لماذا نقبل الايادي؟

يحكى أن ملكاً من ملوك الشرق كان مصاباً بمرض الإكزيما _ التهاب الطبقات السطحية من الجلد_ وكان هذا الملك يحك يديه على الدوام, وعندما عجز أطباء القصر عن إيجاد حل لهذا المرض أو ربط يديه ليتوقف عن الحك, أحضروا مجموعة كبيرة من المهرجين والمصلحين وأمروهم بتقبيل يدي الملك دون توقف وبالدور, وبذلك لا يبقى له وقتا ليحك يديه.

ويقال إن المهرجين استمروا في تقبيل يد الملك حتى المساء, فاعتاد الأخير على هذا الأمر, وأصدر فرماناً ملكياً خاصاً بأن كل من يقبل يد الملك يفوز بليرة ذهبية خالصة, لذلك هرع الناس والعاملون في القصر الملكي عند سماع هذا الخبر واصطفوا “طوابير” أمام باب الملك ليأخذ كل منهم دوره في “التقبيل”.

وفي هذه الأثناء كانت الإكزيما قد زادت شدتها في يد الملك, ومع هذا كان يجد لذة عارمة في كل قبلة على يديه من الآخرين, وبقيت هذه العادة _أي تقبيل يده_ من قبل أعوانه وعبيده ملازمة له حتى وفاته.

وعلى الرغم من وفاة الملك, استمرت عادة تقبيل الأيادي التي كانت قد بدأت “حياتها”, فأمر الملوك من بعده عبيدهم وأعوانهم تقبيل أيديهم, وتطورت العادة وانتشرت بكثرة في المجتمعات العربية, حتى أصبح من لا يفعلها خارجاً عن العادة والتقليد.

السابق
طرابلس: فشلت الخطّة، فعمّ السلام
التالي
حرب: للكشف على أضرار الهاتف في طرابلس وتصليحها