رأى رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن إمطار عرسال بالصواريخ وقذائف الهاون أتى كردة فعل على تراجع حزب الله ميدانيا في جوسيه والقصير، وذلك لاعتبار الحزب أن أهالي عرسال هم أصحاب المعركة في المنطقتين المشار إليهما، ويجب تدفيعهم ثمن استضافتهم للنازحين السوريين، معتبرا من جهة ثانية أن مصدر القصف على بلدة رأس بعلبك المسيحية وأطراف الفاكهة، كان مدفعية حزب الله من مركز الأمانة السورية على الحدود مع لبنان، وذلك بهدف التغطية على قصف عرسال وسقوط خمسة أطفال لا ناقة لهم ولا جمل، لافتا من جهة ثانية إلى أن الصواريخ التي استهدفت المنازل والمدنيين في عرسال سقطت في محيط دائري لا يتجاوز الـ 500 متر، ما يشير إلى أنها لم تكن عشوائية بل أطلقت تبعا لإحداثيات عسكرية.
وعن تقرير الجيش الذي أكد أن مصدر القصف على عرسال هو الأراضي السورية، لفت الحجيري في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية إلى أن التقرير المشار إليه يطرح علامة استفهام كبيرة، خصوصا أن غالبية العراسلة شاهدوا بأم العين انطلاق الصواريخ من مناطق لبنانية غرب عرسال وقريبة جدا منها «غامزا من قناة بلدة وادي فعرا»، مشيرا إلى أن عرسال اعتادت منذ اندلاع الأزمة السورية حتى ساعته أن تأتي تقارير الجيش كغطاء على اعتداءات حزب الله عليها، ربما في محاولة لتدارك ردات الفعل وقطع الطريق أمام المزيد من التوتر، مستدركا بالقول أنه لا يتهم قيادات حزب الله مباشرة بقصف عرسال، إلا أن على تلك القيادات أن تكشف النقاب عن الذي أطلق الصواريخ من مواقع نفوذه على عرسال وقتل فيها الأطفال والأبرياء.
وردا على سؤال، أكد الحجيري أن عرسال ليست في وارد أن تفتح جبهة عسكرية مع أحد وخاصة مع حزب الله أو القرى المجاورة لها، فهي تسلم أمنها وسلامة أبنائها وأراضيها للدولة والشرعية المؤتمنة على سلامة المواطنين والسيادة اللبنانية، معربا عن يقينه بأن أية مواجهة مسلحة تقع في المنطقة سيكون الجميع خاسرا فيها، محذرا بالتالي من نتائج ترك عرسال تواجه مصيرها وتدافع عن نفسها، مطالبا الجيش وقوى الأمن بضرورة تأمين طريق بعلبك ـ عرسال حيث يتعرض أبناء الأخيرة لاعتداءات جسدية واستفزازات ومضايقات وأحيانا لعمليات تشليح، «كل ذلك يحصل والدولة تتفرج، فيما نحن نسعى لإقامة أحسن العلاقات مع الجميع ولسنا بوارد تسهيل أية أعمال تخريبية يمكن أن تطال أخواننا الشيعة، فحياتنا مشتركة منذ مئات السنين ومصيرنا واحد، وما حدث لعرسال من استهداف صاروخي يشكل عملا خطيرا وعلى الحزب كشف من قام به لأن مصدره ليس الأراضي السورية».
