هل تنشأ دولة اسلامية في الشمال السوري؟

في وقت تحدث فيه الاعلام السوري المعارض عن أكثر من ثلاثة الاف قتيل في المواجهات المستمرة بين تنظيم “داعش” من جهة وسائر التنظيمات المعادية له من جهة ثانية، كشف زوار العاصمة السورية أن النظام وأجهزته العسكرية باتا على يقين من تقاطع المعلومات الواردة اليهما بأن جبهة “النصرة” تعمل على تصفية التنظيم لاهداف تصل بحدودها المضمرة إلى أبعد من عملية تصفيات بين مجموعات مسلحة، بل تتصل بمشروع اقليمي ودولي في محاولة للسيطرة المطلقة على شمال سوريا وجميع المعابر مع تركيا لاعادة تحريك ملفات كردية واعادة رسم خريطة جغرافية تأخذ بعين الاعتبار انشاء دولة سنية تأخذ بطريقها قسماً من الأنبار العراقية تمهيداً لنقل عدد من الفلسطينيين اليها بحيث تكتمل معالم هذه الدولة في حال نجاح هذا المشروع.

ويبدو أن تسريب هذه المعلومات والتثبت من صحتها دفعت بالنظام السوري إلى تحريك جبهة حلب وريفها والبدء بمحاولة الحسم العسكري رغم صعوبته في هذه المرحلة بالذات، نظراً لعدة عوامل ليس أولها فتح معركتي الغوطة الشرقية والقلمون لحماية العاصمة دمشق وابعاد الخطر العسكري والأمني عنها ولا آخرها وجوب انتظار التسويات بين قادة المحاور، وهي تسويات أعطت نتائج ايجابية لمصلحة النظام، بيد أن السيطرة انتقلت اليه في أكثر من مدينة وموقع فضلاً عن ما حققته في مخيم اليرموك الواقع على تخوم العاصمة، ناهيك عن المنطق العسكري الذي يقول بضرورة تفريغ أكبر عدد من العناصر العسكرية والأمنية لحماية المراكز الاستراتيجية في العاصمة وريفها.
غير أن سخونة المحاور الممتدة على تلال يبرود دفعت بالاعلام الغربي إلى تسليط الضوء على هذه البقعة الجغرافية، خصوصاً أن هؤلاء الزوار ينقلون عن القيادة العسكرية أن معركة يبرود ليست بالسهولة التي يفتكرها البعض وإن كانت غير مستحيلة، فمعركة التلال المحيطة بالمدينة المحاصرة لم تحسم بالكامل بعد في ظل واقع ميداني يؤكد صعوبة معركة التلال أو ما تبقى منها أي التلتين الرابعة والخامسة باعتبارهما يشكلان الحلقة التي تسقط المدينة عسكرياً وليس ميدانياً بحسب التعبير.
ويؤكد هؤلاء أن الصعوبة تكمن في جغرافية المنطقة أولاً وبكثافة عدد المسلحين وتحصيناتهم وتدريباتهم المتقدمة ثانياً، فجغرافية المنطقة تسمح باقامة الكمائن المتبادلة والقيام بأعمال التسلل فضلاً عن طبيعتها التي تسمح بالرؤية إلى مسافات بعيدة تساعد على التهديف المباشر، أما كثافة أعداد المسلحين فتصل، بحسب هؤلاء، إلى الاربعة الاف مقاتل من بينهم أكثر من ألف أجنبي من أصحاب الخبرات القتالية والعسكرية، اضافة إلى عدد من الخبراء العرب والأجانب، ناهيك عن المقاتلين المحليين الذين انتقلوا من القصير ومن حمص ومن سائر مناطق الريف الدمشقي التي تعرضت لعمليات المصالحة أو الحسم العسكري.
ولا يستبعد هؤلاء أن يكون التلويح بفتح معركة درعا والجنوب من باب التهويل خصوصا أن عوامل المعركة لم تكتمل بعد، لا من الجهة السياسية ولا من الوجهة العسكرية، بالرغم من دخول اسرائيل على خط المواجهة من خلال الغارات التي شنتها بداية الاسبوع أولاً وعبر اعلان قرية الغجر في الجولان السوري منطقة عسكرية، في خطوة وصفها المتابعون بالامعان بالتهويل وتسعير الحرب النفسية، لا سيما بعد الكمين الذي نفذه الجيش السوري وشكل رسالة نارية إلى الداخل والخارج في نفس الوقت.

السابق
ذوو الإحتياجات الخاصة يزرعون أرنون
التالي
غارة للطيران السوري على منطقة خربة يونين التي تربط فليطا بعرسال