تحوّلات سعودية ايجابية تنسحب على الاوضاع اللبنانية

علم السعودية

اعتبرت مصادر دبلوماسية عربية في معرض قراءتها لمسار تشكيل الحكومة والولادة القيصرية التي كانت مفترضة امس، ان الامال في ولادة طبيعية لحكومة جامعة تمثل كل الاطياف والقوى السياسية والحزبية لم تسقط نهائيا بعد، وان من المؤمل كثيرا تذليل ما تبقى من عقبات لا تتعدى الاثنين او الثلاثة من امام التركيبة التي كانت موضع تداول في اليومين الماضيين.

وقالت في هذا السياق ان “تمني رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التريث اياما قبل اصدار مراسيم التشكيلة الحكومية الجديدة لاستكمال مساعيهما التقريبية وحل ما تبقى من ُعقد حالت دون رؤية الحكومة النور، هذا التمني لم يكن ليصدر عن الجانبين (بري وجنبلاط) لو لم يكن يرتكز الى اساس او معطيات يملكانها ومن شأنها تسهيل التشكيل.

ولفتت المصادر الى تحولات في مواقف المملكة العربية السعودية من القضايا الداخلية والاقليمية من شأنها ان تدفع بها الى الامام في اتجاه الحل قبل زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المتوقعة الى الرياض منتصف شهر اذار المقبل، ومنها بالطبع ما يتعلق بالوضع اللبناني المأزوم على اكثر من مستوى سياسي وامني واقتصادي.

والى القرار السعودي للملك عبد الله بن عبد العزيز بمعاقبة المواطنين المتدخلين في القتال والحروب على ارض الغير والممولين والمساعدين للارهاب وهو موقف متقدم حتى على المواقف الاوروبية، تلفت المصادر الى جملة مؤشرات ايجابية لا يستبعد ان تستكملها المملكة بما يدفع بالوضعية الحكومية الى الخروج من مخاضها المتعثر نحو حكومة مقبولة على غرار ما تم تداوله في اليومين الماضيين.

وبالنسبة الى موقف رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري من الجلوس مع “حزب الله” الى طاولة واحدة بعدما كان ذلك مرفوضا، الصمت شبه الكلي والتام خصوصا النقدي منه لنواب المستقبل مما يجري على خط التشكيل الحكومي وغيرها من المواقف المسهلة للولادة الحكومية ، لم تستبعد المصادر المزيد من هذه المواقف الايجابية المدفوعة سعوديا وحتى من قبل المملكة نفسها باتجاه فريقي الثامن والرابع عشر من اذار وحيال لبنان ككل، بما يؤدي الى اخراج الامور من عنق الزجاجة، وهذا ما تحدث عنه اكثر من مرجع ووسيط عندما دعا الى توقع مفاجآت خلال الايام والاسابيع المقبلة.

السؤال هنا “هل يزور رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، صاحب العقدة الاكبر في التشكيلة الحكومية، الرياض بعد ان توجه اليه المملكة الدعوة التي طال انتظارها وتوقعها؟ ام يعقد لقاء بين رئيس المجلس النيابي والرئيس الحريري في احدى الدول القريبة؟ ام ان اللقاء العلني بين الحريري وعون قد يحصل؟ الايام وما ستتكشف عنه المواقف والمشاورات الدائرة بعيدا من الاعلام كفيلان بتقديم الجواب.

السابق
الرفاعي: ليخرج سلام من تحت عباءة السنيورة
التالي
منع تجمع النازحين في مساجد النبطية