عيد: أعطينا مهلة 48 ساعة لنبرد الشارع العلوي

جدد الأمين العام للحزب “العربي الديمقراطي” رفعت عيد، خلال مؤتمر صحفي عقده في منزله في جبل محسن، الإعلان أن الحزب سيتبع أهالي الجبل وخصوصا أهالي الضحايا في ما يقررونه.

وفي مستهل المؤتمر، أعطى الكلمة لأحمد عاصي، و”هو مدير مكتب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي وشقيق الشهيد طالب عاصي، سيعبر عن هذه المجموعة وأعود وأتكلم بإسم الحزب”.

وقال عاصي: “باسمي وباسم أهالي الضحايا الذين سقطوا أبرياء مظلومين في شوارع طرابلس، هذه المدينة التي نعتز بإنتمائنا إليها، وأنا أسأل أما أصبحت في زمن وفي وقت من الأوقات مدينة تأكل أبناءها؟ باسم هؤلاء الثكالى واليتامى وباسم الدموع التي ذرفناها على قبور الأحبة الذين شعرنا بالغربة عندما رحلوا وتركونا. لقد غلبنا منطق العقل على منطق العاطفة، وجئنا الى منزل الأستاذ الأخ رفعت عيد والإخوة في الحزب العربي الديمقراطي، وتمنينا عليهم تكريس ما تربينيا عليه، وما تعلمناه في مدرستنا الإسلامية الإمامية العلوية، هذه المدرسة التي تنطلق من القرآن الكريم ومن تعاليم رسول الله”.

أضاف: “الله سبحانه وتعالى، عندما قال “من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا”، فلا يسر في القتل. تمعنا في هذه الآيات الكريمة، فوجدنا أن الله أعطانا كأولياء الدم – كما شاعت التسمية – أنه أعطانا السلطان بدم الأبرياء الذين سقطوا ووجدنا ان الإمام علي قال “السلطان الفاضل هو الذي يحرص على الفضائل”، وبحثنا عن هذه الفضائل فوجدنا أن من الفضائل حفظ السلم الأهلي في طرابلس، وتكريس منطق العيش المشترك، وعدم سفك دماء الأبرياء. وأستذكر هنا عندما سألني المحقق أحد المحققين في قضية إغتيال أخي الشهيد طالب عاصي: لماذا ادعيت على شخص واحد ولم تدع على باقي المجموعة؟ فكان جوابي أن اخي الشهيد رحمه الله قضى مظلوما ولا أريد أن أظلم بدمه أحدا، ومن هنا ادعيت على واحد من هذه المجموعة الذي تأكدت أنه هو الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة”.

وتابع: “إنطلاقا من هذه المدرسة ومن هذه القيم، جئنا الى منزل الأخ الأستاذ رفعت عيد وتمنينا، وأدا للفتنة وحقنا لدماء الأبرياء، وإفساحا في المجال لهذه الحكومة العتيدة التي تشكلت منذ فترة، وإيمانا منا بمنطق الدولة نحن كمسلمين علويين لا يحمينا إلا منطق الدولة مؤسسات الدولة، وإفساحا للمجال لهذه الحكومة العتيدة ووضع المسؤوليات في نظامها، هذه الحكومة نحن نعتز ونفتخر برئيسا العتيد تمام سلام الذي هو إبن إنسان كان من رجالات الإستقلال لدينا كامل الثقة به إفساحا للمجال، لتأخذ هذه الحكومة مجرى العدل طلبنا من الأخ ومن الإخوة في الحزب العربي الديمقراطي عدم الإنجرار الى فتنة أرادها منفذو هذه الجرائم ، من نفذ هذه الجرائم، واغتال الأبرياء في شوارع طرابلس أكيد هذا لا يريد الخير لا لطرابلس ولا ولأهلها، فلماذا ننجر معه الى حيث يريد”.

ولفت “من هنا طلبنا من الأخ الأستاذ رفعت عيد والإخوة في الحزب العربي الديمقراطي لعدم الإنجرار وراء هذه الفتنة، وتفويت الفرصة على المصطادين بالماء العكر، أيضا هناك أجواء للمصالحة الوطنية في كل لبنان، بدأت وعلينا أن نستبشر الخير. بدأت بتشكيل هذه الحكومة، لندع المجال أمام الجيش أمام هذه الحكومة بوزاراتها الدفاع والداخلية والعدل لتقوم بواجبها ونتوجه بالحديث الى إخواننا أهل طرابلس الذين نعتب عليهم كثيرا، نعتب على عقلاء طرابلس الذين أصبحوا في وقت من الأوقات شهود زور على ما جرى معنا، نحن مع إستكمال التحقيقات في تفجير المسجدين، وفي السيارات المفخخة في الضاحية وفي الهرمل أيضا، بإستكمال التحقيقات وبشكل سريع حول هذه العصابات عصابات الموت والإجرام التي تعبث في طرابلس فسادا وتقتل الأبرياء من أهالي جبل محسن”.

