أسامة سعد يحرّف تاريخ صيدا في ذكرى شقيقه

أسامة سعد
في ذكرى محاولة اغتيال النائب السابق مصطفى سعد قبيل الانسحاب الاسرائيلي من مدينة صيدا عام 1985، رسم النائب السابق أسامة سعد صورة تاريخية غير دقيقة عن صيدا، أبرز مغالطاتها أنّه في التأريخ الجدي للمدينة، فإنّ حرب المخيمات التي خاضتها قوى شيعية ضدّ الفلسطينيين في نهاية الثمانينات كانت العامل الأساس الذي ساهم في زيادة حدة الانقسام المذهبي في المنطقة وبداية انتشار المفاهيم السياسية المرتكزة على المذهبية والتعصب السني، وليس اغتيال رفيق الحريري عام 2005 كان البداية إطلاقا.

بكلمات عالية النبرة، وبمروره سريعا على حوادث وتواريخ اختارها بما يتناسب مع الموقع الذي يحتله”التنظيم الشعبي الناصري” اليوم، خاطب أمينه العام النائب السابق الدكتور أسامة سعد جمهورا صيداوياحاشدا امتلأت به قاعة مركز معروف سعد الثقافي مساء السبت الفائت، لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لمحاولة اغتيال النائب السابق مصطفى سعد قبيل الانسحاب الاسرائيلي من مدينة صيدا عام 1985.

اتهم سعد اسرائيل بمحاولة الاغتيال بهدف ايجاد فتنة في المنطقة بعد انسحابها، إلا أنه لم يشر إلى تقاطع مصالحها مع مصالح اقليمية ومحلية، كانت تهدف إلى شطب الموقع الوطني المتنوع الذي مثلته مدينة صيدا، والى انّ وجود مصطفى سعد يشكل عائقاً أمام العامل الاقليمي لبسط سلطة حليفه، حينها، على المناطق المحررة، وامام العامل المحلي الساعي إلى ضبط المناطق وفق سياسة اعادة الامساك الفئوي بلبنان.

وكان سعد محقاً في هجومه الساحق على الارهاب الذي يضرب لبنان والمنطقة والذي تقف وراءه تيارات اقصائية ترفض الآخر، إلا أنه وكعادة السياسيين اللبنانيين، راح يشير إلى الظواهر من دون الغوص في الأسباب التي أدت إلى نشوء مثل هذه التيارات الاقصائية، وإذا ما كان العنف ضدها مشروعاً، والى انّه قد لا يكون الطريق الوحيد، والكافي، للوقوف بوجهها.

وهاجم سعد تيار الحريري، من دون ان يسميه، عندما أشار إلى دور مصطفى معروف سعد والتنظيم الشعبي الناصري في افشال مشروع انشاء الجيش السني الذي، بحسب تعبيره، وضع المداميك اللازمة لاقامة الكانتونات في لبنان. واتهم تيار الحريري بالمشاركة في تدمير قرى شرق صيدا المسيحية بهدف ألا يسكنهاآخرون، إلا أنه لم يذكر قوى لبنانية اخرى ساهمت في تدميرالقرى المذكورة، وهي الحزب التقدمي الاشتراكيالذي كان يريد استعادة أراضٍ درزية هناك.

وفجأة قفز سعد إلى عام 2005، عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري ليصف تلك المرحلة ببداية تزايد الانقسام المذهبي في لبنان والذي ما زال سائداً حتى اللحظة. لكنه تجاهل مرحلة مهمة مرت بها منطقة صيدا، ولعب فيها مصطفى سعد دوراً أساسياً، الا وهي حرب المخيمات. إذ لم يذكر سعد حجم الضغوط الشديدة التي مارسها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان على المرحوم سعد لإشراكه في الحرب، إلا أنه رفض كل الضغوط وأصر على أن السلاح الوطني لا يرفع في وجه الفلسطينيين.

في التأريخ الجدي للمدينة، فإن حرب المخيمات كانت العامل الأساس الذي ساهم في زيادة حدة الانقسام المذهبي في المنطقة وبداية انتشار المفاهيم السياسية المرتكزة على المذهبية والتعصب السني، وليس اغتيال الحريري كان البداية إطلاقا.

وأصر سعد على أن مدينة صيدا ستبقى موقعاً وطنياً لا طائفياً رغم كل المحاولات التي جرت وتجري من قبل قوى صيداوية لتحويلها إلى موقع مذهبي بامتياز.

وأشار إلى غياب مشروع نهضوي عربي، ما أدى إلى حالة من التمزق والشرذمة التي يشهدها الوضع العربي الذي مر عليه مرور الكرام، خصوصاً الوضع السوري. رغم الآثار العميقة التي تتركها الأزمة السورية على الوضع اللبناني بشكل عام والوضع الصيداوي بشكل خاص.

أما عن تشكيل الحكومة فاتهم سعد القوى السياسية اللبنانية كافة بأنها تأتمر بأوامر الخارج وتؤخر تشكيلها خدمة لمشروعه، وطالب بالاسراع في تشكيلها وهاجم مشاريع قوانين النتخابات النيابية التي تهدف إلى قيام كانتونات مذهبية، والتي ان نشأت فتكون خدمة للعدو الاسرائيلي.

وأنهى خطابه بالإشارة إلى الوضع المعيشي الصعب وغياب المعالجات الرسمية عنه.

السابق
عون: ذروة المخالفات التي يهدد بها المسؤول الشعب هي تأليف حكومة امر واقع
التالي
الضاحية: إزدحامات المداخل، فراغ الداخل.. ونزوح