البناء: الأسد يهنّئ روحاني على نجاح دبلوماسيّته مع الغرب

كتبت “البناء ” تقول:  تشهد المنطقة حركة ناشطة وغير عادية بعد إعلان موعد مؤتمر “جنيف ـ 2″ غير أن المعطيات المتوافرة حتى الآن وفق تقارير دبلوماسية تفيد بأن ما يسمّى بـ”المعارضة السورية” غير مهيأة للمشاركة في هذا المؤتمر بسبب تشتتها وتشعّبها وتنوّع ولاءاتها الخارجية هذا عدا عن هيمنة آلاف المسلحين الإرهابيين المستقدمين إلى سورية في الحرب عليها.

مصدر دبلوماسي إقليمي: تفاؤل حذر وتضيف التقارير نقلاً عن مصدر دبلوماسي إقليمي بارز أنه لا يشعر حتى الآن بتفاؤل تجاه المؤتمر المذكور بسبب وضع المعارضة السورية وبالتالي فإنه يميل إلى الحذر في الحكم على الأمور من الآن.
وقد أكدت المواقف والوقائع في الساعات الماضية توصيف المصدر الدبلوماسي إنْ من خلال عودة ائتلاف اسطنبول إلى التردد في قراراته أو من خلال رفض ما يسمّى بالجيش الحر المشاركة في جنيف ـ 2.
وحدها دمشق كانت واضحة في مواقفها تجاه الحل السياسي منذ البداية واستطاعت أن تُفشل كل المناورات وقد أعلنت كلمتها أمس في بيان صادر عن الخارجية السورية أكد على المشاركة في المؤتمر ورفض أي شرط يقول باستبعاد الرئيس بشار الأسد.

الأسد ـ روحاني
وفي غمرة هذا الحراك الناشط برز أمس الاتصال الذي أجراه الرئيس بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني مهنّئاً بنجاح الدبلوماسية الإيرانية في التوصّل إلى اتفاق مع الغرب والذي جاء نتيجة لصمود الشعب الإيراني وتمسّكه بحقوقه وثبات موقف القيادة الإيرانية المبدئي القائم على الحفاظ على سيادة إيران وقرارها المستقل.
واعتبر الأسد أن هذا الإنجاز يأتي ليكرّس حق الدول النامية في الحصول على الطاقة النووية السلمية وأن ما حقّقته إيران يعزّز موقعها إقليمياً وعالمياً وينعكس على سورية بحكم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
من ناحيته جدّد روحاني خلال الاتصال تأكيده وقوف إيران إلى جانب سورية في محاربتها الإرهاب متمنياً أن يعم السلام الأراضي السورية كافة.

تجاوب إيراني مع طروحات برّي
وعلى الصعيد اللبناني فقد عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر أمس من طهران مختتماً زيارته الرسمية التي التقى خلالها القيادة الإيرانية بأكملها وركّز فيها على نقطتين أساسيتين:
الأولى: العمل على كل الصعد من أجل مواجهة مخطط الفتنة في المنطقة.
الثانية: تنقية العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية وخصوصاً السعودية سعياً إلى إيجاد مناخ يعزّز مواجهة الفتنة الشيعية ـ السنية أولاً ويساعد على حل الأزمات في المنطقة وفي مقدّمها سورية ولبنان.
ولمس الرئيس بري وفق مصادر تجاوباً إيرانياً مع طرحه بصورة عامة لكن المصادر أضافت أن هذا الأمر يحتاج إلى آلية وإلى وقت وهو ليس مسألة كبسة زر. وأضافت أن هناك حركة ستستمر إن على صعيد الدور الذي بدأه الرئيس بري أم على صعيد ما يمكن أن تقوم به إيران وما سيظهر من جانب السعودية مع العلم أن الرياض ما تزال على مواقفها التي تتسم برد الفعل على فشل رهاناتها المتكرّرة.
وأكّدت المصادر أن كل نجاح يمكن أن يحصل في هذا الإطار سينعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية مشيرة إلى أن حالة المراوحة وغياب الحلول السياسية المحلية تعنيان مزيداً من التأزم والتوتر في البلاد مشيرة في هذا المجال إلى تنامي نشاط القوى المتطرّفة الإرهابية وتنقل نشاطها من منطقة إلى أخرى.

مصادر 8 آذار: الرياض لا تستطيع الاستمرار في سياستها
وفي موازاة ذلك قالت مصادر في 8 آذار أمس إن فريق “14 آذار” المستمر في المكابرة وفي “طمر الرأس في الرمال” حيال ما يحصل من متغيرات إقليمية ودولية سيجد نفسه في المرحلة القريبة المقبلة أمام وضع لا يحسد عليه حيث سيضطر عندها إلى القبول بأقل بكثير مما قد يحصل عليه اليوم رغم كل التوجيهات والدعم اللذين يلقاهما من المملكة العربية السعودية.
وترى المصادر أن الرياض مضطرة لإعادة النظر في كل سياساتها المتبعة حالياً لأنها لا تستطيع مواصلة السير على “حافة الهاوية” خصوصاً أنها تدرك أن هذه السياسة تتعارض مع كل التوجهات الأميركية الجديدة بعد الاتفاق النووي مع إيران والاتفاق مع روسيا على السير بالحل السياسي للأزمة في سورية.
من هنا لا تستبعد أن تحمل الأسابيع القليلة المقبلة تبريداً للعلاقة السعودية مع إيران ما يتيح عندها حصول انفراجات في الساحة اللبنانية ولكن ليس وفق شروط “14 آذار” بل انطلاقاً من التوازنات الجديدة في المنطقة والعالم.

استمرار العبث بأمن طرابلس
إلى ذلك استمر العبث بأمن طرابلس من قبل المسلّحين الذين “يسرحون ويمرحون” على حساب الاستقرار وبسط سلطة الدولة حيث تسود حالة من التوتر بين منطقة جبل محسن وباب التبانة على خلفية إطلاق النار على شابين من جبل محسن ما دفع المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها. ولاحقاً أصيب مواطن برصاص قنص في شارع سورية في المدينة.
وكانت عناصر مسلحة أطلقت نهار أمس النار على مواطن من جبل محسن في شارع سورية كما تعرّض مواطن آخر لإطلاق النار من قبل مسلحين في الزاهرية.
وقد طرح تكرار هذه الاعتداءات يومياً من قبل المسلحين علامات استفهام حول الخطة الأمنية التي قام بتنفيذها الأسبوع الماضي حوالى 500 عنصر من قوى الأمن الداخلي في التبانة والمناطق المحيطة بها وتخوّفت مصادر طرابلسية من فلتان الأمور بشكل واسع مجدداً إذا لم تحسم الدولة امرها وتضرب بيد من حديد كل من يسعى لضرب الاستقرار وإشعال المحاور من جديد في طرابلس إلا ان المصادر لاحظت أن لا قرار جدياً لدى الحكومة ووزارة الداخلية بوقف الاستفزازات التي يقوم بها المسلحون في عدد من مناطق طرابلس.
واللافت في سياق الفوضى الأمنية دعوة داعي الإسلام الشهّال عصر أمس إلى إقفال جميع طرقات طرابلس احتجاجاً على استمرار توقيف المدعو أبو مصعب سكاف. والغريب أنه وبعد هذه الدعوة بقليل جرى إخلاء سبيل الموقوف.

السابق
الجمهورية: التحضيرات لـ”جنيف 2″ تتواصل ودعوة تركية إيرانية لوقف النار
التالي
البلد : تضارب طلاّب في اليسوعية وإضراب مخلّصي الجمارك