وقال: “فلتقم الدولة بواجبها، وليقم الجيش الوطني الذي لا نكن له إلا كل محبة وإحترام، ولدينا كامل الثقة به”، كاشفا “طلبنا من الأستاذ رفعت عيد أن لا ينجر الإخوة في الحزب العربي الديمقراطي الى مثل هذه الفتنة العمياء لأننا مؤمنون أن هذه الدولة ستقوم ولو على حساب دمائنا”، آملا من الله أن “تثمر دماء الشهداء الذين سقطوا سلاما ومصالحة وطنية في كامل لبنان…أكيد جرحنا بالغ، ومن قضى من الإخوة لن يعوض ولكن المصلحة الوطنية هي الأهم. لبنان أهم. نريد أن نعيش بسلام نمد يدنا لجميع الناس، ونقول نريد أن نعيش بسلام هذه رسالتنا أبلغنا للأخ رفعت عيد وأبلغناها للاخوة في الحزب العربي الديمقراطي، تمنيا عليهم تفويت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر، تمنيا عليه أن دماء الشهداء التي روت مدينة طرابلس أن يجعل من هذه الدماء ماء زكيا يسقي ورود المصالحة الوطنية في كافة لبنان. ليس فقط في طرابلس”.

وتمنى على عيد والإخوة في “الحزب العربي الديمقراطي” أن “يلبوا هذا النداء، لا نريد للأبرياء أن يسقطوا جزافا في شوارع طرابلس، نعتب على طرابلس، على مفتي طرابلس وقضاة طرابلس والمجتمع المدني في طرابلس، نعتب عليهم لا نرديكم أن تكونوا شهود زور، نريد أن تصارحوا الناس بالحقيقة، أن تضعوا الأمور في موازينها هذا ما نريده. ونقول لأهل طرابلس يدنا ممدودة للجميع نحن في هذه المدينة من أصل هذه المدينة، وتمنينا على الأستاذ رفعت عيد أن لا ينسى هذه الحقيقة وهو لا ينسى نحن من وسط هذه المدينة، وسنبقى في هذه المدينة، ونسأل الله الرحمة للشهداء الذين سقطوا”.

عيد

من ناحيته أكد عيد أن “التعدي على أبناء الطائفة العلوية لم يعد يحتمله أبناء الجبل، وقال: “يجب أن توضع النقاط على الحروف، يعني بالمبدأ أنا أعطيت 48 ساعة لتحديد موقف الحزب، والذي هو حزب لبناني، ولا يريد إلا أن يكون تحت سقف الدولة، ولكن هناك تقاعص كبير من الدولة، والآن أريد أتكلم في هذا الموضوع، ولكن قبل كل شيء أنا قطعت وعدا لأبناء الجبل، وسأعمل ما يريدون والقرار لهم. ولم أجد بكل صرحة أفضل من شقيق شهيد يعبر عن رأي هذه الأناس الذين تعرضوا للرصاص في أرجلهم، ولدينا ثلاثة شبان اغتيلوا في وضح النهار أمام الدولة، ولم يتدخل احد مع ان الأسماء معروفة والجهات معروفة والأجهزة التي تديرهم معروفة”.

أضاف: “نحن كما يقال “أدينا قسطنا للعلى” في موضوع ضبط الشارع. والجميع يعرف هذا الموضوع. إن كانوا أمنيين أو سياسيين”، آسفا أنه “لم نشهد أي إستنكار على مستوى من الشارع الطرابلسي”، سائلا “الى أين سنذهب؟ يقال الآن أن سماحة السيد، والشيخ سعد سيجلسون معا، فماذا نكون نحن أهل طرابلس؟ ماذا نفعل؟ هل نستمر في قتل بعضنا بعضا؟”.

وتابع “أنتم تريدون الحقيقة، نحن نريد الحقيقة أكثر منكم. يوجد كثير من شباب وسياسيين في المدينة، وفي تيار المستقبل يقولون إنهم يريدون الذهاب الى المجلس العدلي يعني القضاء. نحن نضم صوتنا الى صوتكم، ولكن دعونا نضم ال63 شاب الذين أصيبوا بالرصاص، والشهداء الثلاثة الذين ماتوا بغدر كذلك الى المجلس العدلي من أجل أن يأخذ الجميع حقهم، ألا تريدون الناس جميعا أن تأخذ حقها؟ نحن متأكدون من براءتنا، والدولة كلها تعرف أننا كحزب عربي ديمقراطي بريئين من هذه التهمة دون إستثناء، وأنا أعلم ماذا أقول، والجميع يعرف ما دلينا من دلائل تورط الذي حاول توريطنا”.

