فضل الله: لخطوات تمهيدية تستند إلى فاعليات المجتمع المدني

أكَّد العلامة السيد علي فضل الله، أنَّ كل الخطوات الساعية إلى توحيد الساحة الوطنية والإسلامية، هي خطوات سامية نحترمها، وهي في صلب اهتماماتنا، متعهّداً العمل مع كل الجمعيات والهيئات الهادفة إلى توحيد الساحة الداخلية اللبنانية، طارحاً تنظيم لقاء يضم فاعليات المجتمع المدني، وخصوصاً السنة والشيعة، تطويقاً للفتنة.

استقبل سماحته وفداً من المثقّفين من مختلف الطوائف اللبنانية، ضمّ مهندسين، وأساتذة جامعيين، وأطباء، وفاعليات اجتماعية. وقد طالب الوفد سماحته بالقيام بخطوات جريئة لمواجهة الفتنة السنية ـ الشيعية التي يُعمل لها في لبنان.

وتحدّث الأستاذ وليد عبد الغني باسم الوفد، شارحاً أهمية تشكيل مجموعة ساعية إلى الوحدة والتآلف، تعمل لتحقيق أهداف مشتركة سامية، ليس أقلّها تقديم صورة مشرقة عن الإسلام.

وقال في كلمته: “بات من المحزن حقاً أن تتنامى عناصر الخوف بين بعضنا البعض، فلا نذهب إلى هذه المنطقة أو تلك، انطلاقاً من هذا الخوف”، داعياً إلى مبادرات عملية ضمن صلوات مشتركة، وفي خطب الجمعة، لكي تكون المنابر الدينية منابر مشتركة.

وألقى سماحة السيد علي فضل الله كلمة أمام الوفد، نوّه فيها بالروح الطيبة، والالتفاتة الحكيمة من شخصيات فاعلة في المجتمع، ارتقت وسمت فوق العناوين الطائفية والمذهبية التي يُراد لها أن تتحكّم بواقعنا وحياتنا، حتى لا يُنظر إلينا كمجموعة وطنية واحدة، أو كأبناء وطن واحد، وأمة واحدة، وخصوصاً أننا نعيش في مرحلة يُراد فيها لكل عناوين التمزيق والتفتيت، أن تفرض نفسها علينا.

وأضاف: “كنا نحذر دائماً من عملية صنع الخوف، وخصوصاً في الدائرة الإسلامية بين المسلمين السنة والشيعة، كما كنا نحذر من الخطاب الذي غالباً ما يأخذ هذا الطابع، سواء التفت إلى ذلك المتكلمون والمتخاصمون السياسيون، أو لم يلتفتوا، وكنا ننبه مراراً من استخدام بعض المفردات، كمفردة “التكفير”، وتعميمها بطريقة وأخرى، فإن بعض وسائل الإعلام قد تساهم في تعميق الأزمة، في ما نحن بغنى عن التفسيرات والتأويلات، وعن بعض المفردات التي يتضمنها الخطاب السياسي المعقّد، الذي نستمع إليه في كثير من المناسبات”.

وتابع: “إنَّ الأهداف التي تتحركون من أجلها، وفي مقدمتها توحيد الساحة وطنياً وإسلامياً، هي أهداف سامية ونحترمها، وهي في صلب اهتماماتنا، ونحن على استعداد للتعاون معكم في سبيل تحقيقها، ولكن من خلال خطوات مدروسة وحكيمة، فنحن لا نريد أن نثير أحداً، أو أن نتصدى بطريقة انفعالية لهذا الطرف أو ذاك، ولكننا نسعى لحماية أهلنا من هذه العصبيات المخيفة التي تقتحم ساحتنا، وهذه المهمة غير سهلة، وتحتاج إلى متابعة وسهر، وإلى عمل يتجاوز الجوانب الشكلية، ويُحدّق في المضمون”.

وقال: “إنّ الأزمة في الأساس هي أزمة سياسية تتغذى من أزمات أخرى، ولا سيما ما يجري في سوريا، وعلينا القيام بخطوات تمهيدية، من خلال تنظيم لقاء عام يضم فاعليات من المجتمع المدني، وخصوصاً من المسلمين السنة والشيعة، ليتم التواصل بعد ذلك على المستوى الشعبي. ونأمل أن تساهم الحكومة الجديدة في توفير الأجواء المناسبة للقاءات من هذا النوع، كما نأمل من الجمعيات الأهلية والشبابية، أن تساعدنا، لنبيّن للناس أن الخلاف السياسي بين الأحزاب والجهات السياسية المتعددة، ينبغي ألا يُفسد قضية الودّ في علاقات الطوائف مع بعضها البعض، ونريد للإعلام أن يُساهم في ذلك، ليضيء على العمل الوحدوي الجامع، بدلاً من أن يعمل على الاستفادة من كل شيء في خط الإثارة والانفعال والغرائزية”.

وجرى الاتفاق في نهاية المطاف على لقاءات تمهيدية بين المؤسَّسات المعنية في مكتب السيد فضل الله، وشخصيات من الوفد، لدراسة الخطوات اللاحقة في هذا الشأن.

السابق
صفا لريفي: الإنسحاب ليس سهلاً!
التالي
’المعلومات’ كادت تحبط الإنفجارين!