هيل : لرئيس لا يزعج «حزب الله»

بعد تشكيل حكومة الرئيس سلام بعد مخاض عسير والدور الاميركي الواضح في الدفع الى تشكيلها، بات لزيارات وجولات السفير الاميركي دايفيد هيل الى المرجعيات اللبنانية بعد عودته من الخارج ابعاداًَ اكبر من الشكل البروتوكولي لسفير هو في الاصل فوق العادة.

ولم يحمل بعد عودته من واشنطن خلال لقاءاته الخمسة بين السبت والاثنين معه من البيت اي “كلمة سر” لاستحقاق الرئاسة الاولى كما كان يجري في مرحلة ما قبل الطائف بشكل آحادي وبعد الطائف بشراكة مع سورية حافظ الاسد. ووفق احد المشاركين في احد اللقاءات اكد هيل العموميات التي يعرفها اللبنانيون وخريطة الطريق المتبعة في طرح كل فريق سياسي وازن وله قدرة على التأثير والمشاركة في اختيار الرئيس وكذلك مواصفاته، والتي اهمها الحفاظ على وحدة الشعب وسلامة واستقلال وسيادة لبنان، وكذلك لازمة الادارة الاميركية وهي الحفاظ على انتظام الحياة السياسية وممارسة الديمقراطية والالتزام بالاستحقاقات. ويشير المصدر نفسه الى ان هيل اوحى الى احد محدثيه الى اهمية الوفاق اللبناني حول شخصية الرئيس وأن يحظى بقبول غالبية الكتل السياسية والا يكون مزعجاً ومقلقاً لـ”حزب الله”. ويضيف :”ان الشخصية التي كانت تستمع بدهشة فهمت من هيل ان الروحية التي شكلت وفقها الحكومة والبيان الوزاري بعدها فلا يمكن القفز فوق رغبة فريق سياسي كبير يمثله حزب الله”.
في اللقاء الثاني الذي عقده هيل حرص على تصريح يوضح فيه هدف جولته التي اعتبرها بروتوكولية، وتأتي بعد نيل الحكومة الثقة وبدء ممارستها لمهامها التنفيذية وألمح في شق من تصريحه الى ضرورة الوفاق اللبناني حول شخصية واسم الرئيس العتيد.
قبل عودة هيل من واشنطن بأيام شهد الصرح البطريركي لقاءين مطولين بين البطريرك الراعي وقيادات سياسية من جهة وشخصيات عامة من جهة ثانية. ورغم ان احد اللقاءين صدر بعده بيان حول فحوى ما دار فيه الا انه شهد خلوة جانبية بين احدى الشخصيات والبطريرك الراعي والذي تجمعهما صداقة متينة وتعود لما قبل تولي الراعي سدة البطريركية، وتنقل هذه الشخصية عن الراعي تأكيده ان الاستحقاق الرئاسي هو اولوية الصرح ولا يمكن القبول بأي شكل من الاشكال بعدم اجراء الاستحقاق او الالتفاف على اجرائه مهما كانت الاسباب او الحجج او الذرائع.
وأكد الراعي لمحدثه انه سيبدأ بمشاوراته مع كل القوى السياسية ولا سيما المسيحية منها بشكل مباشر او عبر لجنة سياسية لتأمين الحضور الالزامي للنواب المسيحيين عند بدء دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسات انتخاب الرئيس بعد 25 آذار. كما ان الراعي سيرمي الحرم الكنسي على كل نائب مسيحي وفي هذا الإطار تذكر الشخصية موقف الراعي الذي كان يقدم في الاولوية اجراء الاستحقاق الرئاسي في وقته على تشكيل حكومة سلام وبعد تشكيلها صار اكثر حزماً واصراراً لانتفاء حجج عدم التوافق.
في المقلب الآخر أعدّ الرئيس بري العدة لتنفيذ الشق المتعلق بالمجلس في الاستحقاق. ويعمل الرئيس بري على ثلاثة خطوط اولها استكمال المشاورات اللازمة لتأمين النصاب قبل حتمية انعقاد المجلس في 15 ايار المقبل بشكل دائم وقبل 10 ايام من انتهاء الولاية الرئاسية دستورياً. وكي لا تتكرر تجربة العام 2008 عندما دعا الى 25 جلسة لم تنعقد بسبب النصاب. وهذا الخط يتضمن شقين : الاول اجراء مروحة اتصالات واسعة لتشمل كل القوى السياسية للوقوف على رأيها في الاستحقاق والثاني: تشكيل لجنة التواصل الثلاثية التي ستمهد بدورها للقاءات اقطاب ثنائية بين الرئيس بري والاقطاب الفاعلة.
والخط الثاني الذي سيعمل عليه بري هو خط المشاورات الداخلية ضمن احزاب وقوى 8 آذار اذ يشكل الوزير علي حسن خليل نقطة وصل بين خلية الازمة في 8 آذار والرئيس بري والتي ستطلعه على نتائج لقاءاتها.
والخط الثالث بدأ فعلاً منذ ايام بلقاءات اقطاب ثنائية في صفوف 8 آذار بعيداً من الاضواء وكان الرئيس بري طرفا في احدها.
البلاد دخلت فعلاً في فترة الاستحقاق الرئاسي بشكل فعلي وبدأ كل فريق المهمة الاصعب وهي البحث عن مواصفات الرئيس العتيد وتعريفها وتوصيفها مع وجود حديث دولي جدي بالموافقة على ما ما يتفق عليه اللبنانيون، والمرحلة الثانية وهي اكثر صعوبة ايجاد اسم المرشح الاساسي والخيارات البديلة.

السابق
بكركي تحدّد مواصفات رئيس الجمهورية العتيد
التالي
10 الى 20 لاجئ سوري سيصلون الى بريطانيا غدا