الشرق الأوسط: وزير الداخلية اللبناني خمسة مخاطر حقيقية محدقة بالبلاد في 2014

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول:  نبه وزير الداخلية اللبناني مروان شربل من مخاطر حقيقية محدقة بلبنان واعتبر بمناسبة لقائه “الشرق الأوسط” خلال وجوده في العاصمة الفرنسية أن خمسة منها بالغة الخطورة وربما “سيصعب على لبنان الإفلات منها”. وهذه المحطات هي التالية: الأولى، بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أعمالها وجلساتها في شهر يناير (كانون الثاني) القادم، والثانية انتخاب رئيس للجمهورية بعد ستة أشهر من الآن، والثالثة الاستحقاق الانتخابي في سوريا، والرابعة انتخاب مفتي جديد في لبنان والخامسة الانتخابات النيابية المؤجلة في لبنان.
ويرى شربل أن كل محطة من المحطات الخمس تحمل في طياتها الكثير من المخاطر للبنان وتحبل ببذور تفجيرية فضلا عن أنها ترتبط بشكل أو بآخر بالملف السوري وبتطوراته العسكرية والسياسية. لكن الثابت بالنسبة إليه أنه “كلما سارت الأمور للأفضل للنظام في سوريا تعقدت الأمور في لبنان” لأن “تأثير سوريا ونفوذها سيتزايدان” كما أنها “سوف تستعيد سطوتها” في التعاطي بالشؤون اللبنانية.
وشبه وزير الداخلية وضع لبنان بـ”المرأة الحامل بعدة توائم” والتي “تبذل مساع لتوليدها عن طريق عملية قيصرية”. والمشكلة هي “أن طريق الخلاص صعب فإما تموت الأم أو يموت الأولاد أو تموت هي وإياهم”.
بيد أن المفارقة أن الوزير شربل لم يعرب عن خوف كبير من أن يؤدي ما حصل هذا الأسبوع في ضاحية بئر حسن ومن استهداف السفارة الإيرانية بعمليتين إرهابيتين متزامنتين إلى تفجير الوضع على نطاق واسع في لبنان إذ يرى أن العمليات الأخيرة ليست سوى “رسائل” لن تفضي إلى حرب بين السنة والشيعة في لبنان إذا كان هذا الغرض المطلوب من تنفيذها. ويرى شربل أنها على العكس من ذلك: “وثقت العرى مؤقتا” بين اللبنانيين الذين أجمعوا على إدانتها الأمر الذي يظهر من خلال بيانات صادرة عن كل الأطراف. ويذهب شربل أبعد من ذلك في التعبير عن اطمئنانه إلى تطور الوضع في العاصمة اللبنانية التي “لن تعرف خلافا سنيا شيعيا” على مستوى واسع بسبب ما يسميه “معادلة الأقوياء” على الأرض وهو ما من شأنه أن يريح البلد.
بيد أن الخطر، برأيه، كامن فيما يمكن أن تصل إليه الأمور في طرابلس في حال استعرت معادلة الحرب السنية – العلوية على نطاق واسع وخرجت عن الحالة التي تراوح فيها منذ اندلاع الأحداث في سوريا وأدت إلى تدخل شيعي لمساندة العلويين في جبل محسن ومنطقتها أو أفضت إلى تدخل عسكري سوري في الشمال بما سيرافقه من تهجير لسكان عكار وما سيقابله من تدخل سني. عندها، يرى وزير الداخلية، أن الأمور ستتفاعل وتتنقل الحرب من منطقة إلى منطقة بما يهدد لبنان. لذا جاءت الخطة الأمنية الأخيرة سعيا لإعادة الإمساك بالوضع ومنع انتشار الحرب وتمددها ولإعادة الهدوء إلى طرابلس باب التبانة وجبل محسن.
وقامت الخطة الأمنية التي نفذها الجيش والقوات الأمنية بالشكل الذي يتيح انتشار قوى الأمن الداخلي في باب التبانة وجبل محسن على السواء داخل الأحياء على أن تؤازرها قوى الجيش وتساندها الجيش من خارج أي من محيط الانتشار.
ويتهم وزير الداخلية الجماعتين المتقاتلتين في طرابلس وجبل محسن بـ”تلقي الأوامر من الخارج وبتطبيقها في الداخل” محذرا من التفاعلات والاتهامات المتبادلة التي “يمكن أن تفضي إلى كارثة” ومن عدم نجاح الخطة الأمنية أو إجهاضها باعتبار أنها آخر الموجود والممكن طالما أن القرار السياسي بالضرب من حديد على من يضرب الأمن والاستقرار غير موجود وأن الأحزاب والهيئات السياسية “لا تتحمل مسؤولياتها” في كيفية معالجة الأزمة المستفحلة.
ودعا شربل الأطراف المتقاتلة في طرابلس واللبنانيين إلى استيعاب أن الخطة الأمنية هي “آخر خرطوشة” تملكها الحكومة. ولذا يتعين على الجميع أن يفهم أن تطبيقها هو طريق الخلاص للجميع. أما ما ساعد لبنان حتى الآن على إدارة أزمته الداخلية وعدم الغرق أكثر من ذلك في دوامة العنف فمرده، إضافة إلى عمل المسؤولين والسياسيين اللبنانيين إلى “التوافق الدولي” على إبقاء لبنان خارج أتون الحرب رغم ما يلحقه منها من شرارات. وقال شربل لـ”الشرق الأوسط” إنه “لمس” الاهتمام بلبنان وباستقراره من خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس الذي أعرب عن حرص باريس على استقرار لبنان ونأيه عن تداعيات الحرب في سوريا.
وتناول شربل موضوع وجود مقاتلين جهاديين منتمين لمنظمات أصولية كـ”القاعدة” و”جبهة النصرة” في لبنان فاعتبر أن الثابت هو “وجود أشخاص أو خلايا ولكن لن يشكلوا خطرا على لبنان طالما ليس لهم تنظيم هرمي داخل لبنان وقواعد للتدريب في الداخل”.
مقابل ذلك، نبه وزير الداخلية إلى النتائج الكارثية المترتبة على وجود أكثر من مليون ومائتي ألف لاجئ سوري في لبنان موزعين على كل المناطق اللبنانية وما يشكلونه من ضغط على بناه التحتية ومؤسساته الصحية والتربوية واقتصاده فضلا عن أمنه خصوصا أن مجموعات سورية من المعارضة ومن الفئات الموالية للنظام أصبحت تملك السلاح وتمارس أعمالا مخلة بالأمن والقانون. وبحسب شربل، فقد كان من الأفضل أن يقيم لبنان مخيمات لاستقبالهم كما فعلت تركيا والأردن محذرا من أن الكثيرين من هؤلاء لن يعودوا إلى سوريا حتى لو انتهت الحرب غدا.
أما في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي في مايو (أيار) المقبل، فقد اعتبر شربل أن ثمة أسبابا داخلية وخارجية تدفع باتجاه عدم توقع حصولها وأن الأمور مرهونة بوجود توافق خارجي – داخلي على حصولها. أما إذا لم يتوافر هذا التوافق فإن شربل يؤكد أنه مع التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان. لكنه ينبه في الوقت عينه من أنه إذا غاب التوافق لإجراء الانتخابات فإنه سيغيب كذلك لإجراء التمديد وبالتالي فإن الخيار هو بين الانتخابات وبين الفراغ.

السابق
الحياة: حزب الله يستبعد «العرقنة ويتوقع عمليات جديدة
التالي
وفاة مواطن في دير عامص