A.F.P: مشيعو شطح هتفوا ضد حزب الله

تشييع محمد شطح

عبر المشاركون في تشييع “شهيد الاعتدال” محمد شطح في وسط بيروت الاحد عن غضبهم ضد سوريا وحزب الله اللذين يتهمونهما بقتله، وفي الوقت ذاته عن احباط ويأس ناتجين عن سنوات طويلة من القتل والافلات من العقاب.

وهتف المشاركون على باب مسجد محمد الامين حيث صلي على جثمان شطح (62 عاما) ومرافقه طارق بدر (26 عاما)، “حزب الله ارهابي” و”نصرالله عدو الله”، في اشارة الى الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

وقال يوسف ساطي (40 عاما) لوكالة فرانس برس “سوريا وحلفاؤها في لبنان وخصوصا حزب الله، هم الذين قتلوه”.

واضاف “لا يريدون راحة هذا البلد. مهما اغتالوا سنستمر في محاولة بناء بلد كما حلم به رفيق الحريري ومحمد شطح”.

وتقول سوزان عبد المجيد ارناؤوط (57 عاما) وقد وقفت في الباحة امام المسجد متشحة بالسواد، وهي تمسح بمنديل ابيض الدمع من عينيها المحجوبتين بنظارتين سوداوين، “الكبير والصغير يعرف ان سوريا لم تخرج من لبنان. حتى لو خرج جيشها، الا ان اعوانها وانصارها لا يزالون هنا”.

وتقول هذه السيدة المصرية الاصل والمتزوجة من لبناني والمقيمة في لبنان منذ اربعين سنة، “طبعا عدالة السماء ستتحقق، لكن عدالة الارض مهمة ايضا ونريدها”.

ولم يحاكم اي من منفذي عمليات الاغتيال ال15 التي لم يصل التحقيق في معظمها الى اي مكان. واتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال الحريري خمسة عناصر من حزب الله بالجريمة، لكن الحزب رفض تسليمهم.

في وسط ساحة الشهداء، ترتفع شجرة عيد الميلاد عملاقة مزينة، في تناقض صارخ مع الحزن الذي عم المكان.

بين الحين والآخر، تعلو صيحات “الله اكبر” و”لا اله الا الله، والشهيد حبيب الله”. علامات التأثر والحزن بادية على الوجوه، وبعض النسوة يذرفن الدموع لدى ادخال النعشين اللذين لفا بملاءة خضراء عليها آيات قرآنية، ووضع على كل منهما طربوش نبيذي اللون، بحسب تقليد سني لبناني.

وقال الشاب ابراهيم علاوي (19 عاما) القادم من انفة في شمال البلاد “نريد معاقبة المجرمين. نحن نودع شخصا مهما جدا. قضيتنا ان نعرف من هي اليد المجرمة لنعاقبها ونحاسبها”.

في مكان التشييع والشوارع المحيطة به، ارتفعت صور محمد شطح مع العلم اللبناني وعبارة “شهيد الاعتدال” التي تصف رجلا اجمع خصومه وحلفاؤه على الاشادة بانفتاحه وقدراته الحوارية وخطابه الهادىء وبعده عن العصبيات والتطرف.

واثار استهداف شطح الذي كان يعتبر من “واضعي السياسات” في قوى 14 آذار ومن المفكرين والمثقفين والمناضلين السلميين، شعورا بالاحباط.

وقال صلاح الدين احمد (45 عاما)، وهو والد لست بنات وابن، وقد قدم مع اربعة من اولاده للمشاركة في التشييع، “احضرتهم معي ليروا ان الذي يشيعونه اليوم هو من خيرة الناس بغض النظر عن طائفته، ولكن ليشاهدوا ايضا الغبن الذي تتعرض له الطائفة السنية”.

ويروي احمد انه عاد منذ سنة من السعودية حيث كان يعمل ليستقر في لبنان، و”يا ليتني لم اعد. افكر بالهجرة مجددا لانني لا ارى امكانية لاعيش في هذا البلد في اجواء الاحباط هذه”.

من جهتها صرحت سارة عساف (39 عاما) وهي ناشطة في المجتمع المدني، “منذ اغتيال الحريري، لم نر يوما طبيعيا في لبنان. هناك خيبة أمل واحباط ويأس”.

واضافت ان اغتيال شطح “يزيد من التطرف والشعور بالقهر عند السنة بانهم مستهدفون، ويصبح المعتدلون يميلون الى التطرف”.

وتستذكر ايمان عيتاني (60 عاما)، اختصاصية تغذية، بدورها الاغتيالات السابقة ومراسم التشييع السابقة. “يريدون ان يعملونا كلنا شهداء. يريدون خراب البلد. كلما نزلنا الى الشارع مرة، تصبح الامور اسوأ”.

واضافت “نحن محبطون، انا سعيدة ان ابني موجود في دبي ويعمل على مستقبله هناك”.

لكن ايمان تستدرك “القتلة ايا كانوا مصيرهم في جهنم”.

الا ان معظم الحاضرين يتمسكون بالامل، على الرغم من كل شيء. بعضهم رفع لافتات كتب عليها “لن يخيفنا القتل والتفجيرات بل يزيدنا عزما وتصميما لبناء وطننا”.

بعد الصلاة، قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، صديق شطح الاقرب بين السياسيين، بصوت واثق “لن نستسلم او نتراجع او نخاف من المجرمين والارهابيين والقتلة، بل هم الذين عليهم ان يخافوا لانهم القتلة”.

واضاف “محمد شطح الشهيد البطل، ما كان قبل اغتيالك، لن يكون بعده”.

السابق
العثور على 4 منصات لإطلاق الصواريخ في منطقة حاصبيا
التالي
القتيل قتل نفسه.. من رفيق الحريري إلى محمد شطح