المستشفى التركي المقفل بصيدا: يكلّف المدينة بدل خدمتها

المستشفى التركي صيدا
رغم مرور ثلاثة أعوام على انتهاء الأعمال الإنشائية والتنفيذية للمستشفى التركي في صيدا.. ما زال مقفلاً وبلدية صيدا تدفع مصاريف "عطالته"، وآخرها 17 ألف دولار لصيانة بعض معدّاته.

تجري حالياً بلدية صيدا مباحثات مع مجلس الإنماء والإعمار لتأمين مبلغ 17 ألف دولار أميركي كلفة غاز الهليوم الذي تحتاجه آلة تصوير الرنين المغناطيسي M.R.I، حتى تبقى صالحة للعمل بانتظار افتتاح المستشفى.

يقول رئيس بلدية صيدا محمد السعودي أنها “ليست المرّة الأولى، فقد جرى تزويد الآلة بالغاز اللازم مرتين سابقاً، في المرّة الأولى دفعت البلدية وفي المرّة الثانية دفع مجلس الإنماء والإعمار. ونحن مضطرون للدفع مجدداً لأن أي تأخير سيؤدي إلى تعطل الآلة ويلزم عندها مبلغ مئة ألف دولار لإصلاحها”.

ويضيف السعودي: “ما زلنا بانتظار قرار وزارة الصحة لإعطاء الإذن بتشغيل المستشفى، رغم وجود 30 مراسلة بيننا وبين وزارة الصحة، لم نحصل حتى هذه اللحظة على قرار بالعمل”.

ويعود السعودي بالذاكرة ثلاثة أعوام للوراء عند الاحتفال بانتهاء الأعمال الإنشائية للمستشفى بحضور رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، ويوضح: “يومها تحدثت مع وزير الصحة آنذاك الدكتور محمد جواد خليفة بحضور النائبة بهية الحريري، ونصح خليفة بأن تشرف الجامعة الأميركية على المستشفى، وأخبرنا خليفة أن المستشفى بحاجة إلى عام كامل لتأهيل الطافم الطبي والخدماتي”.

بعد ذلك استقالت الحكومة، وشُكلت أخرى، وقد أعدت الجامعة الأميركية دراسة أظهرت أن المستشفى، إذا بدأ العمل فيه، سيؤدي إلى خسارة 12 مليون دولار في السنوات الخمسة الأولى وبعدها يتوازن وضعها. ومع ذلك تقدمت بلدية صيدا بطلب لبدء التشغيل بعد أن تعهدت فعاليات المدينة بتأمين المبالغ المطلوبة لاستمرار العمل في المستشفى: “لكن للأسف وحتى الآن لم نحصل على إذن بتشغيله”، يقول السعودي.

ويغمز السعودي من دور النزاعات السياسية والمحاصصة في التأخير.

وخدمات المستشفى المذكور، التي تشمل معالجة الحروق وطوارئ حوادث الطرق، هو الوحيد الموجود في لبنان ويمكن أن يغطي مناطق الجنوب والبقاع الغربي وإقليم الخروب.

لكن يبدو أن الوضع السياسي العام لن يسمح للمستشفى بالعمل، وبالتالي سيؤدي إلى خسارة البلدية الأرض التي قدمتها لبنائها، والأهم هو خسارة المواطنين المضاعفة، للخدمة الصحية من جهة، وللأموال المهدورة من حساباتهم وضرائبهم من جهة أخرى.

السابق
شريط داعش صبياني.. وليس في طرابلس
التالي
جريحان للجيش في طرابلس والجيش دخل الى شارع سوريا