تفجيرا بئر حسن غيّرا خطة “حزب الله” في القلمون‎

انفجار

لطالما كانت سوريا هي المحرك الأساس للأحداث في لبنان وخصوصاً في السنوات الثلاث الماضية، إلا أنّ سير المعارك عند الحدود اللبنانية-السورية فرض واقعاً جديداً على الأراضي السورية أساسه حدثٌ أمني استهدف لبنان. فقد شكل الانفجار الذي استهدف مركز المستشارية الثقافية الإيرانية في منطقة بئر حسن عبر سيارتين مفخختين، الدافع الأبرز لتعديل المدى الزمني للخطة العسكرية التي كانت قد وضعتها القيادة المشتركة للجيش السوري و”حزب الله” لمعركة القلمون في سوريا.

فقد شهدت الساعات الماضية حدثين أمنيين، تمثل الأول منهما بإنطلاق سيارتين مفخختين من مدينة يبرود السورية باتجاه الرنكوس لتسلكا طريق السحل-الطفيل وتدخلا الى الأراضي اللبنانية حيث كان هدفهما النهائي في بئر حسن. أما الحدث الأمني الثاني فتمثل باستهداف مناطق في البقاع الشرقي بخمسة صواريخ أرض-أرض مصدرها الأراضي السورية رجحت مصادر أن تكون قد اطلقت من رنكوس السورية، من هذا المنطلق كان لا بدّ من تغيير جذريٍ في سير المعركة التي أعد لها سابقا للقلمون والتي  حددت لها مهلة الستين يوماً كحدٍ أقصى.
هكذا بدأ العد العكسي للمعركة الحاسمة في القلمون، حيث علمت “النشرة” بأن غرفة العمليات المشتركة لـ”حزب الله” والجيش السوري النظامي قررت محاصرة مدينة يبرود بشكلٍ كامل خلال مهلةٍ اقصاها ثلاثة أيام عبر قطع طريق الامداد منها وإليها والتي تصلها بالفليطة وصولاً إلى رنكوس والسحل مغلقاً جميع المنافذ على المجموعات المعارضة المسلحة التي ستصبح مطوّقة داخل المدينة. وهنا، وبحسب المصادر، فإنّ الجماعات المسلحة ستكون خلال عشرين يوماً أمام خيارين إما الإستسلام وتسوية الأوضاع تمهيداً لدخول الجيش السوري، أو ستتم مهاجمة مدينة يبرود واقتحامها على غرار ما جرى في القصير.
وبالتزامن مع هذا التعديل في خطة العمليات، اكدت مصادر لـ”النشرة” أن ليل أمس شهد انجازاتٍ نوعية للجيش السوري و”حزب الله” تمثلت بالسيطرة على أبرز مرتفع إستراتيجي  في بلدة السحل السورية المطلّ على الأراضي اللبنانية. وتم القضاء على مجموعات من المعارضة المسلحة التي كانت تتمركز في تلك المنطقة، كما صدّ الجيش السوري و”حزب الله” محاولةً للتسلل قامت بها إحدى هذه المجموعات بهدف إستعادة هذا التل ما أدّى الى مقتل كل أفرادها.
هذا وأشارت المصادر لـ”النشرة” الى أن المعركة في مدينة السحل ستكون من أصعب المعارك في القلمون نسبة لما تمتلكه هذه الجماعات في هذه المدينة من صواريخ حرارية مضادة للدروع يُقدَّر عددها بـ1500 صاروخا، ولما تمتلكه ايضا من دبابات كانت قد سيطرت عليها في معارك سابقة مع الجيش السوري.
وعلمت “النشرة” بأنّ الجيش السوري و”حزب الله” استطاعا أن يسيطرا على مزارع ريما بشكلٍ كامل، وقاما بإنشاء نقاط ثابتة على أطرافها، بعد أن استعادا بلدة القسطل شمال يبرود.
وتزامنًا مع هذا التقدم الميداني، شهدت بلدة الفليطة وتلة رأس المعرّة واطراف مدينة يبرود ليل أمس قصفاً مركزاً لتضييق الخناق على المعارضة السورية لمنعها من الخروج من هذه المناطق، مشكّلاً بذلك حاجزًا ناريًّا يصبح معه التجّول محفوفًا بالمخاطر.
وفي ظل هذه المتغيّرات والاحداث المتسارعة، وعلى ضوء تشكيل “حكومة المصلحة الوطنية” في لبنان، هل سيتحصن الداخل اللبناني من الحمّى التي تحملها الرياح الإقليمية، “رياح الربيع العربي” التي عصفت في المنطقة منذ ثلاثة اعوام؟ لقد قيل عن الحرب بأنها “لغةً تستدعي السمع”، وفي زمن الحرب السورية بات الحسم مطلباً لبنانياً، من هنا كانت بداية الخطة “ب” التي لجأ إليها “حزب الله” بعد المتغيّرات التي فرضها يوم أمس بكلّ أحداثه الأمنية. فهل ستلجأ المجموعات التكفيرية التي تستهدف المناطق الآمنة في لبنان الى الخطة “ب” الخاصة بها؟ وإلى أين ستنتقل كواليس تحضيراتها لهذه الأعمال الارهابيّة؟

السابق
عندما يُستخدم القانون ضد الانسانية
التالي
قتيل و8 جرحى باشتباكات طرابلس