العلامة الأمين عن جوزف حرب

«جوزف حرب صاحب نسيج لغوي خاص به بتلاميح عدّة إذ تشرّب من مدارس أدبية مختلفة ، فهناك سهولة في الأداء مع عذوبة مميّزة ، وهو قادرٌ على أن يبعث المفاجأة في قصيدته ويبنيها لتصبح عملا فنّيا مكتملا ».

“توفي الشاعر جوزف حرب ليل الاحد (9 شباط 2014) هذا الخبر سقط كالصاعقة فوق رؤوس محبيه في لبنان والخارج الذين غرفوا من شعره وأدبه”، قالت جريدة النهار عن موت الشاعر جوزف حرب.

أما شبكة CNN فكتبت: “ترك وراءه إرثا فنيا كبيرا تتناقله الأجيال وكأن في تلك اللحظة التي خطفه الموت فيها صنعت كلمات أغنيتة فيروز: لما على الباب يا حبيبي منتودع، بيكون الضو بعدو شي عم بيطلع”.

كان ناسك الشعر والأدب، ولقب “الناسك” أطلقه عليه أحد أصدقائه المأخوذين بشعره، ومن الذين وقع خبر موته “كالصاعقة”، هو سماحة العلامة المفكر والشاعر السيد محمد حسن الأمين، الذي قال لـ”جنوبيّة”:

جوزف حرب من شعراء الحداثة والكلاسيك أيضاً فضلاً عن أنه شاعر في اللغة المحكية، وله ما يميّزه الخاص في الكتابة الشّعريّة فهو أيضاً ناثرٌ مهم ذو مستوى رفيع جداً .

لغته العربية أصيلة وهو ما بناه بجهد ٍ شخصي، فقد كان أديباً عصاميّاً، ومقارنة بباقي الشعراء فهو أكثرهم إنتاجاً، وهو صاحب نسيج لغوي خاص به بتلاميح عدّة إذ تشرّب من مدارس أدبية مختلفة، فهناك سهولة في الأداء مع عذوبة مميّزة، وهو قادرٌ على أن يبعث المفاجأة في قصيدته ويبنيها لتصبح عملا فنّيا مكتملا.

وهو يجيد شعر التفعيلة إجادته الشعر العامودي.

ويتابع السيد الأمين: الكلام عن جوزف طويل، عندما نستحضر إنتاجه ونرى قاموسه اللغوي المميز، وهو بالتالي ليس رقماً عاديّاً بين الشعراء بل هو مفصل مهم على المستوى العربي أجمع، وبالتالي غيابه هو غياب لأدب ٍ أصيل وشاعريّة يندر أن تتكرّر.

كصديق ٍلي كان ذلك الشخص الذكي يدرك موهبته لكنّه مع ذلك لم يكن من المتبجّحين بها، وكان حييّاً يتعمد عدم الظهور مع أنّ الإدّعاء وحبّ الظهور لدى بعض المبدعين والغرور هي آفات هذا العصر. وكونه متواضع استطاع أن يواصل ويبدع ما يتجاوز حتى تاريخه الأدبي.

لم نشعر أنّ دواوينه متكرّرة بل هي دائمة التّطوّر في اللغة والمعاني الشعريّة، في غوصه إلى الأعماق وفي قيمته الجماليّة، حتّى أستطيع القول إنّ جوزف هو معلم أدبي كبير في سياق تاريخ الأدب والشّعر منذ عصر النهضة إلى عصرنا الحالي.

جوزف حرب كان من الممكن أن يضيف الكثير مع أنّ ما أنجزه هو كاف ٍ لتراث ٍ ضخم لرجل ٍ متفرغ ومتنسّك للأدب والشّعر.

وعن حياته الشخصيّة وتمسّك الشاعر الراحل بالعزوبيّة يختم السيد الأمين: في حديث شخصي أسرّه لي قال أنه لا يستطيع الجمع بين الزواج وهذا التنسك الكامل للأدب والشعر الذي اختاره بكامل وعيه كي يستطيع أن يكمل مسيرته في هذا المجال. وبرأيي أنّ خياره كان صائباً إذ أنّ ما أنتجه جوزف حرب على المستوى الفني الأدبي والشعري أكثر من كاف ٍ بالنسبة لهذا العمر غير المديد الذي عاشه.

السابق
تزايد الإجراءات الأمنية في صيدا
التالي
بطلة لبنان بالتزلج نجمة تعريّ