وهبـي: الخلاف مع التيار لا يقطع أقنية التواصـل

ساعات قبيل تأليف لجنة وزارية مكلفة صياغة البيان الوزاري، أطلق الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مواقف سياسية شاملة اتسمت بايجابية حيال تعاطي الحزب مع الحكومة “السلامية”، مقابل اعلانه الاستمرار في القتال في سوريا. شركاء الحزب في الحكومة في “تيار المستقبل”، تلقوا مواقف نصرالله من الملف الحكومي بمرونة، لكنهم تحفظوا على ما ورد على لسانه حول المشاركة في الحرب السورية.

وفي هذا السياق، قال عضو “كتلة المستقبل” النائب أمين وهبي لـ”المركزية”، “أبدى السيد نصرالله في الشكل، طراوة وليونة ازاء معالجة الموضوع الحكومي من حيث القبول بالآخر والتعاطي بواقعية. لكنه أبدى صلابة في مسألة الوجود في سوريا”.

واضاف “اريد ان أناقشه في ما قاله، حيث كرر ان حزب الله لطالما أراد قيام الدولة وعمل لذلك، لكن للبنانيين ذاكرة. فمن منع قيام الدولة منذ عام 2000؟ وكيف تقوم الدولة في ظل سلاحهم وغياب مكوّن أساسي عن دعم مشروع الدولة؟ ثانيا، قال السيد نصرالله انهم لم يرفضوا مرة الحكومة الجامعة و الجلوس الى طالولة الحوار. وأسأله “من تنكر لقرارات الحوار الوطني واعلان بعبدا والمحكمة الدولية وترسيم الحدود؟ فما الاخطر الجلوس الى طاولات حوار ام التنكر لقرارات اجماع وطني”؟

وتابع وهبي “نصرالله استحسن قرار السعودية وتونس وتركيا في تجريم مواطنيهم المقاتلين في سوريا، فماذا يفعلون هم في سوريا ان كانوا يستحسنون هذه القرارات؟ السيد كشف ايضا ان بعض المقاتلين العرب الذين قاتلوا في افغانستان وسوريا والعراق، عادوا واستخدموا قدراتهم ضد شعوبهم، وهنا أسأله أنتم ماذا فعلتم بعد عام2000 واين استخدمتم سلاحكم”؟

وقال “أخذتم على الاميركيين قولهم للروس ان لا حق لهم بالتدخل في الانتخابات الرئاسية المصرية، وان الاميركيين خائفون من الانتخابات في سوريا. هل كنتم انتم مع انتخابات في سوريا قبل اندلاع الحوادث فيها او حتى في بداياتها، عندما كانت التظاهرات لا تزال سلمية، ام كنتم تعتبرون المتظاهرين غوغائيين”؟

وتوجه وهبي الى نصرالله بالقول “وصفتم اجرام داعش والتكفيريين ونحن متفقون على ادانته، لكن ما موقفكم من اجرام النظام السوري، وتعذيب واغتيال الطفل حمزة الخطيب واستئصال حناجر المتظاهرين، كان حليفكم من يمارس ذلك، قبل ظهور داعش والنصرة”.

واشار الى ان “خلال تعداد نصرالله الاماكن التي استهدفها الارهاب، في بيروت باغتيال الوزير محمد شطح والضاحية الجنوبية والهرمل، نسيتم مسجدي السلام والتقوى واستهداف المصلين، فهل نسيتم ام انكم لا تريدون احراج حليفكم المسؤول عن هذه الجرائم”؟ مضيفا “خلال عرضه لعمل وزارة العدل، قال السيد نصرالله ليس في امكان أحد اطلاق الشيخ عمر الاطرش او نعيم عباس، فماذا عن عدم مثول احد عناصركم المتهم في محاولة اغتيال الوزير بطرس حرب، وماذا عن المحكمة الدولية، وان كنتم ترفضون القضاء الدولي لحجج لا نقتنع بها، أترفضون أيضا القضاء اللبناني؟ هذه الاسئلة اضعها كلها برسم السيد نصرالله”.

وتمنى وهبي ان “تذهب الامور باتجاه مصلحة وطنية، والتوصل الى بيان وزاري مختصر، في صلبه اعلان بعبدا، وبعدها نذهب الى الحوار. فنحن ذهبنا جميعا نحو الافراج عن الحكومة، لكن يبقى النقاش نقاشا والخلاف خلافا ونريد ان يبقى هذا الخلاف بالمنطق والحجة”.

في سياق آخر، وردا على سؤال عن أسس التقارب بين “التيار الوطني الحر” و”المستقبل”، قال وهبي “لدينا مبدأ هو ان الخلاف السياسي واقع موضوعي موجود ومعاش، وفي قمة الخلاف يجب الا تقطع اقنية التواصل بين الفرقاء. الخلاف شيء والتواصل شيء آخر. فعندما ذهبنا الى حكومة جامعة، عرفنا اننا ذاهبون للحوار مع الخصوم ومنهم التيار. واذا أفضى التواصل الى الحكومة فهذا أمر مرحب به، والامور الخلافية تبقى خلافية”.

وعما سيؤول اليه هذا التقارب، وهل هدفه عزل “حزب الله”، أجاب “نتمنى الا يحشر حزب الله وان يذهب الى الحوار، وتكون اولويته الدولة ومصلحة الشعب، مسؤوليتنا جميعا تقوية الدولة فلا أحد يحمينا سواها، وقد اثبتت الدولة والاجهزة انها تحمي الجميع والامن الذاتي لا ينفع، فلا حل الا بالذهاب الى دولة كاملة السيادة. ونتمنى بعد الحوادث التي حصلت، ان يعيد حزب الله النظر في حساباته تحديدا في قضية السلاح ومصادرة قرار الدفاع عن لبنان”.

وعما يشاع عن خلاف في “تيار المستقبل” بين فريق يؤيد التقارب مع التيار وآخر يرفضه، أكد وهبي “ان لا خلاف أبدا، وهناك دائما نقاش في “تيار المستقبل” هادئ ومسؤول، يتعاطى مع الواقع السياسي المتحرك، فالامر الذي لا يفيد اليوم قد يفيد غدا، وأي تواصل مع عدم التنازل عن الثوابت لسنا ضده. ليعبّر الكل عن رأيه كما يريد. ثوابتنا واضحة، ونتعاطى مع الجميع انطلاقا منها، وهذا موقف رئيس “كتلة المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة وموقف الرئيس سعد الدين الحريري”.

السابق
ابو دهن: ليتضمن البيان الوزاري عودة المعتقلين واقـرار مشـروع التعويضات
التالي
دوفريج: انسحابنا من الحكومة وارد اذا أصرّوا على الثلاثية