هل ينسـحب الوفاق النيابي الحكومي الأمني على الاستحقاق الرئاسي؟

مجلس النواب

تحت تأثير الاجواء السياسية الهادئة التي حكمت الجلسات النيابية التشريعية، ومناخ الاجماع الداخلي الذي خيم على جلسة مجلس الوزراء امس فأنبت حلولا سحرية، والاحتضان الواسع للخطة الامنية التي أعادت الى طرابلس استقرارها بعد عشرين جولة دموية، على أمل ان ينسحب على الوضع البقاعي، يمضي المشهد السياسي في البلاد قدما ومعه المشاريع والاقتراحات المجلسية والحكومية التي تبصر النور تباعا، لسحب فتائل التفجير من الشارع عبر موجة الاحتجاجات الاجتماعية الشعبية.

الا ان الانفراج الحياتي يقابله حذر وترقب مالي واقتصادي لما ستؤول اليه الامور في ضوء الاقرار من دون اي سقف مالي من موازنة غير متوافرة واموال لا تزال في مجاهل الغيب، في ما الارقام المدرجة مخيفة، حملت القطاع المصرفي والهيئات الاقتصادية على رفع منسوب الحذر ومراقبة كيفية توفير سبل التوفيق بين النفقات والايرادات من دون التسبب بارتفاع حجم الدين العام وتجنب ارتفاع معدل التضخم، خصوصا في ظل التحذيرات الدولية من تداعياتها الشديدة السلبية على الوضع اللبناني.

وفي غياب أي معطيات حول السر الكامن خلف سيل الانفراجات ومناخ التقارب والتجابب السياسي، واعادة وصل ما انقطع بين الاطراف، دعت اوساط سياسية مطلعة الى انتظار بعض المحطات الاقليمية في المنطقة المؤثرة في الواقع اللبناني، خصوصا ان المعلومات التي تسربت بالقطارة عن القمة السعودية – الاميركية لم تحمل اي خبر، يتصل بمقاربة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس باراك اوباما الملف اللبناني، الا من زاوية الازمة السورية، بما يجعل الصورة اكثر ضبابية، الا أنها رأت أن لا نقاش في مدى فاعلية وتأثير المظلة الدولية للبنان الواقية من تداعيات الخضات الاقليمية لا سيما على استقراره الداخلي، وهي حكما توفر الاستقرار السياسي.
الا ان هذه المظلة، بحسب الاوساط تقتصر حتى الساعة على هذين الواقعين من دون ان تلامس الاستحقاق الرئاسي في ضوء غياب اي اشارات حول هوية الرئيس العتيد او مواصفاته وهو ما يضع القوى السياسية في حال من التخبط الداخلي، ويدفع في اتجاه تأخير الرئيس بري الدعوة الى عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، اقله حتى نهاية الجاري في انتظار بلورة بعض التطورات في المنطقة التي من شأنها ان تضيء على جوانب معينة من التحولات ومن بينها الانتخابات العراقية، علما ان بري ما زال ينتظر حصيلة جولة اللجنة النيابية الثلاثية على القادة والمسؤولين السياسيين والروحيين ليبني على الشيء مقتضاه.

السابق
ورشة اسرائيلية في رميش
التالي
ترقب اقتصادي لمصير السلسلة بعد إقرار مشاريع من دون سقف مالي