مغدوشة.. عاصمة ماء الزهر في لبنان

مغدوشة
بلدة مغدوشة القريبة من مدينة صيدا الجنوبية تعتبر مركزاً أساسياً في لبنان لانتاج زهر ليمون: بو صفير، بأكثر من 400 طنّ سنويا، ما يومّن للقرية نحو نصف مليون دولار كلّ عام، لتصير عاصمة ماء الزهر في لبنان، بسبب تربتها ومناخها الملائمين.

مفيد عمون صاحب حانوت في مغدوشة لكنه في الوقت نفسه من المزارعين الأساسيين المنتجين للزهر، يملك أكثر من 100 شجرة ليمون بو صفير، يصل انتاجها السنوي من الزهر إلى نحو طنّين، أي ألفي كيلو، وهو رقم كبير نسبياً مقارنة مع غيره من المزارعين. ويزيد عدد المزارعين الذين يهتمون بزراعة ليمون البو صفير وتقطير زهره إلى أكثر من 400 مزارع في مغدوشة. ورث الأرض وزراعة وتقطير الزهر عن جدّه ثمّ والده. ومؤخرا بدأت العائلة استخدام أكثر من 400 عامل سوري خلال فترة القطاف والتقطير، التي تبدأ في أول شهر آذار وتنتهي في منتصف شهر نيسان.

يعتمد عمون خلال موسم الزهر على التقطير اليدوي وبيع الفائض إلى معمل تقطير ماء الزهر في منطقة مغدوشة الذي تديره الجمعية التعاونية لزهر الليمون ومنتوجات مغدوشة الزراعية: “لأن قطف الزهر يومي وبالتالي بحاجة إلى تقطير يومي فإني أبيع فائض الانتاج الذي يصل إلى نحو 30 % إلى معمل التقطير، الذي يلعب دوراً أساسياً في المحافظة على سعر الزهر”. وعن التسويق يقول عمون :” لدي زبائن كثر من مناطق مختلفة، يأتون إلي من طرابلس، شتورة، قب الياس وبيروت. والمبيع يستمر طوال أيام السنة. ويصل دخلي الشهري من انتاج الزهر وماء الزهر إلى نحو مليون ل.ل. شهريا، أي 30 % من دخلي العام”.

ويقارن عمون دخله مع دخل آخرين في البلدة :” مبيع الزهر وماؤه يشكل نحو 20 % من دخل البعض ويزيد ليصل إلى 50 – 60 % من دخل الآخرين، لكن لا أحد في مغدوشة يعتاش على إنتاج وبيع الزهر وماء الزهر فقط”.

نبيل خوري يرأس الجمعية التعاونية في مغدوشة. ويقدّر انتاج مغدوشة من الزهر لأكثر من 100 طن سنوياً: “60 % منها يباع اما كزهر أو يقطّر منزلياً والباقي تشتريه الجمعية وتقطره في معمل التقطير”.

قبل انشاء المعمل المذكور كان المزارع يستخدم الكمية اللازمة للتقطير اليومي ويضطر لبيع الكمية الزائدة لتجار الزهر الذين كانوا يتحكمون بالسعر، ولكن بعد انشاء المعمل، يوضح خوري، “حددت الجمعية التعاونية سعر الكيلو ولم يعد بمقدور التجار التحكم بالسعر، ونشتري بعد ظهر كل يوم الانتاج المتبقي لدى المزارعين وفق السعر الذي يحدد يومياً والذي لا يقل عن 4000-5000 ل.ل. للكيلو الواحد، ويصل إلى 6500 ل.ل. في حال كان الطقس بارداً، ونسدد لهم الثمن اسبوعياً. ولم يعد للتجار القدرة على خفض السعر إلى 1500 – 2000 ل.ل. للكيلو كما كانوا يفعلون سابقاً”.

ويشير خوري إلى أنّ “غاية الجمعية التعاونية حماية المزارع من خلال تنظيم جمع الموسم في مركز واحد (مقهى الغاردينيا) وبيعه بسعر موحد. وما يبقى منه، نشتريه لمصلحة معمل التقطير بالسعر المحدد”.

ومعمل التقطير حديث ومتطور، تبلغ مساحته نحو 250 مترا مرابعا. يعمل على البخار ويتألف من كركة ستانلس ستيل للتقطير عدد خمسة سعة الواحدة منها 650 كيلو غرانا من الزهر. وفيه غرفة تبريد للزهر للمحافظة على نضارته خلال الأيام الحارة، وغرفة تعبئة القناني والغالونات بواسطة آلات آلية، وغرفة خزانات ستانلس ستيل لتجميع ماء الزهر وخلطه بعد التقطير وغرفة حرّاق كبير لوليد البخار إلى الكركات.

يشير خوري إلى أن كل كيلو زهر يقطر 600 ملم من ماء الزهر الذي يتم فحصه في المختبرات سنوياً للتأكد من جودة الانتاج وللمحافظة على صناعة ماء الزهر الطبيعي والممتاز.

ويصل مجموع مبيع الزهر وماء الزهر المقطر في مغدوشة إلى نحو 400 ألف دولار سنوياً. ولا تعاني الجمعية من مشاكل التسويق: “لأن هناك مؤسسات وشركات وأفراد يحجزون كميات من ماء الزهر حتى قبل بدء الموسم”، بحسب خوري، الذي يحمّ “السلطة مسؤولية انتشار مبيع قناني ماء الزهر في العديد من المحلات، التي تكون عبارة عن ماء وقليل من المواد الكيميائية التي تحمل رائحة ماء الزهر”، مشدّدا على أنّها “مضرذة بالصحة”.

السابق
سُذج وأغبياء
التالي
تشييع الشهيد المجاهد حسين علوش