النظام يستعد لاقتحام يبرود … وواشنطن تشدد على الكيماوي

القلمون

تستعد قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من «حزب الله» لاقتحام مدينة يبرود الاستراتيجية في القلمون قرب حدود لبنان، في وقت اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ونشطاء أن قوات النظام وميليشيات موالية في الغوطة الشرقية لدمشق ارتكبت مجزرة أول من أمس، مؤكداً أن القتلى الـ 175 الذين أردتهم هذه القوات «مدنيون كانوا يهربون من الجوع والقتل العشوائي». (للمزيد)
في غضون ذلك، حضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) النظام السوري على «تسريع» إخراج ترسانته الكيماوية، بعدما ربط وزير الخارجية السوري وليد المعلم الوفاء بالبرنامج الزمني بـ «عدم تسييس» الملف الكيماوي و «الظروف الأمنية» في سورية.
وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام السوري: «واصلت وحدات الجيش عملياتها في يبرود في القلمون، ويستعد الجيش السوري للشروع بمرحلة جديدة من خطته، وهي التقدم العسكري البطيء نحو المدينة من أطرافها، وبالأخص بعد السيطرة على تلتين أساسيتين مقابلتين ليبرود». وأشار مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» إلى «أن العمليات العسكرية في منطقة يبرود وما حولها تتم في شكل تدريجي بحسب الخطة الموضوعة حتى الانتهاء من التواجد المسلح فيها». وأضاف المصدر أن «مجموعة من التلال أصبحت تحت سيطرة الجيش، وبالتالي فإن المعابر التي يستخدمها المسلحون للإمداد هي إما تحت سيطرة الجيش أو تحت هدف نيرانه». وبدأت القوات النظامية هجوماً بمشاركة عناصر من «حزب الله» اللبناني على يبرود منذ نحو ثلاثة أسابيع في محاولة للسيطرة عليها.
إلى ذلك، اتهم «الائتلاف» ونشطاء ومنظمات حقوقية، نظامَ الأسد وقوات «حزب الله» بارتكاب «مجزرة دموية» راح ضحيتها 175 مدنياً في الغوطة الشرقية لدمشق. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أفادت أنه «بناء على معلومات استخباراتية» قتلت وحدة من الجيش النظامي «أفراد مجموعة إرهابية مسلحة» في الغوطة الشرقية بريف دمشق. لكن «الائتلاف» أوضح أن «الناجين من المجزرة أكدوا أن الشهداء كانوا من المدنيين العزل الذين غامروا بحياتهم من أجل الوصول إلى مكان آخر يتوافر فيه أبسط متطلبات الحياة (…) هرباً من الجوع والقتل العشوائي»، مطالباً الأمم المتحدة بـ «إجراء تحقيق في مجريات هذه المجزرة الدموية».
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بتعزيز مساعدتها لنظام الأسد، وقال لتلفزيون «أم أس أن بي سي» إن «ما يفعله (الأسد) شائن، لا يتصوره عقل، غير مقبول، معيب، جبان، وشنيع. جميعنا نعرف ذلك، الجميع يعرف ذلك». واتهم روسيا بأنها «تشجع مغالاة» الرئيس الأسد. وقال: «بصراحة، روسيا تعزز مساعدتها للأسد. لا أرى أن ذلك بنّاء بالنسبة إلى الجهود المبذولة لحمله على تغيير رأيه وأن يقرر أن عليه التفاوض بحسن نية». وأشار إلى أنه سيلتقي مجدداً نظيره الروسي سيرغي لافروف في روما في السادس من آذار (مارس) المقبل على هامش مؤتمر دولي حول ليبيا.
وأكد كيري مجدداً أن أوباما «يعيد باستمرار دراسة الخيارات المتوافرة». وقال إن «الرئيس (أوباما) لا يستبعد أي خيار». لكنه قال: «هناك حدود لقدرة كل أمة على أن تخرج فجأة على العالم وتستخدم القوة عندما تشاء».
وعلى صعيد الملف الكيماوي، أفادت «سانا» أن المعلم التقى المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ وبحثا «التقدم الذي تحقق في برنامج إزالة الأسلحة الكيماوية في سورية، وأكد التزام سورية بتعهداتها مع الآخذ في الاعتبار عدم تسييس العملية ومراعاة الظروف الأمنية التي تمر بها سورية».
في واشنطن، حضت وزارة الدفاع الأميركية النظام على التحرك في شكل أسرع بوعده لتسليم الكيماوي، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الكولونيل ستيف وارن: «حتى الآن تم شحنها دفعة واحدة فقط من المواد الكيمياوية الأكثر سمية للحكومة للخروج من البلاد»، وإن دمشق لم تلتزم بموعدين لإخراج مواد كيماوية من البلاد. وكانت كاغ أعلنت أول من أمس إخراج دفعة من غاز الخردل من ميناء اللاذقية غرب سورية. غير أنها قالت إنها «تتطلع» كي يتم إخراج ما تبقى من الترسانة «في طريقة آمنة وسالمة وفي الوقت الملائم وبطريقة منتظمة وممنهجة»، وإنها «تشجع الحكومة على الحفاظ على الزخم» لتنفيذ القرار 2118.

السابق
بوتين بين فكي كماشة بسبب نزاع أوكرانيا والأزمة السورية
التالي
السياسة : الحريري في لبنان بين 25 آذار و25 أيار