«غموض» حول عملية شبعا المُتقَنة

استعادت الحدود الجنوبية هدوءها بعد العملية التي اتّهمت اسرائيل “حزب الله” بتنفيذها داخل مزارع شبعا اللبنانية وأشارت الى جرح 3 من جنودها فيها، في وقتٍ أكّدت فيه مصادر أمنية لـ”النشرة” أنّ العملية نُفّذت بإتقان أمني وعسكري، معربة عن اعتقادها بأنّ الخسائر الاسرائيلية أكثر بكثير ممّا أعلنت عنه واعترفت به.

وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم، في حديث لـ”النشرة”، أنّ العملية تؤكد أنّ المقاومة حاجة وضرورة وطنية لبنانية  طالما أنّ إسرائيل ما تزال تحتلّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من الغجر، داعيًا وزارة الخارجية اللبنانية إلى تقديم شكوى إلى مجلس الامن الدولي لإدانة اسرائيل على اعتداءاتها  الاخيرة ضد المناطق اللبنانية في العرقوب وكفركلا.

أسئلة مشروعة..

إزاء ذلك، تُطرح أسئلة مشروعة حول العملية التي لم تتبنّاها أيّ جهة حتى الساعة، خصوصًا حول ما إذا كان التطور الامني المفاجئ الذي حصل على الحدود اللبنانية بعيد تفجير عبوة ناسفة مساء الجمعة  بدورية اسرائيلية مؤللة داخل الاراضي اللبنانية في مزارع شبعا كان يهدف فعلا الى خطف جنود اسرائيليين. أكثر من ذلك، هل أدت العبوة حقيقة إلى تضرر سيارة جيب من أصل عدة مركبات كان يضمها الموكب العسكري الاسرائيلي الذي كانت مهمته الاستطلاع والمراقبة وجرح 3 جنود فقط؟ ولماذا سارعت القيادة العسكرية الاسرائيلية إلى إجراء اتصالاتها على أعلى المستويات مع قيادة قوات “اليونيفيل” لمنع التصعيد الاضافي كما أسمته على الحدود؟ وبالتالي لماذا  جاء الرد الاسرائيلي  باهتًا وضعيفا ببضعة قذائف محدودة داخل المزارع اللبنانية في بسطرة وحلتا كي لا تشكل خطرا على  الامور بما يمنع السيطرة والامساك بزمامها؟

تثبيتٌ لمعادلة الردع..

برأي مصادر أمنية لبنانية، فإنّ العملية التي حصلت يوم الجمعة هي هامة ونوعية نظرا الى حساسية وجغرافية المنطقة التي حصلت فيها في مرتفعات مزارع شبعا ودخول من نفّذوا العملية اليها متخطيين الشريط الشائك والأسلاك الكهربائية وآلات الرصد العالية التقنية المنصوبة في المنطقة وأبراج المراقبة داخل المواقع وعدم اكتشافهم من قبل الجنود  الاسرائيليين او من حيث تفجيرهم للعبوة على طريق تسلكها آليات اسرائيلية كدلالة على الخبرة العالية التي يتمتع بها من خطط ونفّذ العملية.
وفيما تستبعد المصادر أن يكون هدف العملية خطف جنود إسرائيليين “حتى لو كانت المقاومة من تقف وراءها”، ترجّح أن يكون الهدف منها “إيصال رسالة أمنية عسكرية واضحة للعدو بأنّ المقاومة تستطيع أن تصف إلى عقر داره وعمق مواقعه”، وبالتالي فإنّ المقصود هو إبقاؤه بحالة قلق وإرباك.
وتؤكد المصادر أنّ “مسارعة العدو إلى إجراء اتصالاته مع قيادة اليونيفيل للتخفيف من حدة الاحتقان والتصعيد مع لبنان  يشير إلى أنّ العملية، أيًا كان من يقف وراءها، ثبّتت معادلة الردع”، لافتة إلى أنّ الاتهام الاسرائيلي لـ”حزب الله” بالوقوف وراءها مردّه إدراكه أنّ المقاومة باتت تمتلك أسلحة متطورة، كما أنّها باتت متفوّقة على إسرائيل على الصعيدين الأمني والاستخباراتي.

 

السابق
«حزب الله».. الدولة والمواطنة
التالي
اشكال في كورنيش المرزعة