زهرا: اقتربت نهاية تجربة حزب الله لأنه لا يمكن أن يحكم بالقوة

انطوان زهرا

رأى عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا حديث عبر قناة “المستقبل” أن “القوات ليست من بين الذين أعطوا الثقة للحكومة”، مشيرا الى أن “هناك فريقا أعطى الثقة وفي يده سكاكين خلف ظهره وفريق آخر أعطى الثقة لكنه أعزل ومن دون سلاح لذلك لا يمكننا أن نساوي الفريقين داخل الحكومة فهناك فريق مسلح وآخر غير مسلح، وما لفت في جلسة مناقشة البيان الوزاري هو الكلام الجميل وكثافة المتكلمين بعضهم لتبرير المشاركة، والبعض لتأكيد ربط النزاع والبعض عن معاناة الذين يتكلمون عن بناء الدولة في لبنان”.

وأضاف: “في اليوم نحن امام مأزق حقيقي من بعد تجارب عدة مع حزب الله واتجاه سلاحه الى الداخل اللبناني وممارسة الغلبة على اللبنانيين، انتقل السلاح الى خارج لبنان وليس باتجاه اسرائيل”.

وتابع:”خطف ميشال الصقر فتحركت زحلة وهددت المناطق المسيحية بالتحرك وحوصرت عرسال فتحركت المناطق ذات الغالبية السنية، فهل هذا ما دخلنا فيه بعد 14 اذار 2005 وتجاوز الطوائف والشعور الوطني وبناء الدولة؟ فألى اين اخذنا حزب الله في ممارساته في سوريا ولبنان وعلى صعيد العالم العربي؟”.

واشار الى أن “الجيش السوري النظامي اقفل كل الممرات الا باتجاه واحد مع الحدود اللبنانية وذلك فقط من اجل نقل الفتنة الى لبنان”، سائلا:” هل تأليف الحكومة من دون انسحاب حزب الله من سوريا وتكبير دفع ردود الفعل الطائفية والمذهبية الى قمة الشعور بالذنب هل سيحل المشاكل السياسية؟”.

وأضاف: “لدينا عتب كبير على من أعطى للحكومة اسم حكومة المصلحة الوطنية، واذا هذا كان شكلها للمصلحة الوطنية لماذا انتظرنا 10 أشهر لتأليفها؟”. ولجنة البيان الوزاري بدورها عقدت 10 جلسات وضيعت شهرا آخر ودخلوا في سجال دستوري حول طبيعة مهلة الشهر وهل هي اسقاط او حث؟ واستصدرت فتاوى دستورية لا تليق (برأيي) بمن قالها حين حسمت انها مهلة اسقاط وكأن من وضع الدستور كان غبيا عندما تكلم عن الظروف التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، ثم انجزت التسوية حول البيان وهي اظهرت انه كان بالامكان افضل مما كان”.

وتابع:”عتبنا الوحيد على حلفائنا في 14 آذار لانه كان الأفضل ان نحصل على اعلان النوايا قبل تأليف الحكومة وذكر اعلان بعبدا وليس كما ذكر في البيان الوزاري وعدم اعطاء الشرعية للمقاومة التي أصبحت غير شرعية بعدما خرجت عن الدولة. وفي الواقع ازيل ضلعان من الثلاثية الذهبية وهما الشعب والجيش وبقية المقاومة للمواطنين وحزب الله قادر اليوم ان يقول ان هناك مقاومات عدة ولا يمكن ان يسيطر عليها لذلك قد يكون ذلك حجة ليقول ان لا دخل له في كل الأمور التي تحصل وينزع يده منها، وحلفاؤنا في الحكومة يمكنهم ان يستعينوا بدورنا المتصلب ويمكنهم الاستعانة بنا واستشارتنا”.

وأضاف:” قال النائب حسن فضل الله إن المقاومة وجدت لتواجه قوى دولية ومشاريع ولم يقل لمواجهة اسرائيل وتحرير لبنان وهذه مرت مرور الكرام في المناقشات. أنا سألت عبر وسيلة اعلام عربية: لماذا تأتون الى جلسة المناقشة وانتم لن تعطوا الثقة”. فأجبت:”بالعكس يجب ان نكون موجودين لان المعارضة هي اساس في الحياة الديمقراطية وسنسأل اذا كانت هذه الحكومة فريق عمل متضامنا فواجبنا ان نهنئها بالنصر في يبرود وحصار عرسال، واذا لم تكن فريق عمل متضامنا فبأي حق تطلب الثقة من المجلس النيابي؟ ويجب ان نكون واضحين وصريحين لانه بالتكاذب لا يمكن ان نبني وطنا”.

وشدد على أنه “باستثناء تجنب أنه ( لا سمح الله) تعثر انتخاب رئيس جمهورية وتسلم سلطة فئوية صلاحيات الرئاسة وباستثاء أنه يجب التخلص من حكومة انقلابية تصرف وزراؤها خارج اطار اي محاسبة او مسؤولية فليس هناك مبرر او دافع آخر يدفع الى الموافقة على مشاركة حزب الله الذي يستعمل هذه المشاركة لتغطية استمراره في ما يقوم به من دون الاخذ في الاعتبار اي مصلحة للبنان وللدولة اللبنانية وللشعب اللبناني”.

وشدد على أننا “حريصون على اجراء انتخابات رئاسية وليس تعينات رئاسية، وكل القوى المسيحية بأحزابها متفقة على أننا لن نقبل أي تسوية من الخارج. وانا متأكد ان الرئيس الحريري سيسعى معنا لدعم مرشح من 14 آذار وسنسعى الى ايصاله. وواجبنا السياسي الا نترك احد من 8 آذار يصل الى الرئاسة، وانا كقواتي سأقوم بكل جهدي لكي نوصل الدكتور سمير جعجع، واذا لم يكن هو فأي شخص من 14 آذار، واستطلاع المناخات العامة جيدة جدا وقوى 14 آذار تتمتع بعدد نيابي اكثر من 8 آذار لذلك من يدري”.

وأضاف:” إن جميع النواب أكدوا الحضور الى جلسات التصويت وهناك اجماع على ان الحضور هو واجب وطني”.

وردا على سؤال عن تهديد البطريرك الراعي بالحرم الكنسي لكل نائب لا يحضر جلسة انتخاب الرئيس قال:”نحن نتعاون مع بكركي ونحضر الاجتماعات فيها لاتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده ولكن هذا الكلام لا اعتقد انه يجوز في هذا الزمان وفي القرن الواحد والعشرين”.

وردا على ما كتب عن أن “القوات” تغازل “حزب الله”، قال زهرا: “أتأمل من الذي يريد ان يكتب عن القوات عليه ان يعرف القوات. فالقوات لا ولاء لها إلا لربها وضميرها ووفائها لحلفائها ومشروعها السياسي وهذا ما يجمعنا بحلفائنا. حصل انزعاج من الحلفاء بسبب مسألة المشاركة في الحكومة وذلك كان بسبب عدم طلب اعلان النوايا قبل المشاركة”.

وأضاف: “الأهم بكلام النائب ستريدا جعجع انها قامت بمقارنة، وانهت مداخلتها بمطالبة حزب الله تقديم سلاحه كما فعلت القوات والا لا يمكننا ان نتفاهم، فأين الغزل بذلك؟ وما فاتها لستريدا ذكره النائب ايلي كيروز وفند كل الاخطاء التي اتركبها حزب الله وعددها بشكل علمي وجميع نواب القوات تكلموا بنفس الاتجاه”.

ورأى أن “هناك حتميات تاريخية لا بد من الانتباه لها، فبعد فشل التجربة المارونية السياسية منذ اعلان لبنان الكبير، فهناك موضوع هو الاساس في لبنان وهو تشكيلة الكيان والتنوع الطائفي، والمشكلة التي نعانيها هي محاولة طائفة السيطرة على الحكم، والسياسة المارونية أوصلت الى حرب أهلية، والى حد ما قد تتكرر التجربة بعد مصادرة الجيش ووضعه في مواجهة فريق وتوريطه بعدائية لبعض اللبنانيين”.

وختم:”اليوم نعيش التجربة الشيعية وحزب الله لا يقبل التعلم من تجارب الآخرين واقتربت نهاية تجربته لان بالقوة لا يمكنه أن يحكم”.

السابق
اللبناني عبد الغني رمضان يحترف في مانشستر سيتي الإنكليزي
التالي
بلامبلي رحب بالهدوء السائد في الجنوب:لإحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه