المستقبل: علي عيد .. إلى التحقيق

كتبت “المستقبل ” تقول: فيما كانت طرابلس تنعم بالأجواء الهادئة للمرة الأولى منذ عشرة أيام إثر دخول الخطة الأمنية حيّز التنفيذ، نغّصت هذا الهدوء مساء أمس، عمليات قنص محدود على شارع سوريا، ودوار أبو علي مصدره جبل محسن، ما حدا بالجيش الى الإستنفار وقطع الطريق الدولية بين طرابلس وعكار، تجنباً لسقوط ضحايا جراء أعمال القنص، وعمل على تسيير دوريات راجلة ومؤللة في المنطقة لضبط الوضع وإعادة الأمور الى نصابها. غير أن التطوّر الأبرز سياسياً وأمنياً، والمرتبط ارتباطاً مباشراً بعاصمة الشمال، كان استدعاء شعبة المعلومات أمس للنائب السابق علي عيد، والد أمين عام الحزب “العربي الديموقراطي” رفعت عيد، للتحقيق معه في عملية تهريب أحد المتهمين بتفجيري مسجدي “التقوى” و”السلام”.
وعلمت “المستقبل” أن شعبة المعلومات أجرت اتصالاً هاتفياً أمس بالنائب السابق عيد الموجود في قريته “حكر الضاهري” في قضاء عكار، وطلبت منه المثول أمامها للتحقيق معه اليوم في ما ورد من معلومات حول تعليمات أعطاها إلى أحمد محمد علي الموقوف لدى الشعبة، لتهريب أحمد مرعي المتهم بتفجير مسجد “التقوى”.
وفي المعلومات أن علي الذي سبق له أن اعترف أمام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لدى التحقيق معه في تهمة تهريب مرعي، أن علي عيد هو من طلب منه تنفيذ هذه المهمة، عاد وكرّر الاعترافات نفسها في التحقيق الذي أجرته معه شعبة المعلومات، مؤكّداً أنه بعد وقوع التفجيرين، قام علي بناء على طلب عيد بإحضار مرعي من منزله في جبل محسن إلى منزل عيد في قرية “حكر الضاهري” القريبة من الحدود السورية، حيث تم من هناك تهريبه إلى داخل الأراضي السورية.
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أدعى على مرعي وعلى المطلوبين الفارين الآخرين حيّان رمضان وخضر جدود وسلمان أسعد، إثر توقيف يوسف دياب وأنس حمزة وحسن جعفر في قضية تفجيري المسجدين.
إلى ذلك، أنهت منطقة عكار إستعداداتها لإستقبال جثامين شهداء العبارة الاندونيسية الذين قضوا غرقاً في بحرها، والتي تصل الى لبنان اليوم، وتجري لقاءات واجتماعات لاقامة إستقبال حاشد للجثامين التي ستصل قرابة الثانية عشرة ظهراً الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عبر دبي. وفي هذا الإطار، تبلّغ وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، من القائمة بأعمال سفارة لبنان في جاكرتا جوانا القزي، أن عدد جثامين الغرقى اللبنانيين في اندونيسيا، ارتفع الى 34 جثماناً بعد التعرف الى جثة الطفل ابرهيم المحمود بعد انتهاء فحوص الحمض النووي لجثته، وسينقل جثمانه مع الجثامين الاخرى اليوم.
وعُلم أن تيار “المستقبل” الذي سيشارك في استقبال الجثامين في المطار عبر كبار مسؤوليه، سينظّم استقبالاً شعبياً في منطقة البحصاص في طرابلس لدى وصول الجثامين في طريقها إلى قرية قبعيت العكارية.
وعلمت “المستقبل” أن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الذي علم متأخراً باستعدادات تيار “المستقبل” لهذه الاستقبالات، بدأ يسعى منذ ليلة أمس إلى الالتفاف على هذه الاستقبالات من خلال إعطاء تعليمات لتأخير الإجراءات في المطار من جهة، ومن خلال درس اقتراح تقدّم به أحد المقرّبين منه يقضي بنقل الجثامين جواً عبر طوافات تابعة للجيش اللبناني.

سليمان
في غضون ذلك، أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان “ارتياحه لاستتباب الامن في طرابلس”، مشدداً على أن “لا عودة الى الوراء فيها”، داعياً “الجميع الى التجاوب معها وابقاء المواقف السياسية المختلفة بعيدة من الواقع الامني الميداني، الهادف اساساً الى اعادة الطمأنينة للمواطنين وانهاء هذه الحال الشاذة ومنع اي انعكاسات خارجية من الدخول عليها والتأثير فيها.