واردف “وأريد أن أسأل سؤالا آخر. البارحة أحد نواب تيار المستقبل الدكتور أحمد فتفت يقول “إن الذي يطلق الرصاص على الطائفة العلوية هم أناس محميون من الأجهزة الأمنية”، أسألك يا دكتور اليوم، وزارات الأجهزة الأمنية بيد من؟ هل هي بيد سماحة السيد أو الرئيس بري أو المردة أو ميشال عون؟ بيد من هي؟ هي بيدكم إصنعوا خطوة جريئة إذا كنتم مؤمنين بهذا الحديث، وليس لكم أية علاقة بالذي يحصل أزيحوهم يمكنكم أن تغيروهم بشطبة قلم، ما المشكل في ذلك مهما كانت مكانة المسؤول الأمني؟. وصلنا الى مكان لا يطاق لذا أتمنى حفاظا على المدينة، وعلى الدولة، لا تدعوا هذا الشارع يفلت، نصيحة”.

ونبه “عندما أعطينا مهلة 48 ساعة، ألا يوجد عاقل أدرك أننا نحن نبرد الشارع العلوي وأننا إمتصصنا غضب هؤلاء الناس من أجل أن لا نصل الى مكان لا أحد يريده نتيجة عاصفة ممكن أن ينجروا إليها؟ لم يدرك ذلك أحد، بل اعتقدوا أننا سنضرب طرابلس وسنفجر ونقتل، أسألهم هل هذه هي وحدها ثقافتكم، ألا يوجد ثقافة ثانية؟ وأقول لهم لا تعولوا على ثقافتكم ولا تعلقوا الآمال على إستنتاجات خاطئة. فنحن لن نحقق مبتغاكم بضرب مدينة طرابلس، ولكن بنفس الوقت لا أقدر أن أقول أن مشكلة طرابلس إنحلت وبكل صراحة، أصبح هناك حكومة فلتتحمل مسؤوليتها، نحن ذاهبون الى مصالحات إقليمية ودولية، ألم ير أحد هذا الموضوع أنه سينعكس على لبنان، وعلى طرابلس وجميعنا ممكن ان نجلس سويا؟ خففوا على أنفسكم وعلينا. يوجد اليوم مسؤولية أمام تيار المستقبل، وفرع المعلومات كونهم هم البيئة الحاضنة لمعظم شرائح طرابلس فليمارسوا دورهم بالحفاظ على الأمن، نحن مع القضاء وبنفس الوقت نحن مع الجيش”.

ولدى سؤاله عن ال48 ساعة، أجاب: “نحن نتمنى اليوم قبل الغد، أن يعم السلام في كل لبنان والوطن العربي، وبالنتيجة نحن نرى أن هذا الموضوع لن يوصل الى نتيجة إلا البكاء والقهر وصدقا نحن من الأناس الذين شبعوا من الدم والقتل والبكاء، أكيد نحن مع مصالحة وطنية- وطنية وأكيد سماحة السيد معها والشيخ سعد معها، والجميع يرى أننا ذاهبون الى مشكل، وبعدها تبدأ على الصعيد الكبير، ومن ثم تأتي الى هنا، وأكيد سيصبح كذلك وإذا لم تصبح ذلك هل القضية متوقفة على الحزب الديمقراطي، وعلى رفعت عيد وعلى هذه الشريحة لا؟ كفى دفع أثمان”.

وختم: “أكيد هناك موضوع مهم جدا، وأريد قوله عن الشهيد عبد الرحمن دياب، هذا الشهيد أثار غضب الشارع، لأنه شهيد له وزنه، كل الشهداء شهداء، ولكن هناك أناسا لها رمزية. أمس ذهبت الى منزلهم الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورأيت إمرأته وعائلته، وسألت عائلته ماذا تريدون ما هو الحل وهذا الشخص هو محب ومات مظلوما من جهتين، من جهة مجرد إتهام إبنه لم يذهب ليرى إبنه بالسجن مجرد إتهامه، وظلم مرة ثانية بستة وعشرين رصاصة في صدره، وعندما سألت عائلته ماذا تريدون لأفعل لكم؟ أيا يكن مكان العائلة ماذا يقول؟ قالت لي إمرأته لا أريد حربا، أنا لا أريد أي شخص أن يجرح من منطقة جبل محسن بسبب إستشهاد زوجي، هذه الناس ماذا تريد القول لها؟ هل لديها فكر تكفيري أو إرهابي؟ أكيد لا”.

السابق
مقتل سوري اثر شجار في عرسال
التالي
الافراج عن زعيمة المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشينكو