أحمد الحريري يكشف مضمون لقاء الحريري – عون‏ في باريس

أعلن الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، الذي يزور استراليا، في مؤتمر صحافي عقده في مركز “تيار المستقبل” في بانشبول، “ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون زار الرئيس سعد الحريري في باريس، حيث جرى حوار حول المواضيع الوطنية التي تحمي لبنان واهمها وقف تداعيات مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية على لبنان، ووقف ضغط السلاح على الحياة السياسية في البلاد. كما جرى حوار حول الاستحقاقات منها تشكيل الحكومة التي لم تكن قد تشكلت في حينه وضرورة حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها”.

واعتبر “ان ذلك تم انطلاقا من ان تيار “المستقبل” بتكوينه تيار حواري ولم يرفض أي مسعى حواري”، مؤكدا ان “اللقاء لم يشهد أي وعود من قبل الطرفين. وهذا الحوار كان بالتنسيق الكامل مع قوى 14 اذار”.

حضر المؤتمر الصحافي  منسق عام “تيار المستقبل” في البترون وجبيل جورج بكاسيني، مدير مكتب الحريري غسان كلش، منسق عام قطاع الاغتراب في التيار ميرنا منيمنة، منسق عام التيار في استراليا عبدالله المير والاعلام العربي المقروء والمسموع.

وأعرب الحريري في مستهل مؤتمره الصحافي عن سعادته “بالزيارة الاولى الى اوستراليا، “وهي في سياق زيارات اغترابية بدأت بكندا ثم البرازيل واليوم استراليا، ضمن خطة اتخذناها لإيلاء الاغتراب اهمية كبرى للاطلاع على نجاحاته، ومن هذه النجاحات الاعلام العربي في استراليا”.

وقال:”سيكون لنا في استراليا مؤتمر تنظيمي ولدينا ورقة عمل تنظيمية سنناقشها في حضور منسقيات سيدني وملبورن والمنسقية الجديدة في كانبرا”.

أضاف:”جئنا من لبنان نحمل أملا خاصا بعد تشكيل الحكومة، وهذا امر جيد للبنان. بالنسبة لنا فالمغتربون ليسوا عددا او اصواتا للانتخابات بل هم طاقات وطنية جئنا نمد الجسور معها. وهذه الطاقات ستعود الى مناطقها في لبنان لتشارك في التنمية مع خبراتها التي اكتسبتها في الاغتراب. ونحن سنكون هذا الجسر الى لبنان، خصوصا وان لدينا شخصيات في الاغتراب تستحق ان تتبوأ أعلى المراكز، وهؤلاء لهم حق العودة الى بلادهم”.

وعما يحكى عن وساطة قام بها العماد عون بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” اوضح الحريري انه “لا يوجد وساطة مع “حزب الله” والمكان الوحيد الذي يجمعنا هو طاولة الحوار وضمن مبدأ بيان بعبدا. والتواصل الذي حصل مع “التيار الوطني الحر” كان غايته تسهيل تشكيل حكومة. وجاء التواصل بعد استحالة تشكيل حكومة حيادية مما كان سيؤدي الى اعتذار الرئيس تمام سلام ولأننا لا نريد الاعتذار والمجيء بحكومة تشبه حكومة نجيب ميقاتي في هذه الفترة وعشية الانتخابات الرئاسية وسن قانون جديد للانتخابات وامام استهداف مؤسسة قوى الامن الداخلي كان لا بد من تسهيل تشكيل حكومة جديدة”.

واعتبر “ان التعاون مع التيار كان لإزالة الهواجس لأن الذي يريد تشكيل حكومة عليه ان يتحاور مع كل الفرقاء. و نحن حققنا انتصارا سياسيا في هذه الحكومة واعدنا عقارب الساعة الى ما قبل وهج السلاح غير الشرعي”.

وعن تدخل “حزب الله” في سوريا قال الحريري: “عندما طرحنا شعار انسحاب حزب الله من سوريا، كنا ندرك انه لن يفعل ذلك، خصوصا وان نصرالله قال انه لو كلف الأمر سيذهب هو الى سوريا. فليبق “حزب الله” في سوريا يوهم انصاره بانتصارات وهمية. وانا اليوم مسرور لأن وزارة الخارجية مع جبران باسيل حتى ولو لم تكن هذه الوزارة معنا، المهم انها خرجت من ثنائي “حزب الله” و”أمل”. ونحن لا يمكن ان نرضى بثلاثية الجيش والمقاومة والشعب في البيان الوزاري.

وعن مسألة تسهيل “حزب الله” لتشكيل الحكومة، اعتبر الحريري “ان الحالة الامنية شكلت رعبا عند الناس وهذا أثر على شعبية “حزب الله” الذي كان يقول لمؤيديه ان مناطقه لا تخترق، ربما هذا ما دفعه لتقديم تنازلات. ثم ان ايران التلميذ النجيب الان في المجتمع الدولي لديها مهلة يجب ان تظهر خلالها حسن نية للمجتمع الدولي وهذا ايضا ربما اثر على موقف “حزب الله” من تشكيل الحكومة”.

وعن الدخول في الحكومة دون حلفاء اساسيين في 14 آذار، قال الحريري: “مرت 14 آذار باختبار اصعب هو القانون الارثوذكسي وحلفاؤنا تبنوه يومها دون التشاور معنا. واليوم، مع تشكيل الحكومة وضعنا نقاطا عديدة لتنظيم الخلاف. وأطلعنا حلفاءنا عليها. و14 آذار باقية ولن تنفرط كما بقيت بعد القانون الارثوذكسي واستمرت. ونحن لا نريد ان يبقى البلد مشرعا للسيارات المفخخة وبدون حكومة. ونحن كان لدينا هواجس جدية اطلعنا حلفاءنا عليها، فبدون مؤسسات لا نستطيع ان نكمل مشروعنا ولذلك نحن نحتاج الى وجود حكومة”.

وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، اكد الحريري “ان مرشحنا سيكون من قوى 14 آذار”.

وحول الوضع المتردي في طرابلس قال :”وزير العدل اللواء اشرف ريفي صادق مع شعبه ويعرف وجع الناس، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس قادر على تشخيص حاجات طرابلس. واتمنى عندما نتحدث عن الشمال وطرابلس ألا ننقاد الى القرقعة الاعلامية التي تغذيها قوى 8 آذار. ففي الشمال يريدون ارسال اولادهم الى المدارس وتأدية الصلاة والعودة الى الحياة العادية. ونحن نعمل من خلال برنامج تنموي على اعادة الحياة الاقتصادية الى طرابلس والشمال لأن البندقية في الشمال هي مأجورة بسبب الفقر وتردي الاحوال. والوزيران ريفي ودرباس خارجان من الشعب ولهما نجاحاتهما. ويعرفان حاجاته”.

وعن المحكمة الدولية، قال :”المحكمة الدولية مستمرة ولا شيء يوقفها، وما بعد المحكمة هو غير ما قبلها وما ستسببه من ارتدادات. وفي حال هذا الفريق لم يسلم المتهمين ويتعاون مع المحكمة فإننا نعتبر ان الفريق كله متهم ولا اعتقد ان اربعة اشخاص يقومون بعمل بهذا الحجم هو تصرف شخصي منهم. نحن ندرك ان المحكمة لن تعيد رفيق الحريري ولا كل شهدائنا بل أملنا ان تضع حدا للاغتيالات”.

وبالنسبة الى مفتي الجمهورية، قال الحريري :”يجب استئصال الحالة المرضية في دار الفتوى لأنها لم تعد صالحة لهذا الموقع. واعتقد ان المعنيين في الحكومة الجديدة سيعالجون هذا الموضوع”.

وعن الوضع في سوريا قال :”الازمة السورية اتخذت منحى مختلفا وكأنها تجميع لكل مصائب المنطقة في سوريا. وتدفق الارهابيين ليس من الدول العربية فقط بل من كل دول العالم وكأنه تجميع لهم لإضعاف كل الاطراف التي لها علاقة بالصراع السوري، فقد فشل التركي في سوريا وكذلك الايراني، والسؤال ليس للمسلحين لماذا لم ينتصروا، بل السؤال هو للنظام، الفريق المنظم لماذا لم ينتصر رغم دعم الصين وروسيا فهو لم ينتصر لأن الشعب ضده. وما يحصل في سوريا من فرز مذهبي وطائفي يشبه ما حصل في لبنان”.

السابق
العثور على دفتر قيادة سيارة في مكان الانفجار الاول
التالي
«جنوبية» في جلسة خاصّة مع والد نعيم عبّاس