دفع أميركي باتجاه حكومة لبنانية جديدة ’جامعة‘

في غمرة تعقيدات التأليف الحكومي برز حراك غير اعتيادي للسفير الأميركي ديفيد ديل الذي عاد اول من امس من الرياض حيث التقى عددا من المسؤولين الرسميين هناك، وتركز البحث على الدعم الدولي المعزز الى لبنان على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية، وتحديدا لتعزيز الجيش اللبناني ومواجهة ملف النازحين.

كذلك تناول البحث الأجواء التي تمهد لاستحقاق رئاسي في أفضل ظروف وتسهيل تأليف حكومة جديدة جامعة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة.

وكان هيل استبق زيارته الى السعودية بجولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين أعطى فيها إشارات واضحة الى أن واشنطن لا تمانع تشكيل حكومة حيادية لكنها تفضل تشكيل حكومة جامعة تضم حزب لله ولا تستثني أحدا، وأن تشكيل حكومة سياسية تتبنى إعلان بعبدا من شأنه أن يؤدي الى إعادة انتظام عمل المؤسسات في لبنان وتحصين الاستقرار وصولا الى وضع لبنان على سكة الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.

وتوضح مصادر ديبلوماسية مطلعة على الموقف الأميركي أن الهدف الفعلي لولادة حكومة سياسية جامعة ينحصر في نقطتين أساسيتين:

٭ الأولى: جمع القوتين المتناحرتين والمتحاربتين في المنطقة، أي الشيعة والسنة، في حكومة واحدة من خلال حزب الله وتيار «المستقبل»، ما يخفف من حال الاحتقان الداخلي بعض الشيء ويعطي الحكومة الشرعية القدرة على تأمين مظلة حماية سياسية للجيش اللبناني ليستطيع ضرب الحركات الإرهابية التي أصبحت قوية على الساحة اللبنانية.

٭ الثانية: دقة الأوضاع في المنطقة وعدم اتضاح الاتجاه الذي سترسو عليه، ما يجعل من الصعب ولوج الاستحقاق الرئاسي في حال بقيت الأمور على هذا المقدار من الغموض، ما سيأخذ الأوضاع في اتجاه الفراغ الرئاسي، خصوصا في ظل غياب التوافق السياسي على التمديد للرئيس ميشال سليمان.

ويرى الأميركيون أن حكومة جديدة جامعة يشارك فيها تيار المستقبل كفريق سني رئيسي تساعد على انجاز الاستحقاق الرئاسي عندما يحين وقته، هذا في حال نجحت في إيجاد حد ادنى من القواسم المشتركة بين مكوناتها وخصوصا المكونين السني والشيعي.

من هذه الزاوية، تدفع الديبلوماسية الأميركية في اتجاه تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة، وهي المهمة المطلوبة من هيل الذي يحمل أساسا مهمة فتح أبواب التواصل بين السفارة الأميركية والجسم الشيعي اللبناني.

العواصم الغربية تركز في مقاربتها للوضع اللبناني على عنوان واحد: إيقاف انزلاقه السريع نحو الفوضى والعمل على استعادة شيء من استقراره الأمني. وتحت هذا العنوان تحاول هذه العواصم، وفي طليعتها باريس (إضافة الى واشنطن) إدراج الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه ومن بينها تأليف حكومة سياسية جامعة وإنقاذ موقع رئاسة الجمهورية من الفراغ. ففرنسا لن تسمح إطلاقا بحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة أن يخسر الموارنة هذا الموقع فهذا «خط أحمر».

وتزامنا مع الكلام الفرنسي الحازم، يقول مصدر فاتيكاني إن اللقاء الأخير الذي جمع البابا والرئيس هولاند تناول موضوع مسيحيي الشرق عموما، وتطرق الى انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني حيث قال البابا ان اتمام الانتخاب في موعده أولوية بالنسبة الى الفاتيكان، داعيا فرنسا الى وضع ثقلها من أجل إنجاح هذه العملية نظرا الى العلاقة التاريخية التي تجمع فرنسا بالموارنة واللبنانيين، وقد حصل البابا على تطمينات بهذا الشأن.

السابق
صعود السلفيات الجهادية.. تكرار لصعود حزب الله؟
التالي
‘الراي’ عن أوساط متابعة: بري عبّر عن امتعاض مبطّن من حزب الله وعون