البناء: متطرّفو طرابلس يمهّدون لجولة عنف جديدة

كتبت “البناء ” تقول: يبقى الجمود سيّد الموقف على الساحة السياسية الداخلية بكل مواضيعها والمندرجات وهو ما يبقي البلاد في حالة من المراوحة والشلل بانتظار ما يمكن أن يحمله قابل الأيام من تطوّرات إقليمية ودولية علّها تنعكس إيجاباً على الملفات اللبنانية العالقة على المستويات كافة.
وأبرز ما يمكن انتظاره من تطوّرات مرتقبة ينسحب على ما تعزّز في اليوم الثالث والأخير من اجتماعات ومحادثات جنيف بين إيران ومجموعة الـ 5 1 من إمكانية التوصل إلى اتفاق شبه نهائي في العشرين من الشهر الجاري حول الملف النووي الإيراني بعد أن انتهت مفاوضات أمس إلى تفاؤل كبير عبّر عنه ممثلو الدول المشاركة بطريقة أو بأخرى وخصوصاً ما أتى على لسان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي أشار إلى أن مشروع الاتفاق وضع على الطاولة ومن الممكن إبرامه في الاجتماع المقبل ولو أنه لن يرضي الجميع في إشارة هنا إلى “إسرائيل”.

العدو يستنفر
في هذا الوقت استُنفر العدو بقادته وقيادته تحسباً لما يرتقب من نتائج إيجابية على هذا الصعيد وأعلنت وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” السابقة تسيبي ليفني أن “دولاً عربية تبعث برسائل لـ”إسرائيل” تطالبها بعدم التنازل بمسألة النووي الإيراني.
من ناحيته اعتبر رئيس كيان هذا العدو شيمون بيريز أنه “من الجيد أنه لم يوقع اتفاق بين الدول العظمى وإيران”.
كذلك قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل” ستقوم بكل شيء لإقناع القوى الكبرى بما وصفه “تجنب صفقة سيئة مع إيران”.

ترقّب لمحادثات سليمان في السعودية
أما على الصعيد الداخلي فقد بقيت الملفات على ما هي عليه في وقت تترقب الأوساط ما يمكن أن تسفر عنه زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية اليوم والمحادثات التي سيجريها مع كبار المسؤولين هناك والتي ستتناول التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية إضافة بالطبع إلى الوضع الحكومي العالق في لبنان كون أن السعودية وكما بات معلوماً تلعب دوراً مكشوفاً مع حلفائها في لبنان وخصوصاً “تيار المستقبل” لإعاقة عملية التشكيل المنتظرة إضافة إلى تدخلها المباشر في أكثر من موضوع داخلي.
وفي هذا السياق قالت مراجع بارزة إنها تنتظر أجواء ونتائج هذه الزيارة قبل الحكم عليها مع الإشارة هنا إلى أن الرئيس سليمان أكد أنه لن يتناول الوضع الحكومي في المملكة.

لقاء برّي ـ ميقاتي
في سياق آخر وحسب المعلومات المتوافرة لـ”البناء” فإن الأبواب موصدة في وجه الحلول وقد اقتصر اللقاء الأخير بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة أول من أمس على مسألة واضحة وهي التأكيد على أهمية واستعجال تشكيل الحكومة كما عبّر الرئيس بري لرئيس حكومة تصريف الأعمال موضحاً أن البلد لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال.
أما في خصوص الخلاف حول انعقاد مجلس النواب فقد بقيت وجهات النظر متباينة حيث عبّر رئيس المجلس صراحة عن حق المجلس في الانعقاد في الواقع الراهن وأن لا شيء يحول دون ذلك مشيــراً إلى أنه لا يوجد شيء دستورياً اسمه تصريف أعمال بالنسبة للحكومة وإنما هذا ورد في الدستور بالنسبة للمجلس بمعنى أنه إذا حُلّ المجلس فإن مكتبه يصرّف الأعمال.
وعليه فقد قالت المصادر إن الأمور بقيت في دائرة الأخذ والرد من دون الحسم مع العلم أن تيار “المستقبل” له اليد الطولى في تعطيل عمل المجلس لأسباب باتت معروفة ومرتبطة بقرار المملكة العربية السعودية.
وحسب المعلومات أيضاً فإن التواصل سيبقى مستمراً أكان بين بري وميقاتي أو بين بري والسنيورة الذي سيزور عين التينة بعد عاشوراء.

طرابلس والتحريض
على صعيد آخر واصل “تيار المستقبل” والقوى المتطرفة التي يغطيها تصعيده وتوتيره للأجواء في طرابلس وقد تمثل ذلك بالتجمع الذي أقامه أمس في المدينة حيث انبرى بعض المتطرفين في التيار وغيره إلى صبّ الزيت على النار والتحريض على الحزب العربي الديمقراطي بلغة فتنوية مذهبية هدفها إشعال النار في الشمال من جديد.
وقد تجاوز المتحدثون كل الحدود في موازاة ظهور أعلام لـ”القاعدة” ما استدعى مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار وعبر مكتبه الإعلامي للقول إن مشكلة طرابلس هي قضية حق ابتليت بمحامين فاشلين لا يحسنون تمثيلها.

لجنة الإعلام والتجسّس “الإسرائيلي”
وفي ساحة النجمة تجتمع اليوم لجنة الإعلام والاتصالات برئاسة النائب حسن فضل الله لمناقشة تقرير مفصّل حول الاعتداء “الإسرائيلي” التجسسي على لبنان من خلال نصب المحطات والأبراج الموجهة إلى الأراضي اللبنانية على طول الحدود الجنوبية.
وكان الرئيس بري أوعز إلى اللجنة لعقد اجتماع استثنائي وحدد خيارات عديدة للتصدي لهذا العدوان ومنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن.

السابق
الجمهورية: طرابلس تغلي بعد تصريحات عيد…
التالي
البلد: الراعي يشيد بسليمان وطرابلس تطالب بالعدالة