المعارضة الشيعية: اللّهم اغفر للثنائي

حزب الله و حركة امل
يكفينا نحن أنّ ما كنا نسعى اليه قد تحقق، وأنّ ما كنا نرجوه ونناضل من اجله ها قد وصلتم اليه وتيقّنتم من صحّته واقتنعتم ولو بعد حين من رجاحته. وهذا بالنسبة إلينا غاية المنى وأفضل المرتجى. فلا همّ عندنا بعد ذلك ان ابقيتم علينا كل تلك الافتراءات او ازلتموها في خضمّ ورشة الازالة عن الآخرين، فمن جهتنا لن نطالبكم لا باعتذار ولا حتى بإعادة اعتبار ولن نقول إلا: اللّهم اغفر لقومنا فإنّهم ما كانوا يدرون ما يقولون .

أما وقد حلّ الوئام (بدون وهاب) أخيرا على ربوع الوطن، واقلعت سماء التلفزيونات اللبنانية عن اعاصير الشتّامين والمخوّنين والبذيئين، وابتلعت صفحات الجرائد حبر الأحقاد السياسية منها والمذهبية. وانتشر عبير الحبّ والوطنية على شاشات جدران التواصل الاجتماعي وصفحات المواقع الالكترونية، بحمد الله. يبدو كأنّ لعنة المشعوذين والسحرة قد طردت عن صدر وطننا العزيز أخيرا.

 فهذا اللواء اشرف ريفي قد خلع بدلة “المحور”، وأُنيط اللثام عن “خُطب ومواقف معالي وزير الداخلية القومية والعروبية الداعمة للمقاومة في أحلك ظروفها”، عنينا نهاد المشنوق. وارتفع بذلك عن كاهليه رجس العمالة للامبريالية الاميركية . كذا بقدرة قادر (وهو القادر على كلّ شيء). وارتسمت على محيّا النائب الحاجمحمد رعد ابتسامة عريضة ولا أجمل، بعد طول فراق، وأضحت نشرة الأخبار في تلفزيون “المنار” منارة حقيقية في تعليم دروس الوفاق الوطني والمحبّة بين أبناء الوطن الواحد. فغابت عن أخباره جهود انتقاء الأحداث والتكلّف الذي كان واضحا بين الكلمات والحروف، فيتعبنا ويرهقنا، نحن المستمعين. اليوم صار سلسا عذبا لا عناء فيه،.

ولأنّ هذا الحلم الجميل هو أقرب الى المعجزة الربّانية، نراه اليوم ونتلمّسه ونتمنّى له طول البقاء، وأن يدوم الى آخر الدهر. فلا اريد ان اجهد نفسي وعقلي في الخوض والتفتيش عن سرّه، ولن ابحث عن أسبابه ومسبباته لا الداخلية منها ولا الإقليمية او الدولية. لا لصعوبة في الغوص او لتعقيد في البحث، بل لأمنّي نفسي وروحي أنّ الذي يحدث انما حدث فقط لقناعة عند الجميع بأنّ وطننا يستأهل منّا هذا الحب. وخشية ان ينخدش هذا الحلم الرائع ويتفلت من بين أيدينا في لحظة تفكير. لذا أريد ان اخدع نفسي واوهمها بأنّ كلّ هذا الذييجري من حولنا في الوطن من تحوّل بخطاب وأداء الافرقاء السياسيين، خصوصا لدى الثنائي الشيعي، ناتج عن قناعة حقيقية مستجدّة لطالما كان ينصح بها وناضلت من اجلها شخصيات شيعية، واقلام شيعية، ومثقفون شيعة معارضون لهذا الثنائي.

من اجل هذه النصائح وللوصول الى ما نحن عليه اليوم لطالما تحسسّ هؤلاء الناصحون رقابهم، ودُعي عليهم بالموت بغيظهم، وخُوّنوا، وعُمّلوا (من عملاء)، وسُحبت عنهم بركات الإمام جعفر الصادق فصاروا عراة يتدثّرون عباءة السفير الأميركي جفري فيلتمان (شيعة فيلتمان)، وسُلِخوا عن مناطقهم وأرضهم فما عاد هؤلاء ينتمون الى ضاحيتهم التي عاشوا ولا يزالون، ولا الى قراهم التي أحبّوها وعشقوها.. بل صاروا، بفعل تجرؤهم على النصح، ينتمون الى ضيعة جديدة ومنطقة أخرى لا يعرفونها ولم تطأ قدمهم فيها، قيل لهم إنّ اسمها عوكر!

هذا غيض من فيض الاهانات والشتائم واللعنات التي كانت تُصب على رؤوس هؤلاء الأحرار من الشيعة، بعد كلّ انتقاد او مجرّد اعتراض على ما تخلّى عنه اليوم الثنائي الشيعي (حركة “أمل” و “حزب الله”). وها هو الثنائي يردّد ما كان “الأحرار” يقولونه، بأنّ “مصلحة الوطن ومصلحة الشيعة تتحقّق عبر الاندماج بالمشروع الوطني والوحدة الوطنية والاقلاع عن لغة الاستقواء والتخوين”. تماما كما هي حالهم الآن على طاولة حكومة تمام سلام.

ألا وقد تحقّق بحمد الله ما كنا نصبو إليه وندعوا من اجله.. ولو بعد حين، فإن قدّر لي ان اتحدث باسم كل تلك الثلة المعارضة وباسم شخصياتها العلمائية والثقافية والصحافية وغيرها، لوقفت مخاطبا إخواني قيادات الثنائي الشيعي وجمهورهما، بأن: يكفينا نحن أنّ ما كنا نسعى اليه قد تحقق، وأنّ ما كنا نرجوه ونناضل من اجله ها قد وصلتم اليه وتيقّنتم من صحّته واقتنعتم ولو بعد حين من رجاحته. وهذا بالنسبة إلينا غاية المنى وأفضل المرتجى. فلا همّ عندنا بعد ذلك ان ابقيتم علينا كل تلك الافتراءات او ازلتموها في خضمّ ورشة الازالة عن الآخرين، فمن جهتنا لن نطالبكم لا باعتذار ولا حتى بإعادة اعتبار ولن نقول إلا: اللّهم اغفر لقومنا فإنّهم ما كانوا يدرون ما يقولون .

السابق
4 موقوفين على خلفية انفجاري بئر حسن
التالي
عمليتا سلب في سن الفيل وبدنايل