخن معها بعد الفلسطينيين، وعموماً هل يكون عون الرئاسة المرحلية الناجحة، أو أن يضيف اضطراباً جديداً لبلد ظل وضعه حرجاً وأحياناً عاصفاً؟”.

وشددت على أن “الصورة العامة ضبابية، وكما أن حزب الله بقي القوة العسكرية والطائفية فإن الجيش لم يعد يوازي هذه القوة، كذلك الأمر بالمسلمين السنّة الذين لم يحمهم الجيش، ولا يهادنهم حزب الله بدأوا يتخذون خطاً جديداً لم يعتده حيث بدأت تظهر قوى جديدة تحمل فكراً سياسياً آخر والذهاب إلى أنه لابد من سند عسكري خاص يدعم وجودهم، وهذا يعني العودة لتسليح المليشيات والاستعداد لحروب صغيرة بين الطوائف، قد تتطور إلى حرب أهلية، وهذا قد لا يغيب عن عون أو أي رئيس قادم عليه أن يعرف كيف يسير في متاهة بلد غير مستقر”.

السابق
«الخطة الأمنيّة» الى البقاع الشمالي وحزب الله يخلي حواجزه
التالي
نادر الحريري بحث مع جعجع حيثيات ترشحه