الحريري
من ناحية أخرى، زار الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمام سلام الرئيس سعد الحريري ظهر أمس في دارته بباريس واطمأن الى صحته بعد العملية الجراحية التي اجراها مؤخراً، وجرى خلال الزيارة التي تخللتها مأدبة غداء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

“14 آذار”
في غضون ذلك، برز البيان العالي النبرة الذي تلاه منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد، عقب الاجتماع الدوري أمس حيث دعا الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “تفهم التركيبة اللبنانية وتجربة لبنان المعاصر، إذ أن احداً لا يستطيع مهما علا شأنه ومهما اعتبر نفسه مرتاحاً، وهو ليس كذلك، أن يفرض شروطه على جميع اللبنانيين”، مشدّداً على أن قوى “14 آذار” لن تستسلم، ومعها جميع اللبنانيين، لأي قوة تحمل سلاحاً غير شرعي في لبنان.
واعتبر أن موقف نصرالله “دعوة للبنانيين إلى الاستسلام لحزب الله الذي يعتبر نفسه منتصراً من القصير إلى اليوم، وإذا كان هذا الإنتصار فعلياً كما يعني السيد نصرالله، فليشكل الحكومة التي يراها مناسبة من دون الأخذ في الاعتبار أن هناك قوى أخرى”، مشدّداً على أن “طرح السيد حسن هو مشروع استسلام وليس شراكة”.
وشدّد على “عدم الخضوع لحكومة إستسلام وعدم الدخول في عملية الأرقام. ما نريده أولاً هو التزام إعلان بعبدا الذي ينص على حياد لبنان والذي يتناقض مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وثانياً هناك مطلب إقليمي ينعكس على أمن اللبنانيين، هو إنسحاب حزب الله من سوريا، وعند تحقيق هذين المطلبين تشكّل الحكومة المناسبة”.

السفارة الأميركية
تزامناً، أكدّت السفارة الأميركية في بيروت أن “انخراط أحزاب لبنانية وأبرزها حزب الله في سوريا يؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية ويهدّد الامن”.
وأعربت، في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن “قلق الولايات المتحدة العميق إزاء تدهور الوضع الامني في لبنان بما في ذلك في طرابلس، داعية الى ضبط النفس”، وأدانت “استهداف الجيش في طرابلس، وأشادت بدوره وتضحياته”.
ورأت أن العنف في طرابلس يُظهر “ضرورة قيام الأطراف بحماية لبنان من تداعيات الصراع السوري”، مجددة دعمها لقراري مجلس الامن 1559 و1701 و اعلان بعبدا.

الإدارة والعدل
من ناحية أخرى، أنهت لجنة الإدارة والعدل النيابية أمس في جلسة عقدتها برئاسة النائب روبير غانم وفي حضور وزيري الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي، اجتماعها بتشكيل لجنة فرعية تدرس الاصلاحات الواردة في مشروع قانون الحكومة للانتخاب الذي دأب النواب على درسه من خلال لجنة التواصل الفرعية التي انبثقت عن اللجان النيابية المشتركة مدة 8 أشهر من دون طائل.
ويرأس اللجنة الفرعية النائب نوار الساحلي وتضم النواب سمير الجسر، سيرج طورسركسيان، آلان عون، غسان مخيبر وغازي زعيتر لدرس الاصلاحات، على أن تبدأ عملها بدراسة المواد بين 4 و107، اضافة الى المادتين عن توزيع الدوائر وتقييمها.

واعتبر عضو جبهة “النضال الوطني” النائب أكرم شهيب أن لجنة التواصل التي “ظلّت تدور في حلقة مفرغة طيلة ثمانية أشهر، وصلت في نهاية الأمر إلى حصر الخلاف حول حجم الدوائر الانتخابية وشكلها”.
وقال شهيّب لـ “المستقبل” إن لجنة التواصل كانت تناقش مشروع قانون جديد للانتخابات “في ظل ظروف سياسية افضل، ومن الأجدى اليوم عدم تضيع الوقت كي لا نتعرّض مجدّداً للانتقادات، آخذين في الاعتبار أننا مجلس ممدّد له في جو غير شعبي، ومن الضروري أن ننطلق من حيث وصلت النقاشات سابقاً أي من حيث القانون المختلط بين النظامين النسبي والأكثري”.
ودعا زملائه للالتقاء تحب قبّة البرلمان للنقاش وأن يصار إلى “تجنّب الجدالات الثانوية مثل دستورية أو عدم دستورية الجلسة النيابية لأننا في ذلك نعود إلى المثل الشعبي “البيضة أو الدجاجة أولاً” معتبراً أن “الحراك مفيد وواجب في ظل الواقع اللبناني والجمود السياسي”.
وعن موقفه من مشروع “اللقاء الارثوذكسي”، قال: “أصبح مثل قانون الستين وكل سنة وأنتم سالمون”.
من جهته اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أنه من الواضح جداً غياب أي أفق في النقاش الدائر حول قانون الانتخابات.
وقال لـ “المستقبل” عندما يأتي زميل لنا ويصرّح علناً أنه ينتمي إلى فريق سياسي لن يسمح إطلاقاً بإعطائنا قانون للانتخابات لا يشكّل له نتيجة رابحة سلفاً، فإلى أين سيذهب النقاش في هذه المسألة؟”

السابق
سياراتان مفخختان في البقاع وإجراءات مشددة بالتزامن مع ذكرى عاشوراء
التالي
الحريري التقى سلام في باريس: لا لصيغة 9 – 9 – 6